قوله تعالى : حتى إذا استيئس الرسل الآية .
أخرج أبو عبيد والبخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ من طريق وابن مردويه أنه سأل عروة عن قوله : ( عائشة حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) قال : قلت : أكذبوا أم كذبوا قالت بل ( كذبوا ) يعني بالتشديد قلت : والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن ، قالت : أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك ، فقلت لعلها ( عائشة وظنوا أنهم قد كذبوا ) مخففة ، قالت : معاذ الله لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها ، قلت : فما هذه الآية قالت : هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد [ ص: 353 ]
كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك .
وأخرج ، ابن جرير وابن المنذر ، والطبراني ، وأبو الشيخ ، عن وابن مردويه عبد الله بن أبي مليكة أن قرأها عليه ( ابن عباس وظنوا أنهم قد كذبوا ) مخففة ، يقول أخلفوا وقال وكانوا بشرا وتلا ( ابن عباس حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ) قال : فذهب ابن أبي مليكة إلى أنهم يئسوا وضعفوا فظنوا أنهم قد أخلفوا قال ابن عباس : وأخبرني ابن أبي مليكة عن عروة أنها خالفت ذلك وأبته وقالت : ما وعد الله رسوله من شيء إلا علم أنه سيكون قبل أن يموت ولكنه لم يزل البلاء بالرسل حتى ظنوا أن من معهم من المؤمنين قد كذبوهم وكانت تقرؤها ( عائشة وظنوا أنهم قد كذبوا ) مثقلة للتكذيب .
وأخرج من طريق ابن مردويه عن عروة عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) بالتشديد .
وأخرج من طريق ابن مردويه عمرة عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة قرأ ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) مخففة .
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور ، والنسائي ، وابن جرير [ ص: 354 ] وابن المنذر
، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ من طرق عن وابن مردويه أنه كان يقرأ ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) مخففة ، قال : يئس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوهم فيما جاءوا به ( ابن عباس جاءهم نصرنا ) قال : جاء الرسل نصرنا .
وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن جرير وابن المنذر ، والطبراني ، عن وأبو الشيخ تميم بن حذلم قال : قرأت على القرآن فلم يأخذ علي إلا حرفين ( وكل أتوه داخرين ) فقال : ( أتوه ) مخففة ، وقرأت عليه ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) فقال : ( كذبوا ) مخففة قال : ( ابن مسعود استيئس الرسل ) من إيمان قومهم أن يؤمنوا لهم وظن قومهم حين أبطأ الأمر أنهم قد كذبوا .
وأخرج من طريق ابن مردويه عن أبي الأحوص قال : ابن مسعود حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة يوسف ( وظنوا أنهم قد كذبوا ) خفيفة .
[ ص: 355 ]
وأخرج ، ابن جرير ، عن وأبو الشيخ ربيعة بن كلثوم قال : حدثني أن أبي سأل مسلم بن يسار فقال : يا سعيد بن جبير أبا عبد الله آية قد بلغت مني كل مبلغ ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) مثقلة فهذا الموت أن تظن الرسل أنهم قد كذبوا أو نظن أنهم قد كذبوا مخففة ، فقال حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم وظن قومهم أن الرسل كذبتهم جاءهم نصرنا فقام سعيد بن جبير إلى مسلم سعيد فاعتنقه وقال : فرج الله عنك كما فرجت عني .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر إبراهيم بن أبي حرة الجزري قال : صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا منهم سعيد بن جبير فسأل فتى من والضحاك بن مزاحم قريش فقال : يا سعيد بن جبير أبا عبد الله كيف تقرأ هذا الحرف فإني إذا أتيت عليه تمنيت أني لا أقرأ هذه السورة ( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا ) قال : نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فقال لو رحلت في هذه إلى الضحاك اليمن لكان قليلا .
[ ص: 356 ]
وأخرج ، عن ابن جرير أنه قرأها ( كذبوا ) بفتح الكاف والتخفيف ، قال : استيأس الرسل أن يعذب قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ( مجاهد جاءهم نصرنا ) قال : جاء الرسل نصرنا ، قال : قال في المؤمن ( مجاهد فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم ) قال قولهم : نحن أعلم منهم ولن نعذب وقوله : ( وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) قال : حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق .
وأخرج ، عن ابن جرير ( فننجي من نشاء ) قال : فننجي الرسل ومن نشاء ( ابن عباس ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ) وذلك أن الله بعث الرسل فدعوا قومهم فأخبروهم أنه من أطاع الله نجا ومن عصاه عذب وغوى .
وأخرج ، عن أبو الشيخ ( ابن عباس جاءهم نصرنا ) قال : العذاب .
وأخرج ، عن أبو الشيخ نصر بن عاصم - أنه قرأ ( فنجا من نشاء ) .
وأخرج ، عن أبو الشيخ - أنه قرأ ( فنجي من نشاء ) . أبي بكر
وأخرج ، عن أبو الشيخ – ( السدي ولا يرد بأسنا ) قال : عذابنا .
[ ص: 357 ]