تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا  [ ص: 244 ] ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين   وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين   
قوله عز وجل: وما وجدنا لأكثرهم من عهد  في قوله: من عهد  قولان: أحدهما: أن العهد الطاعة ، يريد: ما وجدنا لأكثرهم من طاعة لأنبيائهم ، لأنه قال بعده: وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين  وتكون من  في هذا الموضع على هذا التأويل زائدة. والثاني: أنه محمول على ظاهر العهد أي من وفاء بعهده. وفي المراد بالعهد هنا ثلاثة أقاويل. أحدها: الميثاق الذي أخذه الله عليهم في ظهر آدم  قاله  أبو جعفر الطبري.  والثاني: ما جعله الله في عقولهم من وجوب شكر النعمة ، وأن الله هو المنعم ، قاله  علي بن عيسى.  والثالث: أنه ما عهد إليهم مع الأنبياء أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، قاله  الحسن  وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين  في قوله لفاسقين  وجهان: أحدهما: خارجين عن طاعته. والثاني: خائنين في عهده ، وهذا يدل على أن العصاة أكثر من المطيعين.
				
						
						
