قوله تعالى : إنكم وما تعبدون الآيات .
أخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد في " ناسخه " ، وأبو داود ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وصححه ، والحاكم من طرق ، عن وابن مردويه قال : لما نزلت : ابن عباس إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال المشركون : فالملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله ، فنزلت : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون عيسى وعزير والملائكة .
[ ص: 386 ] وأخرج ، ابن مردويه في " المختارة " ، عن والضياء قال : ابن عباس عبد الله بن الزبعرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ؟ قال ابن الزبعرى : قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا؟ فنزلت : ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون [ الزخرف : 57، 58 ] ثم نزلت : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون . جاء
وأخرج في " ناسخه " ، أبو داود ، وابن المنذر ، من وجه آخر، والطبراني ، عن وابن مردويه قال : ابن عباس إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون شق ذلك على أهل مكة ، وقالوا : أيشتم آلهتنا ؟ فقال ابن الزبعرى : أنا أخصم لكم محمدا، ادعوه لي . فدعي ، فقال : يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أم لكل عبد من دون الله؟ قال : بل لكل من عبد من دون الله ، فقال ابن الزبعرى : خصمت ، ورب هذه البنية- يعني الكعبة- ألست تزعم يا محمد أن عيسى عبد صالح، وأن عزيرا عبد صالح، وأن الملائكة صالحون؟ قال : بلى ، قال : فهذه النصارى تعبد عيسى ، وهذه اليهود تعبد عزيرا، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة . فضج [ ص: 387 ] أهل مكة وفرحوا! فنزلت : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى عيسى وعزير والملائكة : أولئك عنها مبعدون . ونزلت : ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون قال : وهو الضجيج . لما نزلت :
وأخرج ، عن البزار قال : نزلت هذه الآية : ابن عباس إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ثم نسختها : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعني عيسى ومن كان معه .
وأخرج عن ابن جرير : الضحاك إنكم وما تعبدون من دون الله يعني : الآلهة ومن يعبدها .
وأخرج من طريق ابن جرير العوفي ، عن في قوله : ابن عباس حصب جهنم قال : وقودها .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس حصب جهنم قال : شجر جهنم .
وأخرج ، ابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس حصب جهنم [ ص: 388 ] قال : حطب جهنم بالزنجية .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في قوله : عكرمة حصب جهنم قال : حطب جهنم .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير مثله . مجاهد
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : قتادة حصب جهنم قال : يقذفون فيها .
وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم : الضحاك حصب جهنم يقول : إن جهنم تحصب بهم، وهو الرمي . يقول : يرمى بهم فيها .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : مجاهد حصب جهنم قال : حطبها ، قال : وفي بعض القراءة : ( حطب جهنم ) في قراءة . عائشة
وأخرج عن ابن جرير أنه قرأها : ( حضب جهنم ) بالضاد . ابن عباس
[ ص: 389 ] وأخرج ، عبد بن حميد في " صفة النار " وابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في " البعث " ، عن والبيهقي قال : إذا بقي في النار من يخلد فيها، جعلوا في توابيت من حديد، فيها مسامير من حديد، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت من حديد، ثم قذفوا في أسفل الجحيم فما يرى أحدهم أنه يعذب في النار غيره ، ثم قرأ ابن مسعود : ابن مسعود لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون .
وأخرج عن ابن أبي حاتم ، أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى قال : عيسى وعزير والملائكة .
وأخرج ، ابن أبي حاتم من طريق وابن مردويه عن الضحاك في قوله : ( ابن عباس إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) قال : نزلت في عيسى ابن مريم وعزير .
[ ص: 390 ] وأخرج عن ابن جرير في قوله : مجاهد أولئك عنها مبعدون قال : عيسى وعزير والملائكة .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : ( أبي صالح إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) قال : عيسى وأمه وعزير والملائكة .
وأخرج من طريق ابن أبي حاتم عن أصبغ، في قوله : علي إن الذين سبقت لهم منا الحسنى الآية ، قال : كل شيء يعبد من دون الله في النار إلا الشمس والقمر وعيسى .
وأخرج ابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس إن الذين سبقت لهم منا الحسنى قال : أولئك أولياء الله يمرون على الصراط مرا هو أسرع من البرق، فلا تصيبهم ولا يسمعون حسيسها ، ويبقى الكفار فيها جثيا .
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وابن عدي ، وابن مردويه في ( فضائل الصديق ) ، عن والعشاري : أن النعمان بن بشير قرأ : عليا إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون [ ص: 391 ] فقال : أنا منهم، منهم، وأبو بكر منهم، وعمر منهم، وعثمان منهم، والزبير منهم، وطلحة وسعد بن مالك منهم، وعبد الرحمن منهم .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : أبي عثمان النهدي لا يسمعون حسيسها قال : حيات على الصراط تلسعهم، فإذا لسعتهم قالوا : حس ، حس .
وأخرج عن ابن مردويه ، أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : لا يسمعون حسيسها قال : حيات على الصراط تقول : حس حس .
وأخرج ، ابن مردويه ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم : ابن زيد إن الذين سبقت لهم منا الحسنى قال : السعادة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد عن وابن جرير محمد بن حاطب قال : سئل علي عن هذه الآية : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى . [ ص: 392 ] قال : هو عثمان وأصحابه .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس لا يسمعون حسيسها يقول : لا يسمع أهل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منزلهم من الجنة .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر عن سفيان : وابن أبي حاتم لا يسمعون حسيسها قال : صوتها .
وأخرج عن ابن جرير عكرمة قالا : قال في سورة الأنبياء : والحسن البصري إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم إلى قوله : وهم فيها لا يسمعون ثم استثنى فقال : إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون فقد عبدت الملائكة من دون الله وعزير وعيسى .
وأخرج عن ابن جرير قال : يقول ناس من الناس : إن الله قال : الضحاك إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون يعني من الناس أجمعين وليس كذلك، إنما يعني من يعبد وهو لله مطيع، مثل عيسى وأمه، [ ص: 393 ] وعزير والملائكة ، واستثنى الله تعالى هؤلاء من الآلهة المعبودة التي هي ومن يعبدها في النار .
وأخرج في " صفة النار " ، عن ابن أبي الدنيا في قوله : ابن عباس لا يحزنهم الفزع الأكبر قال : إذا أطبقت جهنم على أهلها .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، من طريق وابن أبي حاتم العوفي، عن في قوله : ابن عباس لا يحزنهم الفزع الأكبر يعني النفخة الآخرة .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في قوله : سعيد بن جبير لا يحزنهم الفزع الأكبر قال : النار إذا أطبقت على أهلها .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن وابن جرير : الحسن لا يحزنهم الفزع الأكبر قال : إذا أطبقت النار عليهم، يعني : على الكفار .
[ ص: 394 ] وأخرج ، ابن جرير عن وابن أبي حاتم : الحسن لا يحزنهم الفزع الأكبر قال : انصراف العبد حين يؤمر به إلى النار .
وأخرج عن ابن جرير في قوله : ابن جريج لا يحزنهم الفزع الأكبر قال : حين تطبق جهنم ، وقال : حين ذبح الموت .
وأخرج ، البزار ، عن وابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي سعيد الخدري إن للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة، قد أمنوا من الفزع .
وأخرج عن الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة بشر المدلجين في الظلم بمنابر من نور يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزعون .
وأخرج في " الأوسط " عن الطبراني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي الدرداء . المتحابون في الله في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله على منابر من نور، يفزع الناس ولا يفزعون
[ ص: 395 ] وأخرج ، أحمد وحسنه ، عن والترمذي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر ثلاثة على كثبان المسك، لا يهولهم الفزع الأكبر يوم القيامة ؛ رجل أم قوما وهم به راضون، ورجل كان يؤذن في كل يوم وليلة، وعبد أدى حق الله وحق مواليه .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مجاهد وتتلقاهم الملائكة قال : تتلقاهم الملائكة- الذين كانوا قرناءهم في الدنيا- يوم القيامة، فيقولون : نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : ابن زيد هذا يومكم الذي كنتم توعدون قال : هذا قبل أن يدخلوا الجنة .