قوله عز وجل: يسألونك عن الساعة فيه قولان: أحدهما: أن السائل عنها اليهود ، قاله . والثاني: أن السائل عنها ابن عباس قريش ، قاله ، الحسن . وقتادة أيان مرساها أما أيان فمعنى متى ، ومنه قول الراجز:
أيان تقضي حاجتي أيانا أما ترى لنجحها أوانا
وأما مرساها ففيه ثلاثة أقاويل: أحدها: قيامها ، قالها . والثاني: منتهاها ، قاله السدي . والثالث: ظهورها ، قاله ابن عباس [ ص: 285 ] الأخفش. قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو لا يعلم وقتها إلا هو ، نفيا أن يعلمها غير الله ثقلت في السماوات والأرض فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: كبر على أهل السماوات والأرض مجيء الساعة ، قاله . والثاني: ثقل عليهم قيام الساعة ، قاله الحسن . والثالث: معناه عظم وصفها على أهل السماوات والأرض ، قاله السدي . ابن جريج لا تأتيكم إلا بغتة يعني على غفلة لأنه لا يعلمها غير الله ، ولم ترد الأخبار عنها من جهة الله فصار مجيئها بغتة وذلك أشد لها كما قال الشاعر:
وأنكأ شيء حين يفجؤك البغت
يسألونك كأنك حفي عنها فيه تأويلان: أحدهما: معناه عالم بها ، قاله ، مجاهد ، والضحاك ، وابن زيد والثاني: معنى الكلام يسألونك عنها كأنك حفي بهم ، على التقديم والتأخير ، أي كأنك بينك وبينهم مودة توجب برهم ، من قوله: ومعمر. إنه كان بي حفيا [مريم: 46] قاله . ابن عباس