وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما
قوله تعالى: أو يحدث لهم ذكرا فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: حذرا ، قاله . قتادة
الثاني: شرفا لإيمانهم ، قاله . الضحاك
الثالث: ذكرا يعتبرون به.
[ ص: 429 ] قوله تعالى: ولا تعجل بالقرآن الآية. فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: لا تسأل إنزاله قبل أن يقضى ، أي يأتيك وحيه.
الثاني: لا تلقه إلى الناس قبل أن يأتيك بيان تأويله ، قاله عطية.
الثالث: لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه ، لأنه كان يعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه خوف نسيانه ، قاله الكلبي. وقل رب زدني علما يحتمل أربعة أوجه: أحدها: زدني أدبا في دينك ؛ لأن ما يحتاج إليه من علم دينه لنفسه أو لأمته لا يجوز أن يؤخره الله عنده حتى يلتمسه منه.
الثاني: زدني صبرا على طاعتك وجهاد أعدائك ؛ لأن الصبر يسهل بوجود العلم.
الثالث: زدني علما بقصص أنبيائك ومنازل أوليائك.
الرابع: زدني علما بحال أمتي وما تكون عليه من بعدي. ووجدت للكلبي جوابا.
الخامس: معناه: وقل رب زدني علما لأنه كلما ازداد من نزول القرآن عليه ازداد علما به.