قوله عز وجل: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أي اكتسبوا الشرك. قال : الذين أريد بهم هذه الآية الكلبي عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات قال أريد بهم الكلبي علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب حين برزوا إليهم يوم وعبيدة بن الحارث بدر فقتلوهم.
قوله عز وجل: أفرأيت من اتخذ إلهه هواه فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أفرأيت من اتخذ دينه ما يهواه ، فلا يهوى شيئا إلا ركبه، قاله . [ ص: 265 ] الثاني: أفرأيت من جعل إلهه الذي يعبده ما يهواه ويستحسنه ، فإذا استحسن شيئا وهو به اتخذه إلها ، قاله ابن عباس ، قاله عكرمة : كان أحدهم يعبد الحجر. فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به وعبد الآخر. سعيد بن جبير
الثالث: أفرأيت من ينقاد لهواه انقياده لإلهه ومعبوده تعجبا لذوي العقول من هذا الجهل. وأضله الله على علم فيه تأويلان:
أحدهما: وجده ضالا ، حكاه ابن بحر .
الثاني: معناه ضل عن الله. ومنه قول الشاعر
هبوني امرأ منكم أضل بعيره له ذمة إن الذمام كثير
أي ضل عنه بعيره.وفي قوله على علم وجهان:
أحدهما: على علم منه أنه ضال ، قاله مقاتل.
الثاني: قاله أي في سابق علمه أنه سيضل. ابن عباس وختم على سمعه وقلبه أي طبع على سمعه حتى لا يسمع الوعظ وطبع على قلبه حتى لا يفقه الهدى. وجعل على بصره غشاوة حتى لا يبصر الرشد. ثم في هذا الكلام وجهان:
أحدهما: أنه خارج مخرج الخبر عن أحوالهم.
الثاني: أنه خارج مخرج الدعاء بذلك عليهم. وحكى أنها نزلت في ابن جريج من الغياطلة ، وحكى الحارث بن قيس أنها نزلت في الضحاك الحارث بن نوفل بن عبد مناف.