وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون
قوله عز وجل: وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فيها وجهان: [ ص: 391 ] أحدهما: أنهم المعتذرون بحق اعتذروا به فعذروا ، قاله وتأويل قراءة من قرأها بالتخفيف. والثاني: هم المقصرون المعتذرون بالكذب ، قاله ابن عباس وتأويل من قرأها بالتشديد ، لأنه إذا خفف مأخوذ من العذر ، وإذا شدد مأخوذ من التعذير ، والفرق بينهما أن العذر حق والعذير كذب. وقيل إنهم الحسن بنو أسد وغطفان. قوله عز وجل: ليس على الضعفاء ولا على المرضى الآية. وفي الضعفاء ها هنا ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم الصغار لضعف أبدانهم.
الثاني: المجانين لضعف عقولهم.
الثالث: العميان لضعف بصرهم. كما قيل في تأويل قوله تعالى في شعيب وإنا لنراك فينا ضعيفا [هود: 91] أي ضريرا. إذا نصحوا لله ورسوله فيه وجهان: أحدهما: إذا برئوا من النفاق.
الثاني: إذا قاموا بحفظ المخلفين من الذراري والمنازل. فإن قيل بالتأويل الأول كان راجعا إلى جميع من تقدم ذكره من الضعفاء. والمرضى الذين لا يجدون ما ينفقون. وإن قيل بالتأويل الثاني كان راجعا إلى الذين لا يجدون ما ينفقون خاصة. وقيل إنها نزلت في عائذ بن عمرو وعبد الله ابن مغفل. ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه فيه وجهان: أحدهما: أنه لم يجد لهم زادا لأنهم طلبوا ما يتزودون به ، قاله والثاني: أنه لم يجد لهم نعالا لأنهم طلبوا النعال ، قاله أنس بن مالك. . [ ص: 392 ] روى الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذه الغزاة وهي أبو هريرة تبوك . وفيمن نزلت فيه خمسة أقاويل: أحدها: في (أكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكبا ما كان منتعلا) ، قاله العرباض بن سارية يحيى بن أبي المطاع. والثاني: في عبد الله بن الأزرق وأبي ليلى ، قاله . والثالث: في السدي بني مقرن من مزينة ، قاله . والرابع: في سبعة من قبائل شتى ، قاله مجاهد والخامس: في محمد بن كعب. وأصحابه ، قاله أبي موسى . الحسن