إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون
قوله عز وجل: فالق الحب والنوى فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: يعني فالق الحبة عن السنبلة والنواة عن النخلة ، قاله . الحسن ، وقتادة ، والسدي . [ ص: 147 ] والثاني: أن الفلق الشق الذي فيهما ، قال وابن زيد . والثالث: أنه يعني خالق الحب والنوى ، قاله مجاهد . وذكر بعض أصحاب الغوامض قولا رابعا: أنه مظهر ما في حبة القلب من الإخلاص ، والرياء. ابن عباس يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: يخرج السنبلة الحية من الحبة الميتة ، والنخلة الحية من النواة الميتة ، ويعني بإخراج الميت من الحي أن يخرج الحبة الميتة من السنبلة الحية ، والنواة الميتة من النخلة الحية ، قاله . والثاني: أن يخرج الإنسان من النطفة ، والنطفة من الإنسان ، قاله السدي . والثالث: يخرج المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن ، قاله ابن عباس . وقد ذكرنا فيه احتمالا ، أنه يخرج الفطن الجلد من البليد العاجز ، ويخرج البليد العاجز من الفطن الجلد. الحسن ذلكم الله فأنى تؤفكون أي تصرفون عن الحق. فالق الإصباح فيه أربعة أقاويل: أحدها: فالق الإصباح ، قاله . والثاني: أنه إضاءة الفجر ، قاله قتادة . والثالث: أن معناه خالق نور النهار ، وهذا قول مجاهد والرابع: أن الإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل ، قاله الضحاك. . ابن عباس وجعل الليل سكنا فيه قولان: [ ص: 148 ] أحدهما: أنه سمي سكنا لأن كل متحرك بالنهار يسكن فيه. والثاني: لأن كل حي يأوي فيه إلى مسكنه. والشمس والقمر حسبانا فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: معناه يجريان في منازلهما بحساب وبرهان فيه بدء ورد إلى زيادة ونقصان ، قاله ابن عباس . والثاني: أي جعلهما سببا لمعرفة حساب الشهور والأعوام. والثالث: أي جعل الشمس والقمر ضياء ، قاله والسدي ، وكأنه أخذه من قوله تعالى: قتادة ويرسل عليها حسبانا من السماء [الكهف: 40] قال: نارا.