أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب   قوله عز وجل: أمن هو قانت  في الألف التي في "أمن" وجهان: 
أحدهما: أنها ألف استفهام. 
الثاني: ألف نداء.  [ ص: 117 ] وفي قانت أربعة أوجه: 
أحدها: أنه المطيع ، قاله  ابن مسعود   . 
الثاني: أنه الخاشع في صلاته ، قاله  ابن شهاب.  
الثالث: القائم في صلاته ، قاله  يحيى بن سلام   . 
الرابع: أنه الداعي لربه. آناء الليل  فيه ثلاثة أوجه: 
أحدها: طرف الليل ، قاله  ابن عباس   . 
الثاني: ساعات الليل ، قاله  الحسن   . 
الثالث: ما بين المغرب والعشاء ، قاله  منصور.  ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه  قال  السدي   : يحذر عذاب الآخرة ويرجو نعيم الجنة. وفيمن أريد به هذا الكلام خمسة أقاويل: 
أحدها: أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حكاه  يحيى بن سلام   . 
الثاني:  أبو بكر  ، قاله  ابن عباس  في رواية  الضحاك  عنه. 
الثالث:  عثمان بن عفان  ، قاله  ابن عمر   . 
الرابع:  عمار بن ياسر   وصهيب   وأبو ذر   وابن مسعود  ، قاله  الكلبي   . الخامس: أنه مرسل فيمن كان على هذه الحال قانتا آناء الليل. 
فمن زعم أن الألف الأولى استفهام أضمر في الكلام جوابا محذوفا تقديره: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما كمن جعل لله أندادا؟ قاله يحيى   . وقال  ابن عيسى   : المحذوف من الجواب: كمن ليس كذلك. ومن زعم أن الألف للنداء لم يضمر جوابا محذوفا ، وجعل تقدير الكلام: أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون  فيه ثلاثة أوجه: 
أحدها: هل يستوي الذين يعلمون هذا فيعملون به والذين لا يعلمون هذا فلا يعملون به ، قاله  قتادة   . 
الثاني: أن الذين يعلمون هم المؤمنون يعلمون أنهم لاقو ربهم ، والذين لا  [ ص: 118 ] يعلمون هم المشركون الذين جعلوا لله أندادا قاله يحيى   . 
الثالث: ما قاله  أبو جعفر محمد بن علي  قال: الذين يعلمون نحن ، والذين لا يعلمون عدونا. 
ويحتمل رابعا: أن الذين يعلمون هم الموقنون ، والذين لا يعلمون هم المرتابون. 
				
						
						
