قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم
[ ص: 169 ] قوله عز وجل : فألقى عصاه قال : كانت من عوسج ، قال سعيد بن جبير : ولم يسخر العوسج لأحد بعده ، وقال الحكيم : كانت من آس الجنة عشرة أذرع على طول الكلبي موسى .
فإذا هي ثعبان مبين فيه قولان :
أحدهما : أنها الحية الذكر ، قاله . ابن عباس
الثاني : أنه اعتم الحيات الصفر شعراء العنق ، حكاه . النقاش
مبين فيه وجهان :
أحدهما : مبين أنه ثعبان .
الثاني : مبين أنها آية وبرهان ، وكان فرعون قد هم بموسى ، فلما صارت العصا ثعبانا فاغرا فاه خافه ولاذ بموسى مستجيرا وولى قومه هربا حتى وطئ بعضهم على بعض ، قال : وكان اجتماعهم ابن زيد بالإسكندرية ، قال : روي أن السحرة كانوا اثني عشر ألفا ، وقيل : تسعة عشر ألفا . الزجاج
قوله تعالى : فماذا تأمرون أي تشيرون لأنه لا يجوز أن يأمر التابع المتبوع ، فجعل المشورة أمرا لأنها على لفظه .
ويحتمل استشارته لهم وجهين :
أحدهما : أنه أراد أن يستعطفهم لضعف نفسه .
الثاني : أنه أذهله ما شاهد فحار عقله فلجأ إلى رأيهم وهو يقول أنا ربكم الأعلى ، وقد خفي عليه تناقض الأمرين خذلانا .
[ ص: 170 ]