قوله تعالى : وإن عاقبتم الآية .
أخرج وحسنه، الترمذي في زوائد " المسند "، وعبد الله بن أحمد ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في " الفوائد "، وابن خزيمة وابن حبان، ، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في " الدلائل "، والبيهقي في " المختارة "، عن والضياء قال : أبي بن كعب أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون رجلا، ومن المهاجرين ستة منهم فمثلوا بهم، فقالت الأنصار : لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح حمزة، مكة أنزل الله : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نصبر ولا نعاقب، كفوا عن القوم إلا أربعة " . لما كان يوم
وأخرج ، ابن سعد ، والبزار ، وابن المنذر ، والطبراني وصححه، والحاكم ، وابن مردويه في " المعرفة "، وأبو نعيم في " الدلائل "، [ ص: 135 ] عن والبيهقي أبي هريرة حين استشهد، فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شيء قط كان أوجع لقلبه منه، ونظر إليه قد مثل به فقال : " رحمة الله عليك، فإنك كنت، ما علمت، وصولا للرحم، فعولا للخيرات، ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى، أما والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك " . فنزل حمزة جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف، بخواتيم " النحل " : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم . الآية، فكفر النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه، وأمسك عن الذي أراد وصبر . أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على
وأخرج ، ابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه في " الدلائل "، عن والبيهقي قال : ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم " . فأنزل الله : وإن عاقبتم الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل نصبر يا رب " . فصبر ونهى عن المثلة .
وأخرج في " المصنف "، ابن أبي شيبة ، عن وابن جرير قال : الشعبي أحد وانصرف المشركون فرأى المسلمون بإخوانهم مثلة سيئة؛ جعلوا يقطعون آذانهم وآنافهم ويشقون بطونهم، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن [ ص: 136 ] أنالنا الله منهم لنفعلن ولنفعلن . فأنزل الله : وإن عاقبتم الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل نصبر " . لما كان يوم
وأخرج ، ابن إسحاق ، عن وابن جرير قال : عطاء بن يسار بمكة إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت بالمدينة بعد أحد، حيث قتل ومثل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم " . فلما سمع المسلمون بذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط . فأنزل الله : حمزة وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر السورة . نزلت سورة " النحل " كلها
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به . قال : هذا حين أمر الله نبيه أن يقاتل من قاتله، ثم نزلت " براءة " وانسلاخ الأشهر الحرم . قال : فهذا من المنسوخ .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم قال : ابن زيد كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين فأسلم رجال ذو منعة، فقالوا : يا رسول الله، لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب . فنزلت هذه الآية، ثم نسخ ذلك بالجهاد .
[ ص: 137 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به . قال : لا تعتدوا .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : محمد بن سيرين وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به . قال : إن أخذ منك رجل شيئا فخذ منه مثله .