[ ص: 499 ] قوله عز وجل: قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول أي ما نفهم ، ومنه سمي علم الدين فقها لأنه مفهوم ، وفيه وجهان: أحدهما: ما نفقه صحة ما تقول من العبث والجزاء.
الثاني: أنهم قالوا ذلك إعراضا عن سماعه واحتقارا لكلامه. وإنا لنراك فينا ضعيفا فيه سبعة تأويلات: أحدها: ضعيف البصر ، قاله . سفيان
الثاني: ضعيف البدن ، حكاه . ابن عيسى
الثالث: أعمى ، قاله سعيد بن جبير . وقتادة
الرابع: قليل المعرفة وحيدا ، قاله . السدي
الخامس: ذليلا مهينا ، قاله . الحسن
السادس: قليل العقل.
السابع: قليل المعرفة بمصالح الدنيا وسياسة أهلها. ولولا رهطك فيه وجهان: أحدهما: عشيرتك ، وهو قول الجمهور.
الثاني: لولا شيعتك ، حكاه النقاش. لرجمناك فيه وجهان: أحدهما: لقتلناك بالرجم.
الثاني: لشتمناك بالكلام ، ومنه قول [ ص: 500 ] الجعدي:
تراجمنا بمر القول حتى نصير كأننا فرسا رهان
وما أنت علينا بعزيز فيه وجهان: أحدهما: بكريم.
الثاني: بممتنع لولا رهطك. قوله عز وجل: قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله أي تراعون رهطي في ولا تراعون الله في. واتخذتموه وراءكم ظهريا فيه أربعة تأويلات: أحدها: اطرحتم أمره وراء ظهوركم لا تلتفتون إليه ولا تعملون به ، قاله ، ومنه قول الشاعر: السدي
.. ... ... وجدنا بني البرصاء من ولد الظهر
أي ممن لا يلتفت إليهم ولا يعتد بهم.
الثاني: يعني أنكم حملتم أوزار مخالفته على ظهوركم ، قاله ، من قولهم حملت فلانا على ظهري إذا أظهرت عناده. السدي
الثالث: يعني أنكم جعلتم الله ظهريا إن احتجتم استعنتم به ، وإن اكتفيتم تركتموه. كالذي يتخذه الجمال من جماله ظهريا إن احتاج إليها حمل عليها وإن استغنى عنها تركها ، قاله . عبد الرحمن بن زيد
الرابع: إن الله تعالى جعلهم وراء ظهورهم ظهريا ، قاله . مجاهد إن ربي بما تعملون محيط فيه ثلاثة أوجه: [ ص: 501 ] أحدها: حفيظ.
الثاني: خبير.
الثالث: مجاز.