أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا
قوله عز وجل : ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا يعني من الذنوب .
ما ترك على ظهرها من دابة قال بحبس المطر عنهم وفيه ثلاثة أقاويل : يحيى بن سلام
أحدها : يعني جميع الحيوان مما دب ودرج ، قاله ، قال ابن مسعود : وقد فعل ذلك زمان قتادة نوح عليه السلام .
الثاني : من الإنس والجن دون غيرهما لأنهما مكلفان بالعقل ، قاله . الكلبي
الثالث : من الناس وحدهم ، قاله . ابن جريج
[ ص: 480 ] ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فيه قولان :
أحدهما : الأجل المسمى الذي وعدهم في اللوح المحفوظ ، قاله . مقاتل
الثاني : إلى يوم القيامة ، قاله يحيى .
فإذا جاء أجلهم فيه قولان :
أحدهما : نزول العذاب .
الثاني : البعث في القيامة .
فإن الله كان بعباده بصيرا يحتمل وجهين :
أحدهما : بصيرا بأجلهم .
الثاني : بصيرا بأعمالهم ، والله أعلم