قوله تعالى : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله . الآية .
أخرج ، أحمد والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في "شعب الإيمان" عن والبيهقي أبي بكرة ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان أربعة حرم . أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال : ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا : منها
وأخرج ، البزار ، وابن جرير ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ورجب مضر بين جمادى وشعبان
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وابن مردويه قال : ابن عمر بمنى في أوسط أيام التشريق فقال : يا أيها الناس إن الزمان قد استدار فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله [ ص: 340 ] السماوات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم أولهن رجب مضر بين جمادى وشعبان وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه ابن عباس . أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاث متواليات رجب مضر حرام، ألا وإن النسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا
وأخرج ، والباوردي، أحمد ، عن وابن مردويه أبي حرة الرقاشي عن عمه - وكانت له صحبة - قال : كان مسترضعا في ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بني ليث فقتله هذيل، ألا وإن كل ربا كان في الجاهلية موضوع، وإن الله قضى أن أول ربا يوضع ربا لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا [ ص: 341 ] تظلمون، ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، ألا وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم واتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإن لهن عليكم حقا ولكم عليهن حقا أن لا يوطئن فرشكم أحدا غيركم ولا يأذن في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها . وبسط يديه، وقال : اللهم هل بلغت ألا هل بلغت . ثم قال : ليبلغ الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع العباس بن عبد المطلب . كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق أذود الناس عنه فقال : يا أيها الناس هل تدرون في أي شهر أنتم؟ وفي أي يوم أنتم؟ وفي أي بلد أنتم؟ قالوا : في يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه . ثم قال : اسمعوا مني تعيشوا ألا لا تظالموا ألا لا تظالموا إنه لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه، ألا إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة، وإن أول دم يوضع دم
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن وابن مردويه : ابن عباس منها أربعة حرم قال : المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة .
وأخرج ، عن أبو الشيخ قال : إنما سمين حرما لئلا يكون فيهن حرب . الضحاك
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ : ابن عباس ذلك الدين القيم [ ص: 342 ] قال : القضاء القيم .
وأخرج أبو داود في "شعب الإيمان" والبيهقي مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها، أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم انطلق فأتاه بعد سنة، وقد تغيرت حاله وهيئته فقال : يا رسول الله أما تعرفني؟ قال : ومن أنت؟ قال : أنا الباهلي الذي جئتك عام الأول، قال : فما غيرك وقد كنت حسن الهيئة؟ قال : ما أكلت طعاما منذ فارقتك إلا بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم عذبت نفسك؟ ثم قال : صم شهر الصبر ويوما من كل شهر، قال : زدني فإن لي قوة، قال : صم يومين، قال : زدني، قال : صم ثلاثة أيام، قال : زدني، قال : صم من الحرم واترك صم من الحرم واترك . وقال بأصابعه الثلاثة فضمها ثم أرسلها . عن
وأخرج في "الأوسط" عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . من صام من شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة سنتين
وأخرج مسلم عن وأبو داود عثمان بن حكيم قال : عن صيام رجب فقال : أخبرني سعيد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ابن عباس . سألت
[ ص: 343 ] وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس نوح في السفينة، فصام نوح وأمر من معه أن يصوموا، وجرت بهم السفينة ستة أشهر إلى آخر ذلك لعشر خلون من المحرم . من صام يوما من رجب كان كصيام سنة، ومن صام سبعة أيام غلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب الجنة، ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله عز وجل شيئا إلا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفرت لك ما سلف فاستأنف العمل قد بدلت سيئاتكم حسنات، ومن زاد زاده الله، وفي رجب حمل
وأخرج البيهقي والأصبهاني عن قال : في الجنة قصر لصوام رجب قال البيهقي : موقوف على أبي قلابة وهو من التابعين، فمثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي . أبي قلابة
وأخرج وضعفه عن البيهقي أبي هريرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إلا رجب وشعبان
وأخرج وضعفه عن البيهقي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة إن رجب شهر الله ويدعى الأصم وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، فكان الناس ينامون وتأمن السبل، ولا يخافون بعضهم بعضا، حتى ينقضي .
[ ص: 344 ] وأخرج عن البيهقي قال : كنا نسمي رجب الأصم في الجاهلية من شدة حرمته في أنفسنا . قيس بن أبي حازم
وأخرج البخاري عن والبيهقي قال : كنا في الجاهلية إذا دخل رجب نقول : جاء منصل الأسنة لا ندع حديدة في سهم، ولا حديدة في رمح إلا انتزعناها فألقيناها . أبي رجاء العطاردي
وأخرج وضعفه عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلمان الفارسي في رجب يوم وليلة من صام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان كمن صام من الدهر مائة سنة وقام مائة سنة، وهو لثلاث بقين من رجب، وفيه بعث الله محمدا .
وأخرج وضعفه عن البيهقي مرفوعا : أنس في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنات مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب، فمن صلى فيها اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن يتشهد في كل ركعتين ويسلم في آخرهن، ثم يقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر مائة مرة، ويستغفر الله مائة مرة، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مائة مرة ويدعو لنفسه ما شاء من أمر دنياه وآخرته، ويصبح صائما فإن الله يستجيب دعاءه كله إلا أن يدعو في معصية، قال البيهقي : هذا أضعف من الذي قبله .
[ ص: 345 ] وأخرج وقال : إنه منكر بمرة عن البيهقي مرفوعا : أنس خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله، من عظم شهر رجب فقد عظم أمر الله، ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت له فرطا وذخرا يوم القيامة، وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه، وصام نهاره وقام ليله، وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به .
وأخرج ابن ماجه وضعفه عن والبيهقي ابن عباس . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم رجب كله
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : مجاهد إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله قال : يعرف بها شأن النسيء ما نقص من السنة .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "شعب الإيمان" عن والبيهقي في قوله : ابن عباس إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ثم [ ص: 346 ] اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم : فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال : في كلهن : وقاتلوا المشركين كافة يقول : جميعا .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : قتادة فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال : إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء وقال : إن الله اصطفى صفايا من خلقه اصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا، واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة القدر فعظموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله به عند أهل الفهم والعقل .
وأخرج ، ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ : ابن عباس فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال : في الشهور كلها .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن زيد فلا تظلموا فيهن أنفسكم قال : الظلم العمل لمعاصي الله والترك لطاعته .
[ ص: 347 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن وأبو الشيخ في قوله : مقاتل وقاتلوا المشركين كافة قال : نسخت هذه الآية كل آية فيها رخصة .
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي قال : اختار الله البلاد فأحب البلدان إلى الله البلد الحرام، واختار الله الزمان فأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم، وأحب الأشهر إلى الله ذو الحجة، وأحب ذي الحجة إلى الله العشر الأول منه، واختار الله الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة، واختار الله الليالي، فأحب الليالي إلى الله ليلة القدر، واختار الله ساعات الليل والنهار، فأحب الساعات إلى الله ساعات الصلوات المكتوبات، واختار الله الكلام فأحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله . كعب