قوله عز وجل: فرح المخلفون أي المتروكون. بمقعدهم خلاف رسول الله فيه وجهان: أحدهما: يعني مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قول الأكثرين. والثاني: معناه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وأنشد. [ ص: 387 ] أبو عبيدة
عفت الديار خلافهم فكأنما بسط الشواطب بينهن حصيرا
أي بعدهم. وقالوا لا تنفروا في الحر فيه وجهان: أحدهما: هذا قول بعضهم لبعض حين قعدوا. والثاني: أنهم قالوه للمؤمنين ليقعدوا معهم ، وهؤلاء المخلفون عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك وكانوا أربعة وثمانين نفسا. قوله عز وجل: فليضحكوا قليلا هذا تهديد وإن خرج مخرج الأمر ، وفي قلة ضحكهم وجهان: أحدهما: أن الضحك في الدنيا لكثرة حزنها وهمومها قليل ، وضحكهم فيها أقل لما يتوجه إليهم من الوعيد.
الثاني: أن الضحك في الدنيا وإن دام إلى الموت قليل ، لأن الفاني قليل. وليبكوا كثيرا فيه وجهان: أحدهما: في الآخرة لأنه يوم مقداره خمسون ألف سنة ، وهم فيه يبكون ، فصار بكاؤهم كثيرا ، وهذا معنى قول الربيع بن خيثم.
الثاني: في النار على التأبيد لأنهم إذا مسهم العذاب بكوا من ألمه ، وهذا قول . ويحتمل أن يريد بالضحك السرور ، وبالبكاء الغم. السدي