ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون [ ص: 229 ] قوله عز وجل: وقالوا يا أيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك فيه أربعة أوجه:
أحدها: أنهم قالوا على وجه الاستهزاء ، قاله . الحسن
الثاني: أنه يجري على ألسنتهم ما ألفوه من اسمه ، قاله الزجاج.
الثالث: أنهم أرادوا بالساحر غالب السحرة ، وهو معنى قول ابن بحر.
الرابع: أن الساحر عندهم هو العالم ، فعظموه بذلك ولم تكن صفة ذم ، حكاه وقاله ابن عيسى . الكلبي بما عهد عندك قال : لئن آمنا لتكشف العذاب عنا ، قال مجاهد ، وذلك أن الطوفان أخذهم ثمانية أيام لا يسكن ليلا ولا نهارا. الضحاك فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون أي يغدرون وكان موسى دعا لقومه فأجيب فيهم فلم يفوا.