ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين
قوله تعالى: ولما جاءهم كتاب من عند الله يعني القرآن مصدق لما معهم فيه تأويلان: [ ص: 159 ]
أحدهما: مصدق لما في التوراة والإنجيل من الأخبار التي فيهما. والثاني: مصدق بأن التوراة والإنجيل من عند الله عز وجل. وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يعني يستنصرون، قال : إن اليهود كانوا يستنصرون على ابن عباس الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، فلما بعثه الله تعالى من العرب كفروا به، فقال لهم معاذ بن جبل، أوما كنتم تخبروننا أنه مبعوث؟ فقال وبشر بن البراء بن معرور: سلام بن مشكم: ما جاءنا بشيء نعرفه، وما هو بالذي كنا نذكر لكم، فأنزل الله تعالى ذلك.