قوله تعالى : ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي   الآية . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  والطبراني  في " الصغير " ،  وابن منده  في " التوحيد " ،  والحاكم  وصححه ، عن  ابن عباس  قال : إنما سمي الإنسان : لأنه عهد إليه فنسي . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن عساكر  عن  أبي أمامة الباهلي  قال : لو أن أحلام بني آدم جمعت منذ يوم خلق آدم  إلى أن تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم  في كفة لرجح حلمه بأحلامهم ، ثم قال الله : ولم نجد له عزما  قال : حفظا . 
وأخرج  أبو الشيخ  في " العظمة " عن  الحسن  قال : كان عقل آدم  مثل عقل جميع ولده ، قال الله : فنسي ولم نجد له عزما   . 
وأخرج عبد الغني بن سعيد  في " تفسيره " ، عن  ابن عباس   : ولقد عهدنا إلى آدم  قال : ألا يقرب الشجرة ( فنسي   ) . فترك عهدي، ( ولم نجد له عزما   ) يريد : صبرا عن أكل الشجرة . 
 [ ص: 248 ] وأخرج  ابن جرير  ،  وابن منده  ، عن  ابن عباس  في قوله : ولم نجد له عزما  قال : حفظا  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  في قوله : فنسي  قال : فترك : ولم نجد له عزما  يقول : لم نجعل له عزما . 
وأخرج  الزبير بن بكار  في " الموفقيات " ، عن  ابن عباس  قال : سألت  عمر بن الخطاب  عن قول الله : يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم   [ المائدة : 101 ] قال : كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شيء، فقالوا يوما : والله لوددنا أن الله أنزل قرآنا في نسبنا ، فأنزل الله ما قرأت ثم قال لي : إن صاحبكم هذا - يعني  علي بن أبي طالب   - إن ولي زهد ولكني أخشى عجبه بنفسه أن يذهب به ، قلت : يا أمير المؤمنين، إن صاحبنا من قد علمت ، والله ما نقول أنه غير ولا بدل، ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام صحبته فقال : ولا في بنت أبي جهل  ، وهو يريد أن يخطبها على  فاطمة؟  قلت : قال الله في معصية آدم   : ولم نجد له عزما  وصاحبنا لم يعزم على إسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه الخواطر، التي لا يقدر أحد دفعها عن نفسه ، وربما كانت من  [ ص: 249 ] الفقيه في دين الله العالم بأمر الله، فإذا نبه عليها رجع وأناب ، فقال : يا  ابن عباس،  من ظن أنه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  في " نوادر الأصول " ، عن  ابن عباس  أنه قال  لعمر بن الخطاب   : يا أمير المؤمنين، مم يذكر الرجل ومم ينسى؟ فقال : إن علا القلب طخاءة كطخاءة القمر، فإذا تغشت القلب نسي ابن آدم ما كان يذكر، فإذا تجلت ذكر ما نسي . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، عن  ابن عباس  قال : لا تأكلوا بشمائلكم، ولا تشربوا بشمائلكم، فإن آدم  أكل بشماله فنسي، فأورثه ذلك النسيان . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن عطية   : ولم نجد له عزما  قال : حفظا لما أمر به . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  في قوله : ولم نجد له عزما  قال : صبرا . 
وأخرج  ابن المنذر  عن  محمد بن كعب  قال : لو وزن حلم آدم بحلم العالمين لوزنه . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  عبيد بن عمير  قال : لم يكن آدم  من أولي العزم . 
 [ ص: 250 ] وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  الحسن  في قوله : فنسي  قال : ترك ما قدم إليه، ولو كان منه نسيان ما كان عليه شيء لأن الله قد وضع عن المؤمنين النسيان والخطأ، ولكن آدم ترك ما قدم إليه من أكل الشجرة . 
				
						
						
