إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين
قوله عز وجل: إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا يعني شهور السنة ، وإنما كانت اثني عشر شهرا لموافقة الأهلة ولنزول الشمس والقمر في اثني عشر برجا يجريان فيها على حساب متفق كما قال الله تعالى: الشمس والقمر بحسبان [الرحمن: 5] منها أربعة حرم يعني أن من الاثني عشر شهرا أربعة حرما ، يعني [ ص: 360 ] بالحرم تعظيم انتهاك المحارم فيها ، وهو ما رواه صدقة بن يسار عن قال: ابن عمر بمنى في وسط أيام التشريق فقال: (أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض وإن اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ، أولهن رجب مضر بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . عدة الشهور عند الله خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ذلك الدين القيم فيه وجهان: أحدهما: أي ذلك الحساب الصحيح والعدد المستوفي ، قاله . والثاني: يعني القضاء الحق المستقيم ، قاله ابن قتيبة . الكلبي فلا تظلموا فيهن أنفسكم فيه أربعة أوجه: أحدها: فلا تظلموها بمعاصي الله تعالى في الشهور الاثني عشر كلها ، قاله . والثاني: فلا تظلموها بمعاصي الله في الأربعة الأشهر ، قاله ابن عباس . والثالث: فلا تظلموا أنفسكم في الأربعة قتادة بإحلالها بعد تحريم الله تعالى لها ، قاله الأشهر الحرم الحسن والرابع: فلا تظلموا فيها أنفسكم أي تتركوا فيها قتال عدوكم ، قاله وابن إسحاق. ابن بحر . فإن قيل: فلم جعل بعض الشهور أعظم حرمة من بعض؟ قيل: ليكون كفهم فيها عن المعاصي ذريعة إلى استدامة الكف في غيرها توطئة للنفس على فراقها مصلحة منه في عباده ولطفا بهم.