ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم
قوله تعالى : ومن الناس من يشتري لهو الحديث فيه سبعة تأويلات :
أحدها : شراء المغنيات لرواية عن القاسم بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة وفيهن أنزل الله تعالى) : لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن ولا أثمانهن ومن الناس من يشتري لهو الحديث .
الثاني : الغناء ، قاله ابن مسعود وابن عباس وعكرمة وابن جبير . وقتادة
الثالث : أنه الطبل ، قاله ، والمزمار ، قاله عبد الكريم ابن زخر .
الرابع : أنه الباطل ، قاله . عطاء
الخامس : أنه الشرك بالله ، قاله الضحاك . وابن زيد
السادس : ما ألهى عن الله سبحانه ، قال . الحسن
السابع : أنه الجدال في الدين والخوض في الباطل ، قاله . سهل بن عبد الله
[ ص: 329 ] ويحتمل إن لم يثبت فيه نص تأويلا ثامنا : أنه السحر والقمار والكهانة . وفيمن نزلت قولان :
أحدهما : أنها نزلت في النضر بن الحارث كان يجلس بمكة فإذا قالت قريش إن محمدا قال كذا وكذا ضحك منه وحدثهم بحديث رستم واسفنديار ويقول لهم إن حديثي أحسن من قرآن محمد ، حكاه الفراء . والكلبي
الثاني : أنها نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية فشغل بها الناس عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، حكاه . ابن عيسى
ليضل عن سبيل الله بغير علم فيه وجهان :
أحدهما : ليصد عن دين الله ، قاله . الطبري
الثاني : ليمنع من قراءة القرآن ، قاله . ابن عباس
بغير علم يحتمل وجهين :
أحدهما : بغير حجة .
الثاني : بغير رواية .
ويتخذها هزوا فيه وجهان :
أحدهما : يتخذ سبيل الله هزوا يكذب بها ، قاله . وسبيل الله دينه . قتادة
الثاني : يستهزئ بها ، قاله . الكلبي
أولئك لهم عذاب مهين أي مذل .
[ ص: 330 ]