الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [246و] قوله تعالى : والذين هاجروا في الله الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا . قال : هم قوم من أهل مكة هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ظلمهم؛ وظلمهم الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 49 ] وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن عساكر ، عن داود بن أبي هند قال : نزلت والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا . إلى قوله : وعلى ربهم يتوكلون . في أبي جندل بن سهيل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا . قال : هؤلاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ظلمهم أهل مكة فأخرجوهم من ديارهم، حتى لحق طوائف منهم بأرض الحبشة، ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك، فجعلها لهم دار هجرة، وجعل لهم أنصارا من المؤمنين، ولأجر الآخرة أكبر . قال : إي والله، لما يثيبهم عليه من جنته ونعمته أكبر لو كانوا يعلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن الشعبي في قوله : لنبوئنهم في الدنيا حسنة . قال : المدينة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : لنبوئنهم في الدنيا حسنة . قال : لنرزقنهم في الدنيا رزقا حسنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن أبان بن تغلب قال : كان الربيع بن خثيم يقرأ هذا [ ص: 50 ] الحرف في " النحل " والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة . ويقرأ في " العنكبوت " ( لنثوينهم من الجنة غرفا ) ، ويقول : التنبؤ في الدنيا، والثواء في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب : أنه كان إذا أعطى الرجل من المهاجرين عطاءه يقول : خذ، بارك الله لك، هذا ما وعدك الله في الدنيا، وما ذخر لك في الآخرة أفضل . ثم قرأ هذه الآية : لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية