قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56ولقد أريناه آياتنا كلها أي المعجزات الدالة على نبوة
موسى وقيل : حجج الله الدالة على توحيده
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=56فكذب وأبى أي لم يؤمن وهذا يدل على أنه كفر عنادا لأنه رأى الآيات عيانا لا خبرا نظيره
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=14وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=57قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى لما رأى الآيات التي أتاه بها
موسى قال : إنها سحر ؛ والمعنى : جئت لتوهم الناس أنك جئت بآية توجب اتباعك والإيمان بك ، حتى تغلب على أرضنا وعلينا .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فلنأتينك بسحر مثله أي لنعارضنك بمثل ما جئت به ليتبين للناس أن ما أتيت به ليس من عند الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58فاجعل بيننا وبينك موعدا هو مصدر ؛ أي وعدا . وقيل : الموعد اسم لمكان الوعد ؛ كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=43وإن جهنم لموعدهم أجمعين فالموعد هاهنا مكان . وقيل : الموعد اسم لزمان الوعد ؛ كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81إن موعدهم الصبح فالمعنى : اجعل لنا يوما معلوما ، أو مكانا معروفا . قال
القشيري : والأظهر أنه مصدر ولهذا قال : لا نخلفه . أي لا نخلف ذلك الوعد ، والإخلاف أن يعد شيئا
[ ص: 130 ] ولا ينجزه . وقال
الجوهري والميعاد المواعدة والوقت والموضع وكذلك الموعد . وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع وشيبة nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ( لا نخلفه ) بالجزم جوابا لقوله : اجعل ومن رفع فهو نعت ل ( موعد ) والتقدير . موعدا غير مخلف .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58مكانا سوى قرأ
ابن عامر وعاصم وحمزة ( سوى ) بضم السين . الباقون بكسرها ؛ وهما لغتان مثل عدا وعدا وطوى وطوى . واختار
أبو عبيد وأبو حاتم كسر السين لأنها اللغة العالية الفصيحة . وقال
النحاس والكسر أعرف وأشهر . وكلهم نونوا الواو ، وقد روي عن
الحسن ، واختلف عنه ضم السين بغير تنوين . واختلف في معناه فقيل : سوى هذا المكان ؛ قاله
الكلبي . وقيل مكانا مستويا يتبين للناس ما بينا فيه ؛ قال
ابن زيد :
ابن عباس : نصفا .
مجاهد : منصفا ؛ وعنه أيضا
وقتادة عدلا بيننا وبينك . قال
النحاس : وأهل التفسير على أن معنى سوى نصف وعدل وهو قول حسن ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه يقال : سوى وسوى أي عدل ؛ يعني مكانا عدلا ؛ بين المكانين فيه النصفة ؛ وأصله من قولك : جلس في سواء الدار بالمد أي في وسطها ؛ ووسط كل شيء أعدله ؛ وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي عدلا ، وقال
زهير :
أرونا خطة لا ضيم فيها يسوي بيننا فيها السواء
وقال
أبو عبيدة والقتبي : وسطا بين الفريقين ؛ وأنشد
أبو عبيدة لموسى بن جابر الحنفي :
وإن أبانا كان حل ببلدة سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
والفزر : سعد بن زيد مناة بن تميم . وقال
الأخفش : ( سوى ) إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل يكون فيه ثلاث لغات : إن ضممت السين أو كسرت قصرت فيهما جميعا . وإن فتحت مددت ، تقول : مكان سوى وسوى وسواء ؛ أي عدل ووسط فيما بين الفريقين . قال
موسى بن جابر :
وجدنا أبانا كان حل ببلدة
البيت . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=58مكانا سوى أي قصدا ؛ وأنشد صاحب هذا القول :
لو تمنت حبيبتي ما عدتني أو تمنيت ما عدوت سواها
وتقول : مررت برجل سواك وسواك وسوائك أي غيرك . وهما في هذا الأمر سواء وإن
[ ص: 131 ] شئت سواءان . وهم سواء للجمع وهم أسواء ؛ وهم سواسية مثل ثمانية على غير قياس . وانتصب مكانا على المفعول الثاني ل ( جعل ) . ولا يحسن انتصابه بالموعد على أنه مفعول أو ظرف له ؛ لأن الموعد قد وصف ، والأسماء التي تعمل عمل الأفعال إذا وصفت أو صغرت لم يسغ أن تعمل لخروجها عن شبه الفعل ، ولم يحسن حمله على أنه ظرف وقع موقع المفعول الثاني ؛ لأن الموعد إذا وقع بعده ظرف لم تجره العرب مجرى المصادر مع الظروف ، لكنهم يتسعون فيه كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=81إن موعدهم الصبح و
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59موعدكم يوم الزينة .
واختلف في يوم الزينة ، فقيل هو يوم عيد كان لهم يتزينون ويجتمعون فيه ؛ قاله
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي وغيرهما . وقال
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : كان يوم عاشوراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب : يوم سوق كان لهم يتزينون فيها ؛ وقاله
قتادة أيضا . وقال
الضحاك : يوم السبت . وقيل : يوم النيروز ؛ ذكره
الثعلبي . وقيل : يوم يكسر فيه الخليج ؛ وذلك أنهم كانوا يخرجون فيه يتفرجون ويتنزهون ؛ وعند ذلك تأمن الديار المصرية من قبل النيل . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى الثقفي والسلمي وهبيرة عن
حفص nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59يوم الزينة بالنصب . ورويت عن
أبي عمرو ؛ أي في يوم الزينة إنجاز موعدنا . الباقون بالرفع على أنه خبر الابتداء .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى أي وجمع الناس ؛ ف ( أن ) في موضع رفع على قراءة من قرأ ( يوم ) بالرفع . وعطف
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر يقوي قراءة الرفع ؛ لأن أن لا تكون ظرفا ، وإن كان المصدر الصريح يكون ظرفا كمقدم الحاج ؛ لأن من قال آتيك مقدم الحاج لم يقل آتيك أن يقدم الحاج .
النحاس : وأولى من هذا أن يكون في موضع خفض عطفا على الزينة . والضحا مؤنثة تصغرها العرب بغير هاء لئلا يشبه تصغيرها ضحوة ؛ قاله
النحاس . وقال
الجوهري : ضحوة النهار بعد طلوع الشمس ، ثم بعده الضحى وهي حين تشرق الشمس ؛ مقصورة تؤنث وتذكر ؛ فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة ؛ ومن ذكر ذهب إلى أنه اسم على فعل مثل صرد ونغر ؛ وهو ظرف غير متمكن مثل سحر ؛ تقول : لقيته ضحا ؛ وضحا إذا أردت به ضحا يومك لم تنونه ، ثم بعده الضحاء ممدود مذكر ، وهو عند ارتفاع النهار الأعلى . وخص الضحى لأنه أول النهار ، فلو امتد الأمر فيما بينهم كان في النهار متسع . وروي عن
ابن مسعود والجحدري وغيرهما ( وأن يحشر الناس ضحا ) على معنى وأن يحشر الله الناس ونحوه . وعن بعض القراء ( وأن تحشر الناس ) والمعنى وأن تحشر أنت يا
فرعون الناس وعن
الجحدري أيضا ( وأن نحشر ) بالنون وإنما واعدهم ذلك اليوم ؛ ليكون علو كلمة الله ، وظهور دينه ، وكبت الكافر ، وزهوق الباطل على رءوس الأشهاد ، وفي المجمع الغاص لتقوى رغبة من رغب في الحق ، ويكل حد
[ ص: 132 ] المبطلين وأشياعهم ، ويكثر المحدث بذلك الأمر العلم في كل بدو وحضر ، ويشيع في جمع أهل الوبر والمدر .
nindex.php?page=treesubj&link=28991قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=60فتولى فرعون فجمع كيده أي حيله وسحره ؛ والمراد جمع السحرة . قال
ابن عباس : كانوا اثنين وسبعين ساحرا ، مع كل ساحر منهم حبال وعصي . وقيل : كانوا أربعمائة . وقيل : كانوا اثني عشر ألفا . وقيل : أربعة عشر ألفا . وقال
ابن المنكدر : كانوا ثمانين ألفا . وقيل : كانوا مجمعين على رئيس يقال له
شمعون . وقيل كان اسمه
يوحنا معه اثنا عشر نقيبا ، مع كل نقيب عشرون عريفا ، مع كل عريف ألف ساحر . وقيل كانوا ثلثمائة ألف ساحر من
الفيوم ، وثلثمائة ألف ساحر من
الصعيد ، وثلثمائة ألف ساحر من الريف ، فصاروا تسعمائة ألف وكان رئيسهم أعمى . ثم أتى أي أتى الميعاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61قال لهم موسى أي قال
لفرعون والسحرة ويلكم دعاء عليهم بالويل . وهو بمعنى المصدر . وقال
أبو إسحاق الزجاج : هو منصوب بمعنى ألزمهم الله ويلا . قال : ويجوز أن يكون نداء كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=52يا ويلنا من بعثنا nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61لا تفتروا على الله كذبا أي لا تختلقوا عليه الكذب ، ولا تشركوا به ، ولا تقولوا للمعجزات إنها سحر .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61فيسحتكم بعذاب من عنده أي يستأصلكم بالإهلاك يقال فيه : سحت وأسحت بمعنى . وأصله من استقصاء الشعر . وقرأ الكوفيون ( فيسحتكم ) من أسحت ، الباقون ( فيسحتكم ) من سحت وهذه لغة
أهل الحجاز و
بني تميم . وانتصب على جواب النهي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
وعض زمان يا ابن مروان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلفا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذا بيت لا تزال الركب تصطك في تسوية إعرابه .
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وقد خاب من افترى أي خسر وهلك ، وخاب من الرحمة والثواب من ادعى على الله ما لم يأذن به .