ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون
قوله عز وجل: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في أولياء الله ها هنا خمسة أقاويل: أحدها: أنهم أهل ولايته والمستحقون لكرامته ، قاله ابن عباس . وسعيد بن جبير
الثاني: هم الذين آمنوا وكانوا يتقون الثالث: هم الراضون بالقضاء ، والصابرون على البلاء ، والشاكرون على النعماء. [ ص: 441 ] الرابع: هم من توالت أفعالهم على موافقة الحق.
الخامس: هم المتحابون في الله تعالى. روى جرير عن عن عمارة بن غزية أبي زرعة عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمر بن الخطاب فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ: (إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله قالوا: يا رسول الله خبرنا من هم وما أعمالهم فإنا نحبهم لذلك قال: (هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها). ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وفيه وجهان: أحدهما: لا يخافون على ذريتهم فإن الله تعالى يتولاهم ولا هم يحزنون على دنياهم لأن الله تعالى يعوضهم عنها ، وهو محتمل.
الثاني: لا خوف عليهم في الآخرة ولا هم يحزنون عند الموت. قوله عز وجل: لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيه تأويلان: أحدهما: أن البشرى في الحياة الدنيا هي البشارة عند الموت بأن يعلم أين هو من قبل أن يموت ، وفي الآخرة الجنة ، قاله قتادة ، وروى والضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: علي بن أبي طالب بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب) لخديجة بنت خويلد . (إن
الثاني: أن البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى [ ص: 442 ] له، وفي الآخرة الجنة) ، روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الدرداء وأبو هريرة ويحتمل تأويلا ثالثا: أن البشرى في الحياة الدنيا الثناء الصالح ، وفي الآخرة إعطاؤه كتابه بيمينه. وعبادة بن الصامت. لا تبديل لكلمات الله فيه وجهان: أحدهما: لا خلف لوعده.
الثاني: لا نسخ لخيره.