إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان [ ص: 322 ] مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم
قوله عز وجل: إذ أنتم بالعدوة الدنيا يعني شفير الوادي ببدر ، الأدنى إلى المدينة. وهم بالعدوة القصوى يعني شفير الوادي الأقصى إلى مكة . وقال عدوة الوادي هو ملطاط شفيره الذي هو أعلى من أسفله ، وأسفل من أعلاه. الأخفش: والركب أسفل منكم يعني عير أسفل الوادي ، قال أبي سفيان : على شاطئ البحر بثلاثة أميال. الكلبي ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ولو تواعدتم أن تتفقوا مجتمعين لاختلفتم في الميعاد ، بالتقديم والتأخير والزيادة والنقصان من غير قصد لذلك. والثاني: ولو تواعدتم ثم بلغكم كثرة عدوكم مع قلة عددكم لتأخرتم فنقضتم الميعاد ، قاله والثالث: ولو تواعدتم ثم بلغكم كثرة عدوكم من غير معونة الله لكم لأخلفتم بالقواطع والعوائق في الميعاد. قوله عز وجل: ابن إسحاق. ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة فيه وجهان: أحدهما: ليقتل ببدر من قتل من مشركي قريش عن حجة ، وليبقى من بقي عن قدرة. والثاني: ليكفر من قريش من كفر بعد الحجة ببيان ما وعدوا ، ويؤمن من آمن بعد العلم بصحة إيمانهم.