كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون   
قوله تعالى: كتب عليكم القتال  بمعنى فرض. وفي فرضه ثلاثة أقاويل:  [ ص: 273 ] 
أحدها: أنه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والثاني: أنه خطاب لكل أحد من الناس كلهم أبدا حتى يقوم به من فيه كفاية ، وهذا قول الفقهاء والعلماء. والثالث: أنه فرض على كل مسلم في عينه أبدا ، وهذا قول  سعيد بن المسيب.  ثم قال تعالى: وهو كره لكم  والكره بالضم إدخال المشقة على النفس من غير إكراه أحد. والكره بالفتح إدخال المشقة على النفس بإكراه غيره له. ثم فيه قولان: أحدهما: أنه فيه حذف وتقديره: وهو ذو كره لكم وهذا قول  الزجاج.  والثاني: معناه وهو مكروه لكم ، فأقام المقدر مقامه. ثم في كونه كرها تأويلان: أحدهما: وهو كره لكم قبل التعبد وأما بعده فلا. الثاني: وهو كره لكم في الطباع قبل الفرض وبعده. وإنما يحتمل بالتعبد. ثم قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم  وفي عسى ههنا قولان: أحدهما: أنه طمع المشفق مع دخول الشك. والثاني: أنها بمعنى قد. وقال  الأصم:  وعسى أن تكرهوا شيئا  من القتال وهو خير لكم  يعني في الدنيا بالظفر والغنيمة ، وفي الآخرة بالأجر والثواب ، وعسى أن تحبوا شيئا  يعني من المتاركة والكف وهو خير لكم  ، يعني في الدنيا بالظهور عليكم وفي الآخرة بنقصان أجوركم. والله يعلم  ما فيه مصلحتكم وأنتم لا تعلمون  
				
						
						
