ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون وأعدوا لهم ما استطعتم [ ص: 329 ] من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون
قوله عز وجل وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل فيه خمسة أقاويل: أحدها: أن القوة ذكور الخيل ، ورباط الخيل إناثها ، وهذا قول . والثاني: القوة السلاح ، قاله عكرمة . والثالث: القوة التصافي واتفاق الكلمة. والرابع: القوة الثقة بالله تعالى والرغبة إليه. والخامس: القوة الرمي. روى الكلبي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي علي الهمذاني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: عقبة بن عامر وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي قالها ثلاثا. [ ص: 330 ] ومن رباط الخيل على قول إناثها خاصة ، وعلى قول الجمهور على العموم الذكور والإناث. وقد روى عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن عمرو بن العاص . ارتبطوا الخيل فإن ظهورها لكم عز ، وأجوافها لكم كنز ترهبون به عدو الله وعدوكم فيه وجهان: أحدهما: عدو الله بالكفر وعدوكم بالمباينة. والثاني: عدو الله هو عدوكم لأن عدو الله عدو لأوليائه. والإرهاب: التخويف. وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم فيه خمسة أقاويل: أحدها: هم بنو قريظة ، قاله . والثاني: أهل مجاهد فارس والروم قاله . والثالث: المنافقون; قاله السدي الحسن . والرابع: الشياطين ، قاله وابن زيد والخامس: كل من لا تعرفون عداوته ، قاله بعض المتأخرين.
معاذ بن جبل.