إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم   
قوله تعالى: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا  وفي العهد قولان: أحدهما: ما أوجب الله تعالى على الإنسان من طاعته وكفه عن معصيته.  [ ص: 404 ] 
والثاني: ما في عقل الإنسان من الزجر عن الباطل والانقياد إلى الحق. أولئك لا خلاق لهم في الآخرة  وفي أصل الخلاق قولان: أحدهما: أن أصله من الخلق بفتح الخاء وهو النفس ، وتقدير الكلام: لا نصيب لهم. والثاني: أن أصله الخلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخلق الكريم. ولا يكلمهم الله  فيه قولان: أحدهما: لا يكلمهم الله بما يسرهم ، لكن يكلمهم بما يسوءهم وقت الحساب لأنه قال: ثم إن علينا حسابهم  والثاني: لا يكلمهم أصلا ولكن يرد حسابهم إلى الملائكة. ولا ينظر إليهم يوم القيامة  فيه قولان: أحدهما: لا يراهم. والثاني: لا يمن عليهم. ولا يزكيهم  أي لا يقضي بزكاتهم. واختلف أهل التفسير في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها نزلت في قوم من أحبار اليهود:  أبي رافع  وكنانة بن أبي الحقيق  ، وكعب بن الأشرف  ، وحيي بن أخطب  كتبوا كتابا بأيديهم ، ثم حلفوا أنه من عند الله فيما ادعوا به ليس عليهم في الأميين سبيل ، وهو قول  الحسن  ،  وعكرمة   . والثاني: أنها نزلت في  الأشعث  وخصيم له تنازعا في أرض ، فقام ليحلف ، فنزلت هذه الآية ، فنكل  الأشعث  واعترف بالحق.  [ ص: 405 ] 
والثالث: أنها نزلت في رجل حلف يمينا فاجرة في تنفيق سلعته في البيع ، وهذا قول  عامر  ،  ومجاهد.  
				
						
						
