وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون
قوله عز وجل: ربنا اطمس على أموالهم أي أهلكها ، قاله . فذكر لنا أن زروعهم وأموالهم صارت حجارة منقوشة ، قاله قتادة . الضحاك واشدد على قلوبهم فيه أربعة أوجه: أحدها: بالضلالة ليهلكوا كفارا فينالهم عذاب الآخرة ، قاله . [ ص: 448 ] الثاني: بإعمائها عن الرشد. مجاهد
الثالث: بالموت ، قاله ابن بحر .
الرابع: اجعلها قاسية. فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال هو الغرق. قوله عز وجل: ابن عباس قال قد أجيبت دعوتكما قال أبو العالية دعا والربيع: موسى وأمن هارون فسمي هارون وقد أمن على الدعاء داعيا ، والتأمين على الدعاء أن يقول آمين. واختلف في معنى آمين بعد الدعاء وبعد فاتحة الكتاب في الصلاة على ثلاثة أقاويل: أحدها: معناه اللهم استجب ، قاله . الحسن
الثاني: أن آمين اسم من أسماء الله تعالى ، قاله ، قال مجاهد وفيه حرف النداء مضمر وتقديره يا آمين استجب دعاءنا. ابن قتيبة
الثالث: ما رواه سعيد عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبي هريرة (آمين خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين يعني أنها تمنع من وصول الأذى والضرر كما يمنع الختم من الوصول إلى المختوم عليه. وفرق في معنى آمين بين وروده بعد الدعاء وبين وروده بعد فاتحة الكتاب فقال: معناه بعد الدعاء: اللهم استجب ، ومعناه بعد الفاتحة: كذلك فليكن. قال ابن عباس محمد بن علي : وأخر وابن جريج فرعون بعد إجابته دعوتهما أربعين سنة. فاستقيما فيه وجهان: أحدهما: فامضيا لأمري فخرجا في قومهم ، قاله . السدي
الثاني: فاستقيما في دعوتكما على فرعون وقومه ، وحكاه وقيل: إنه لا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن لأن دعاءه موجب لحلول الانتقام وقد يجوز أن يكون فيهم من يتوب. [ ص: 449 ] علي بن عيسى.