قوله تعالى : يدبر الأمر فيه وجهان :
أحدهما : يقضي الأمر ، قاله . مجاهد
الثاني : ينزل الوحي ، قاله . السدي
من السماء إلى الأرض قال من سماء الدنيا إلى الأرض العليا وفيه وجهان : السدي
أحدهما : يدبر الأمر في السماء وفي الأرض .
الثاني : يدبره في السماء ثم ينزل به الملك إلى الأرض وروى عن عمرو بن مرة عبد الرحمن بن سابط أنه قال : يدبر أمر الدنيا أربعة : جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل ، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والماء ، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأرواح ، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم .
ثم يعرج إليه فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه جبريل يصعد إلى السماء بعد نزوله بالوحي ، قاله . يحيى بن سلام
الثاني : أنه الملك الذي يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، قاله . النقاش
[ ص: 354 ] الثالث : أنها أخبار أهل الأرض تصعد إليه مع حملتها من الملائكة ، قاله ابن شجرة .
في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى ملائكته فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ثم كذلك أبدا ، قاله . مجاهد
الثاني : أن الملك ينزل ويصعد في يوم مسيرة ألف سنة ، قاله . ابن عباس . والضحاك
الثالث : أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة ومقدار صعوده خمسمائة سنة ، قاله : فيكون بين السماء والأرض على قول قتادة ابن عباس مسيرة ألف سنة ، وعلى قول والضحاك قتادة مسيرة خمسمائة سنة . والسدي
مما تعدون أي تحسبون من أيام الدنيا وهذا اليوم هو عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم وليس بيوم يستوعب نهارا بين ليلتين لأنه ليس عند الله ليل استراحة ولا زمان تودع ، والعرب قد تعبر عن مدة العصر باليوم كما قال الشاعر:
يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب
وليس يريد يومين مخصوصين وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين فعبر عن كل واحد من الشطرين بيوم .