nindex.php?page=treesubj&link=28973_31818_34266nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا [ ص: 104 ] هذه الشجرة فتكونا من الظالمين nindex.php?page=treesubj&link=28973_31818_31819_31825_32415_34106_34190_34264nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة إن الله تعالى خلق
حواء من ضلع
آدم الأيسر بعد أن ألقى عليه النوم، ولذلك قيل للمرأة: ضلع أعوج. وسميت امرأة لأنها خلقت من المرء، فأما تسميتها
حواء، ففيه قولان: أحدهما: أنها سميت بذلك لأنها خلقت من حي، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود . والثاني: أنها سميت بذلك، لأنها أم كل حي. واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=31808الوقت الذي خلقت فيه حواء على قولين: أحدهما: أن
آدم أدخل الجنة وحده، فلما استوحش خلقت
حواء من ضلعه بعد دخوله في الجنة، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود . والثاني: أنها خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنة، ثم أدخلا معا إلى الجنة، لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبي إسحاق. واختلف في
nindex.php?page=treesubj&link=30383_28772_30384الجنة التي أسكناها على قولين: أحدهما: أنها جنة الخلد. والثاني: أنها جنة أعدها الله لهما، والله أعلم.
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وكلا منها رغدا حيث شئتما في الرغد ثلاثة تأويلات:
[ ص: 105 ]
أحدها: أنه العيش الهني، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، ومنه قول
امرئ القيس: بينما المرء تراه ناعما يأمن الأحداث في عيش رغد
والثاني: أنه العيش الواسع، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة. والثالث: أنه أراد الحلال الذي لا حساب فيه، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35ولا تقربا هذه الشجرة اختلف أهل التفسير في
nindex.php?page=treesubj&link=31818الشجرة التي نهيا عنها، على أربعة أقاويل: أحدها: أنها البر، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنها الكرم، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي، وجعدة بن هبيرة. والثالث: أنها التين، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج، ويحكيه عن بعض الصحابة. والرابع: أنها شجرة الخلد التي تأكل منها الملائكة. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35فتكونا من الظالمين قولان: أحدهما: من المعتدين في أكل ما لم يبح لكما. والثاني: من الظالمين لأنفسكما في أكلكما. واختلفوا في
nindex.php?page=treesubj&link=31818معصية آدم بأكله من الشجرة، على أي وجه وقعت منه، على أربعة أقاويل: أحدها: أنه أكل منها وهو ناس للنهي لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي [طه: 115] وزعم صاحب هذا القول، أن الأنبياء يلزمهم التحفظ والتيقظ لكثرة معارفهم وعلو منازلهم ما لا يلزم غيرهم، فيكون تشاغله عن تذكر النهي تضييعا صار به عاصيا.
[ ص: 106 ]
والقول الثاني: أنه أكل منها وهو سكران فصار مؤاخذا بما فعله في السكر، وإن كان غير قاصد له، كما يؤاخذ به لو كان صاحيا، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب. والقول الثالث: أنه أكل منها عامدا عالما بالنهي، وتأول قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي [طه: 115] أي فزل، ليكون العمد في معصية يستحق عليها الذم. والرابع: أنه أكل منها على جهة التأويل، فصار عاصيا بإغفال الدليل، لأن
nindex.php?page=treesubj&link=21383الأنبياء لا يجوز أن تقع منهم الكبائر، ولقوله تعالى في إبليس:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فدلاهما بغرور [الأعراف: 22] وهو ما صرفهما إليه من التأويل. واختلف من قال بهذا في تأويله الذي استجاز به الأكل، على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه تأويل على جهة التنزيه دون التحريم. والثاني: أنه تأويل النهي عن عين الشجرة دون جنسها، وأنه إذا أكل من غيرها من الجنس لم يعص. والثالث: أن التأويل ما حكاه الله تعالى عن إبليس في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين [الأعراف: 23] .
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة وحده: ( فأزالهما ) بمعنى نحاهما من قولك: زلت عن المكان، إذا تنحيت عنه، وقرأ الباقون:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأزلهما بالتشديد بمعنى استزلهما من الزلل، وهو الخطأ، سمي زللا لأنه زوال عن الحق، وكذلك الزلة زوال عن الحق، وأصله الزوال.
[ ص: 107 ]
والشيطان الذي أزلهما هو إبليس. واختلف المفسرون،
nindex.php?page=treesubj&link=31818هل خلص إليه ما حتى باشرهما بالكلام وشافههما بالخطاب أم لا؟ فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=17285ووهب بن منبه، وأكثر المفسرين أنه خلص إليهما، واستدلوا بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين [الأعراف: 21] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16903محمد بن إسحاق: لم يخلص إليهما، وإنما أوقع الشهوة في أنفسهما، ووسوس لهما من غير مشاهدة، لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فوسوس لهما الشيطان [الأعراف: 20]، والأول أظهر وأشهر. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فأخرجهما مما كانا فيه يعني: إبليس سبب خروجهما، لأنه دعاهما إلى ما أوجب خروجهما. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو الهبوط بضم الهاء النزول، وبفتحها موضع النزول، وقال
المفضل: الهبوط الخروج من البلدة، وهو أيضا دخولها، فهو من الأضداد، وإذا كان الهبوط في الأصل هو النزول، كان الدخول إلى البلدة لسكناها نزولا بها، فصار هبوطا. واختلفوا في المأمور بالهبوط، على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه
آدم، وحواء، وإبليس، والحية، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . والثاني: أنه
آدم وذريته، وإبليس وذريته، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد. والثالث: أنه
آدم، وحواء، والموسوس. والعدو اسم يستعمل في الواحد، والاثنين، والجمع، والمذكر،
[ ص: 108 ]
والمؤنث، والعداوة مأخوذة من المجاوزة من قولك: لا يعدونك هذا الأمر، أي لا يجاوزنك، وعداه كذا، أي جاوزه، فسمي عدوا لمجاوزة الحد في مكروه صاحبه، ومنه العدو بالقدم لمجاوزة المشي، وهذا إخبار لهم بالعداوة وتحذير لهم، وليس بأمر، لأن الله تعالى لا يأمر بالعداوة. واختلف في الذين قيل لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36بعضكم لبعض عدو ، على قولين: أحدهما: أنهم الذين قيل لهم اهبطوا، على ما ذكرنا من اختلاف المفسرين فيه. والثاني: أنهم بنو
آدم، وبنو إبليس، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري.
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36ولكم في الأرض مستقر فيه تأويلان: أحدهما: أن المستقر من الأرض موضع مقامهم عليها، لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64جعل لكم الأرض قرارا [غافر: 64]، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15704أبي العالية. والثاني: أنه موضع قبورهم منها، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36ومتاع إلى حين : والمتاع كل ما استمتع به من المنافع، ومنه سميت متعة النكاح، ومنه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فمتعوهن [الأحزاب: 49]، أي ادفعوا إليهن ما ينتفعن به، قال الشاعر:
وكل غضارة لك من حبيب لها بك، أو لهوت به، متاع
والحين: الوقت البعيد، فـ(حينئذ) تبعيد قولك: (الآن)، وفي المراد بالحين في هذا الموضع ثلاثة أقاويل: أحدها: إلى الموت، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . والثاني: إلى قيام الساعة، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد. والثالث: إلى أجل، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14355الربيع.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_31818_34266nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَقُلْنَا يَا آدَم اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجك الْجَنَّة وَكُلًّا مِنْهَا رَغْدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرُبَا [ ص: 104 ] هَذِهِ الشَّجَرَة فَتَكَوَّنَا مِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28973_31818_31819_31825_32415_34106_34190_34264nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ
حَوَّاءَ مِنْ ضِلَعِ
آدَمَ الْأَيْسَرِ بَعْدَ أَنْ أَلْقَى عَلَيْهِ النَّوْمَ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ: ضِلَعٌ أَعْوَجُ. وَسُمِّيَتِ امْرَأَةً لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الْمَرْءِ، فَأَمَّا تَسْمِيَتُهَا
حَوَّاءَ، فَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ حَيٍّ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ، لِأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ. وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31808الْوَقْتِ الَّذِي خُلِقَتْ فِيهِ حَوَّاءُ عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ
آدَمَ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَوْحَشَ خُلِقَتْ
حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ بَعْدَ دُخُولِهِ فِي الْجَنَّةِ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعِهِ قَبْلَ دُخُولِهِ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أُدْخِلَا مَعًا إِلَى الْجَنَّةِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416أَبِي إِسْحَاقَ. وَاخْتُلِفَ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30383_28772_30384الْجَنَّةِ الَّتِي أُسْكِنَاهَا عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا جَنَّةُ الْخُلْدِ. وَالثَّانِي: أَنَّهَا جَنَّةٌ أَعَدَّهَا اللَّهُ لَهُمَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا فِي الرَّغَدِ ثَلَاثَةُ تَأْوِيلَاتٍ:
[ ص: 105 ]
أَحَدُهَا: أَنَّهُ الْعَيْشُ الْهَنِيُّ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
امْرِئِ الْقَيْسِ: بَيْنَمَا الْمَرْءُ تَرَاهُ نَاعِمًا يَأْمَنُ الْأَحْدَاثَ فِي عَيْشٍ رَغَدْ
وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْعَيْشُ الْوَاسِعُ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبِي عُبَيْدَةَ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ أَرَادَ الْحَلَالَ الَّذِي لَا حِسَابَ فِيهِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31818الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَا عَنْهَا، عَلَى أَرْبَعَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهَا الْبُرُّ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا الْكَرْمُ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ، وَجَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا التِّينُ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ، وَيَحْكِيهِ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ. وَالرَّابِعُ: أَنَّهَا شَجَرَةُ الْخُلْدِ الَّتِي تَأْكُلُ مِنْهَا الْمَلَائِكَةُ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=35فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: مِنَ الْمُعْتَدِينَ فِي أَكْلِ مَا لَمْ يُبَحْ لَكُمَا. وَالثَّانِي: مِنَ الظَّالِمِينَ لِأَنْفُسِكُمَا فِي أَكْلِكُمَا. وَاخْتَلَفُوا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=31818مَعْصِيَةِ آدَم َ بِأَكْلِهِ مِنَ الشَّجَرَةِ، عَلَى أَيِّ وَجْهٍ وَقَعَتْ مِنْهُ، عَلَى أَرْبَعَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا وَهُوَ نَاسٍ لِلنَّهْيِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ [طه: 115] وَزَعَمَ صَاحِبُ هَذَا الْقَوْلِ، أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ يَلْزَمُهُمُ التَّحَفُّظُ وَالتَّيَقُّظُ لِكَثْرَةِ مَعَارِفِهِمْ وَعُلُوِّ مَنَازِلِهِمْ مَا لَا يَلْزَمُ غَيْرَهُمْ، فَيَكُونُ تَشَاغُلُهُ عَنْ تَذَكُّرِ النَّهْيِ تَضْيِيعًا صَارَ بِهِ عَاصِيًا.
[ ص: 106 ]
وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا وَهُوَ سَكْرَانُ فَصَارَ مُؤَاخَذًا بِمَا فَعَلَهُ فِي السُّكْرِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ قَاصِدٍ لَهُ، كَمَا يُؤَاخَذُ بِهِ لَوْ كَانَ صَاحِيًا، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ: أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا عَامِدًا عَالِمًا بِالنَّهْيِ، وَتَأَوَّلَ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ [طه: 115] أَيْ فَزَلَّ، لِيَكُونَ الْعَمْدُ فِي مَعْصِيَةٍ يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا الذَّمَّ. وَالرَّابِعُ: أَنَّهُ أَكَلَ مِنْهَا عَلَى جِهَةِ التَّأْوِيلِ، فَصَارَ عَاصِيًا بِإِغْفَالِ الدَّلِيلِ، لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21383الْأَنْبِيَاءَ لَا يَجُوزُ أَنْ تَقَعَ مِنْهُمُ الْكَبَائِرُ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي إِبْلِيسَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=22فَدَلاهُمَا بِغُرُورٍ [الْأَعْرَافِ: 22] وَهُوَ مَا صَرَفَهُمَا إِلَيْهِ مِنَ التَّأْوِيلِ. وَاخْتَلَفَ مَنْ قَالَ بِهَذَا فِي تَأْوِيلِهِ الَّذِي اسْتَجَازَ بِهِ الْأَكْلَ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ تَأْوِيلٌ عَلَى جِهَةِ التَّنْزِيهِ دُونَ التَّحْرِيمِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ تَأْوِيلُ النَّهْيِ عَنْ عَيْنِ الشَّجَرَةِ دُونَ جِنْسِهَا، وَأَنَّهُ إِذَا أَكَلَ مِنْ غَيْرِهَا مِنَ الْجِنْسِ لَمْ يَعْصِ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ التَّأْوِيلَ مَا حَكَاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ إِبْلِيسَ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [الْأَعْرَافِ: 23] .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ وَحْدَهُ: ( فَأَزَالَهُمَا ) بِمَعْنَى نَحَّاهُمَا مِنْ قَوْلِكَ: زُلْتَ عَنِ الْمَكَانِ، إِذَا تَنَحَّيْتَ عَنْهُ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَزَلَّهُمَا بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنَى اسْتَزَلَّهُمَا مِنَ الزَّلَلِ، وَهُوَ الْخَطَأُ، سُمِّيَ زَلَلًا لِأَنَّهُ زَوَالٌ عَنِ الْحَقِّ، وَكَذَلِكَ الزَّلَّةُ زَوَالٌ عَنِ الْحَقِّ، وَأَصْلُهُ الزَّوَالُ.
[ ص: 107 ]
وَالشَّيْطَانُ الَّذِي أَزَلَّهُمَا هُوَ إِبْلِيسُ. وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ،
nindex.php?page=treesubj&link=31818هَلْ خَلُصَ إِلَيْه ِمَا حَتَّى بَاشَرَهُمَا بِالْكَلَامِ وَشَافَهَهُمَا بِالْخِطَابِ أَمْ لَا؟ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=17285وَوَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّهُ خَلُصَ إِلَيْهِمَا، وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=21وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الْأَعْرَافِ: 21] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16903مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: لَمْ يَخْلُصْ إِلَيْهِمَا، وَإِنَّمَا أَوْقَعَ الشَّهْوَةَ فِي أَنْفُسِهِمَا، وَوَسْوَسَ لَهُمَا مِنْ غَيْرِ مُشَاهَدَةٍ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=20فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ [الْأَعْرَافِ: 20]، وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَأَشْهَرُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ يَعْنِي: إِبْلِيسُ سَبَبُ خُرُوجِهِمَا، لِأَنَّهُ دَعَاهُمَا إِلَى مَا أَوْجَبَ خُرُوجَهُمَا. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ الْهُبُوطُ بِضَمِّ الْهَاءِ النُّزُولُ، وَبِفَتْحِهَا مَوْضِعُ النُّزُولِ، وَقَالَ
الْمُفَضَّلُ: الْهُبُوطُ الْخُرُوجُ مِنَ الْبَلْدَةِ، وَهُوَ أَيْضًا دُخُولُهَا، فَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ، وَإِذَا كَانَ الْهُبُوطُ فِي الْأَصْلِ هُوَ النُّزُولُ، كَانَ الدُّخُولُ إِلَى الْبَلْدَةِ لِسُكْنَاهَا نُزُولًا بِهَا، فَصَارَ هُبُوطًا. وَاخْتَلَفُوا فِي الْمَأْمُورِ بِالْهُبُوطِ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُ
آدَمُ، وَحَوَّاءُ، وَإِبْلِيسُ، وَالْحَيَّةُ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهُ
آدَمُ وَذُرِّيَّتُهُ، وَإِبْلِيسُ وَذُرِّيَّتُهُ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ
آدَمُ، وَحَوَّاءُ، وَالْمُوَسْوِسُ. وَالْعَدُوُّ اسْمٌ يُسْتَعْمَلُ فِي الْوَاحِدِ، وَالِاثْنَيْنِ، وَالْجَمْعِ، وَالْمُذَكَّرِ،
[ ص: 108 ]
وَالْمُؤَنَّثِ، وَالْعَدَاوَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْمُجَاوَزَةِ مِنْ قَوْلِكَ: لَا يَعْدُوَنَّكَ هَذَا الْأَمْرُ، أَيْ لَا يُجَاوِزَنَّكَ، وَعَدَاهُ كَذَا، أَيْ جَاوَزَهُ، فَسُمِّيَ عَدُوًّا لِمُجَاوَزَةِ الْحَدِّ فِي مَكْرُوهِ صَاحِبِهِ، وَمِنْهُ الْعَدْوُ بِالْقَدَمِ لِمُجَاوَزَةِ الْمَشْيِ، وَهَذَا إِخْبَارٌ لَهُمْ بِالْعَدَاوَةِ وَتَحْذِيرٌ لَهُمْ، وَلَيْسَ بِأَمْرٍ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَأْمُرُ بِالْعَدَاوَةِ. وَاخْتُلِفَ فِي الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ، عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمُ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمُ اهْبِطُوا، عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنِ اخْتِلَافِ الْمُفَسِّرِينَ فِيهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ بَنُو
آدَمَ، وَبَنُو إِبْلِيسَ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ فِيهِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْمُسْتَقَرَّ مِنَ الْأَرْضِ مَوْضِعُ مُقَامِهِمْ عَلَيْهَا، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا [غَافِرٍ: 64]، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15704أَبِي الْعَالِيَةِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ مَوْضِعُ قُبُورِهِمْ مِنْهَا، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=36وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ : وَالْمَتَاعُ كُلُّ مَا اسْتُمْتِعَ بِهِ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ مُتْعَةُ النِّكَاحِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49فَمَتِّعُوهُنَّ [الْأَحْزَابِ: 49]، أَيِ ادْفَعُوا إِلَيْهِنَّ مَا يَنْتَفِعْنَ بِهِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
وَكُلُّ غَضَارَةٍ لَكَ مِنْ حَبِيبٍ لَهَا بِكَ، أَوْ لَهَوْتَ بِهِ، مَتَاعُ
وَالْحِينُ: الْوَقْتُ الْبَعِيدُ، فَـ(حِينَئِذٍ) تَبْعِيدُ قَوْلِكَ: (الْآنَ)، وَفِي الْمُرَادِ بِالْحِينِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: إِلَى الْمَوْتِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ . وَالثَّانِي: إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ. وَالثَّالِثُ: إِلَى أَجَلٍ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14355الرَّبِيعِ.