قوله عز وجل: قال فما خطبك يا سامري الخطب ما يحدث من الأمور الجليلة التي يخاطب عليها، قال الشاعر:
[ ص: 422 ] (
آذنت جارتي بوشك رحيل بكرا جاهرت بخطب جليل
وفي السامري قولان: أحدهما أنه كان رجلا من أهل كرمان ، تبع موسى من بني إسرائيل ، قاله ، وكان اسمه الطبري موسى بن ظفر. وفي تسميته بالسامري قولان: أحدهما: أنه كان من قبيلة يقال لها سامرة ، قاله . قتادة
الثاني: لأنه كان من قرية تسمى سامرة. قال بصرت بما لم يبصروا به فيه وجهان: أحدهما: نظرت ما لم ينظروه ، قاله أبو عبيدة.
الثاني: بما لم يفطنوا له ، قاله وفي بصرت وأبصرت وجهان: أحدهما: أن معناهما واحد. مقاتل.
الثاني: أن معناهما مختلف ، فأبصرت بمعنى نظرت ، وبصرت بمعنى فطنت. فقبضت قبضة قرأه الجماعة بالضاد المعجمة ، وقرأ بصاد غير معجمة ، والفرق بينهما أن القبضة بالضاد المعجمة ، بجميع الكف ، وبصاد غير معجمة: بأطراف الأصابع الحسن من أثر الرسول فيه قولان: أحدهما: أن الرسول جبريل.
[ ص: 423 ] وفي معرفته قولان: أحدهما: لأنه رآه يوم فلق البحر فعرفه.
الثاني: أن حين ولدته أمه [جعلته في غار]- حذرا عليه من فرعون حين كان يقتل بني إسرائيل وكان جبريل يغذوه صغيرا لأجل البلوى ، فعرفه حين كبر ، فأخذ قبضة تراب من حافر فرسه وشدها في ثوبه فنبذتها يعني فألقيتها ، وفيه وجهان: أحدهما: أنه ألقاها فيما سبكه من الحلي بصياغة العجل حتى خار بعد صياغته.
الثاني: أنه ألقاها في جوف العجل بعد صياغته حتى ظهر خواره ، فهذا تفسيره على قول من جعل الرسول جبريل. والقول الثاني: أن الرسول موسى ، وأن أثره شريعته التي شرعها وسنته التي سنها ، وأن قوله: فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها أي طرحت شريعة موسى ونبذت سنته ، ثم اتخذت العجل جسدا له خوار. وكذلك سولت لي نفسي فيه وجهان: أحدهما: حدثتني نفسي. قاله ابن زيد.
الثاني: زينت لي نفسي ، قاله قوله عز وجل: الأخفش. قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس فيه قولان: أحدهما: أن قوله: فاذهب وعيد من موسى ، ولذا [فإن] السامري خاف فهرب فجعل يهيم في البرية مع الوحوش والسباع ، لا يجد أحدا من الناس يمسه ، حتى صار كالقائل لا مساس ، لبعده عن الناس وبعد الناس منه. قالت الشاعرة:
حمال رايات بها قنعاسا حتى يقول الأزد لا مساسا
[ ص: 424 ] القول الثاني: أن هذا القول من موسى [كان] تحريما للسامري ، وأن موسى أمر بني إسرائيل ألا يؤاكلوه ولا يخالطوه ، فكان لا يمس ولا يمس ، قال الشاعر:
تميم كرهط السامري وقوله ألا لا يريد السامري مساسا
أي لا يخالطون ولا يخالطون. وإن لك موعدا لن تخلفه يحتمل وجهين: أحدهما: في الإمهال لن يقدم.
الثاني: في العذاب لن يؤخر. قوله عز وجل: وسع كل شيء علما فيه وجهان: أحدهما: أحاط بكل شيء حتى لم يخرج شيء من علمه.
الثاني: وسع كل شيء علما حتى لم يخل شيء عن علمه به.