ألا رب ركب قد قطعت وجيفهم إليك ولولا أنت لم توجف الركب
ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ذلك أن مال الفيء هو المأخوذ من المشركين بغير قتال ولا إيجاف خيل ولا ركاب ، فجعل الله لرسوله أن يضعه حيث يشاء لأنه واصل بتسليط الرسول عليهم لا بمحاربتهم وقهرهم. فجعل الله ذلك طعمة لرسوله خالصا دون الناس ، فقسمه في المهاجرين إلا سهل بن حنيف فإنهما ذكرا فقرا فأعطاهما. وأبا دجانة كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم يقال دولة بالضم وبالفتح وقرئ بهما ، وفيهما قولان:
أحدهما: أنهما واحد ، قاله يونس ، والأصمعي.
الثاني: أن بينهما فرقا ، وفيه أربعة أوجه: [ ص: 504 ] أحدها: أنه بالفتح الظفر في الحرب ، وبالضم الغنى عن فقر ، قاله أبو عمرو بن العلاء.
الثاني: أنه بالفتح في الأيام ، وبالضم في الأموال ، قاله عبيدة.
الثالث: أن بالفتح ما كان كالمستقر ، وبالضم ما كان كالمستعار ، حكاه ابن كامل.
الرابع: أنه بالفتح الطعن في الحرب ، وبالضم أيام الملك وأيام السنين التي تتغير ، قاله ، قال الفراء حسان
ولقد نلتم ونلنا منكم وكذاك الحرب أحيانا دول
أحدها: يعني ما أعطاكم من مال الفيء فاقبلوه ، وما منعكم منه فلا تطلبوه ، قاله . السدي
الثاني: ما آتاكم الله من مال الغنيمة فخذوه ، وما نهاكم عنه من الغلو فلا تفعلوه ، قاله . الحسن
الثالث: وما آتاكم من طاعتي فافعلوه ، وما نهاكم عنه من معصيتي فاجتنبوه ، قاله . ابن جريج
الرابع: أنه محمول على العموم في جميع أوامره ونواهيه لأنه لا يأمر إلا بصلاح ولا ينهى إلا عن فساد. وحكى أنها نزلت في رؤساء المسلمين قالوا فيما ظهر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال المشركين ، يا رسول الله صفيك والربع ودعنا والباقي فهكذا كنا نفعل في الجاهلية وأنشدوه الكلبي
لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول.