قوله تعالى : وذا النون الآيتين .
أخرج ، ابن جرير في "الأسماء والصفات" ، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس وذا النون إذ ذهب مغاضبا يقول : غضب على قومه : فظن أن لن نقدر عليه يقول : أن لن نقضي عليه عقوبة ولا بلاء فيما صنع بقومه في غضبه عليهم وفراره ، قال : وعقوبته أخذ النون إياه .
[ ص: 358 ] وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : الضحاك وذا النون إذ ذهب مغاضبا قال : مغاضبا لقومه .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : كانت تكون أنبياء جميعا يكون عليهم واحد، فكان يوحى إلى ذلك النبي : أرسل فلانا إلى بني فلان، فقال الله : عمرو بن قيس إذ ذهب مغاضبا قال : مغاضبا لذلك النبي .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "الأسماء والصفات" ، عن والبيهقي في قوله : ابن عباس فظن أن لن نقدر عليه قال : ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه .
وأخرج في " الزهد " ، أحمد ، وعبد بن حميد عن وابن المنذر في قوله : الحسن إذ ذهب مغاضبا قال : انطلق آبقا : فظن أن لن نقدر عليه فكان له سلف من عمل صالح، فلم يدعه الله فبه أدركه .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي في قوله : مجاهد فظن أن لن نقدر عليه قال : ظن أن لن نعاقبه بذلك .
وأخرج عن ابن أبي حاتم عطية في قوله : فظن أن لن نقدر عليه قال : ظن أن لن نقضي عليه .
[ ص: 359 ] وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : الضحاك فظن أن لن نقدر عليه . يقول : ظن أن الله لن يقضي عليه عقوبة ولا بلاء في غضبه الذي غضب على قومه وفراقه إياهم .
وأخرج ، عن عبد بن حميد قال : لما التقم الحوت عبد الله بن الحارث يونس نبذ به إلى قرار الأرض، فسمع تسبيح الأرض، فذاك الذي هاجه فناداه .
وأخرج في "الأسماء والصفات" عن البيهقي في قوله : الحسن فظن أن لن نقدر عليه قال : ظن أن لن نعاقبه : فنادى في الظلمات قال : ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت : أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قال الملائكة : صوت معروف في أرض غريبة .
وأخرج ، عن ابن جرير : ( قتادة فظن أن لن نقدر عليه ) يقول : ظن أن لن نعاقبه .
وأخرج ، عن ابن جرير قتادة والكلبي : فظن أن لن نقدر عليه قالا : ظن أن لن نقضي عليه العقوبة .
وأخرج ، من طريق ابن جرير ، عن سعيد بن جبير : [ ص: 360 ] ابن عباس فنادى في الظلمات قال : ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت .
وأخرج عن ابن جرير محمد بن كعب وعمرو بن ميمون، مثله . وقتادة
وأخرج في " الزهد " عن أحمد مثله . سعيد بن جبير
وأخرج في " الزهد " ، أحمد في كتاب " الفرج بعد الشدة " ، وابن أبي الدنيا ، وابن أبي حاتم وصححه ، عن والحاكم : ابن مسعود فنادى في الظلمات قال : ظلمة الليل وظلمة بطن الحوت وظلمة البحر .
وأخرج عن ابن جرير قال : أوحى الله تعالى إلى الحوت ألا تضر له لحما ولا عظما، ثم ابتلع الحوت حوت آخر قال : سالم بن أبي الجعد فنادى في الظلمات قال : ظلمة حوت ثم حوت ثم ظلمة البحر .
وأخرج عن ابن المنذر قال : كل تسبيح في القرآن صلاة إلا قوله : الضحاك سبحانك إني كنت من الظالمين .
[ ص: 361 ] وأخرج في " الموفقيات " من طريق الزبير بن بكار عن الكلبي ، عن أبي صالح ، أن ابن عباس قال له يوما : إنه ضربتني أمواج القرآن البارحة في آيتين لم أعرف تأويلهما ففزعت إليك ، قال : وما هما؟ قال : قول الله : معاوية وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه وأنه يفوته إن أراده، وقول الله :
: حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا [ يوسف : 110 ] كيف هذا؟ يظنون أنه قد كذبهم ما وعدهم؟ فقال : أما ابن عباس يونس فظن أن لن تبلغ خطيئته أن يقدر الله عليه بها العقاب، ولم يشك أن الله إن أراده قدر عليه .
وأما الآية الأخرى فإن الرسل استيأسوا من إيمان قومهم وظنوا أن من أعطاهم الرضا في العلانية قد كذبهم في السر؛ وذلك لطول البلاء عليهم، ولم تستيئس الرسل من نصر الله، ولم يظنوا أنهم كذبهم ما وعدهم ، فقال معاوية : فرجت عني يا فرج الله عنك . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : لما دعا ابن عباس يونس على قومه، أوحى الله إليه أن العذاب مصبحهم . فقال لهم، فقالوا : ما كذب يونس، وليصبحنا العذاب، أفتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها من أولادنا، لعل الله أن يرحمهم ، فأخرجوا النساء مع الولدان، وأخرجوا الإبل مع فصلانها وأخرجوا البقر مع عجاجيلها، وأخرجوا الغنم مع سخالها فجعلوه أمامهم، وأقبل العذاب ، فلما رأوه جأروا إلى الله، ودعوا وبكى النساء والولدان ورغت الإبل [ ص: 362 ] وفصلانها، وخارت البقر وعجاجيلها وثغت الغنم وسخالها، فرحمهم الله، فصرف ذلك العذاب عنهم وغضب يونس فقال : كذبت فهو قوله : إذ ذهب مغاضبا فمضى إلى البحر، وقوم تتامت سفينتهم، فقال : احملوني معكم . فحملوه فأخرج الجعل، فأبوا أن يقبلوه منه، فقال : إذا أخرج عنكم ، فقبلوه، فلما لججت السفينة في البحر، أخذهم البحر والأمواج، فقال لهم يونس : اطرحوني تنجوا ، قالوا : بل نمسكك ننجو ، قال : فساهموني - يعني قارعوني - فساهموه ثلاثا، فوقعت عليه القرعة فأوحى الله إلى سمكة يقال لها : النجم من البحر الأخضر أن شقي البحار حتى تأخذي يونس، فليس يونس لك رزقا، ولكن بطنك له سجن، فلا تخدشي له جلدا ولا تكسري له عظما . فجاءت حتى استقبلت السفينة فقارعوه الثالثة، فوقعت عليه فاقتحم الماء، فالتقمته السمكة، فشقت به البحار، حتى انتهت به إلى البحر الأخضر .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن أبي حاتم قال : لما التقم الحوت ابن عباس يونس ذهب به حتى أوقفه بالأرض السابعة، فسمع تسبيح الأرض فهيجه على التسبيح فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فأخرجه حتى ألقاه على الأرض بلا شعر ولا ظفر مثل الصبي [ ص: 363 ] المنفوس، فأنبتت عليه شجرة تظله ويأكل من تحتها من حشرات الأرض . فبينما هو نائم تحتها إذ تساقط ورقها قد يبست ، فشكا ذلك إلى ربه، فقال له : تحزن على شجرة يبست ولا تحزن على مائة ألف أو يزيدون يعذبون ؟!
وأخرج ، ابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن وابن مردويه رفعه : أنس إن يونس حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات، حين ناداه في بطن الحوت قال : اللهم لا إله إلا أنت، سبحانك إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش، فقالت الملائكة : يا رب هذا صوت ضعيف معروف في بلاد غريبة! فقال : أما تعرفون ذلك؟ قالوا : يا رب، وما هو؟ قال : ذاك عبدي يونس ، قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل، ودعوة مجابة؟! قال : نعم . قالوا : يا رب أفلا يرحم بما كان يصنع في الرخاء، فتنجيه من البلاء؟ قال : بلى ، فأمر الحوت فطرحه بالعراء، فأنبت الله عليه اليقطينة .
وأخرج في " المصنف " ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن مردويه عن وابن عساكر مرفوعا : علي يونس بن متى؛ [ ص: 364 ] سبح الله في الظلمات . ليس لعبد أن يقول : أنا خير من
وأخرج ، أحمد ، والترمذي والنسائي في " نوادر الأصول " والحكيم الترمذي ، والبزار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم وصححه ، والحاكم ، وابن مردويه في " شعب الإيمان " عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سعد بن أبي وقاص لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له . دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت :
وأخرج عن ابن جرير : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سعد اسم الله الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوة يونس بن متى ، قلت : يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال : هي ليونس خاصة، وللمؤمنين إذا دعوا بها ألم تسمع قول الله : وكذلك ننجي المؤمنين فهو شرط من الله لمن دعاه .
وأخرج ابن مردويه عن والديلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة هذه الآية مفزع للأنبياء : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين نادى بها يونس في ظلمة بطن الحوت .
[ ص: 365 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى : الحسن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
وأخرج عن الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سعد بن أبي وقاص هل أدلكم على اسم الله الأعظم؟ دعاء يونس : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فأيما مسلم دعا ربه به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك أعطي أجر شهيد ، وإن برأ برأ مغفورا له .
وأخرج ، الترمذي ، وابن ماجه وصححه، عن والحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة يونس بن متى فقد كذب . من قال أنا خير من
وأخرج وصححه ، عن الحاكم : ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على ثنية فقال : ما هذه؟ قالوا : ثنية كذا وكذا ، قال : كأني أنظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف، وعليه جبة من صوف وهو يقول : لبيك اللهم لبيك .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، والبخاري ومسلم ، وأبو داود ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس يونس بن متى - نسبه إلى أبيه - أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه . لا ينبغي لأحد أن [ ص: 366 ] يقول أنا خير من
وأخرج ، عبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود يونس بن متى . لا يقولن أحدكم : أنا خير من
وأخرج ، البخاري ، ومسلم عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة يونس بن متى . لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من