أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا
قوله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أصل التدبر الدبور ، لأنه النظر في عواقب الأمور. ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا في الاختلاف ههنا ثلاثة أقاويل: أحدها: تناقض من جهة حق وباطل ، وهذا قول ، قتادة . [ ص: 511 ] وابن زيد
والثاني: من جهة بليغ ومرذول ، وهو قول بعض البصريين. والثالث: يعني اختلافا في الأخبار عما يسرون ، وهذا قول قوله تعالى: الزجاج. وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به في المعني بهذا قولان: أحدهما: المنافقون ، وهو قول ابن زيد والثاني: أنهم ضعفة المسلمين ، وهو قول والضحاك. ، الحسن والزجاج. ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم وفيهم ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم الأمراء ، وهذا قول ، ابن زيد . والثاني: هم أمراء السرايا. والثالث: هم أهل العلم والفقه ، وهذا قول والسدي ، الحسن ، وقتادة ، وابن جريج ، وابن نجيح والزجاج. لعلمه الذين يستنبطونه منهم فيهم قولان: أحدهما: أنهم أولو الأمر. والثاني: أنهم المنافقون أو ضعفة المسلمين المقصودون بأول الآية ، ومعنى يستنبطونه: أي يستخرجونه ، مأخوذ من استنباط الماء ، ومنه سمي النبط لاستنباطهم العيون. ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا في فضل الله ههنا ثلاثة أقاويل: أحدها: يعني النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني: القرآن. والثالث: اللطف والتوفيق. وفي قوله تعالى: لاتبعتم الشيطان إلا قليلا أربعة أقاويل: أحدها: يعني لاتبعتم الشيطان إلا قليلا منكم فإنه لم يكن يتبع الشيطان. والثاني: لعلمه الذين يستنبطون إلا قليلا منكم وهذا قول الحسن . [ ص: 512 ] وقتادة
والثالث: أذاعوا به إلا قليلا ، وهذا قول ، ابن عباس . والرابع: لاتبعتم الشيطان إلا قليلا مع الاتباع. وابن زيد