مكية
أخرج ابن الضريس ، والنحاس وابن مردويه في "الدلائل" عن والبيهقي قال : نزلت ابن عباس سورة "يس" بمكة .
وأخرج عن ابن مردويه قالت : نزلت سورة "يس" عائشة بمكة .
وأخرج ، الدارمي والترمذي ومحمد بن نصر في "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس ومن قرأ : "يس" كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات . وقلب القرآن "يس"، إن لكل شيء قلبا
وأخرج عن البزار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة إن لكل شيء قلبا، وقلب القرآن يس .
[ ص: 311 ] وأخرج الدارمي وأبو يعلى في "الأوسط"، والطبراني وابن مردويه في "شعب الإيمان" عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة من قرأ "يس" في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة .
وأخرج ، ابن حبان عن والضياء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جندب بن عبد الله من قرأ : "يس" في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له .
وأخرج عن الدارمي قال : من قرأ "يس" في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له . وقال : بلغني أنها تعدل القرآن كله . الحسن
وأخرج ، أحمد وأبو داود ، والنسائي وابن ماجه ومحمد بن نصر، ، وابن حبان ، والطبراني والحاكم في "شعب الإيمان" عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : معقل بن يسار، "يس قلب القرآن، لا يقرأها عبد يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرأوها على موتاكم .
[ ص: 312 ] وأخرج ، سعيد بن منصور عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حسان بن عطية "من قرأ "يس" فكأنما قرأ القرآن عشر مرات .
وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والخطيب عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي بكر الصديق سورة "يس" تدعى في التوراة المعمة؛ تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الدنيا والآخرة، وتدعى المدافعة القاضية؛ تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين وألف بركة، وألف رحمة، ونزعت عنه كل غل وداء، قال تفرد به البيهقي محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني، عن سليمان بن مرقاع الجندعي وهو منكر .
وأخرج من حديث الخطيب مثله . أنس،
[ ص: 313 ] وأخرج عن الخطيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي من سمع سورة "يس" عدلت له عشرين دينارا في سبيل الله، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف يقين، وألف نور، وألف بركة، وألف رحمة، وألف رزق، ونزعت منه كل غل وداء .
وأخرج ابن مردويه عن والبيهقي قال أبي عثمان النهدي من قرأ "يس" مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات . وقال أبو هريرة : أبو سعيد : من قرأ "يس" مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين . قال حدثت أنت بما سمعت وأحدث أنا بما سمعت . أبو هريرة :
وأخرج عن البزار قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن عباس لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي . يعني "يس" .
وأخرج ، الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن والخطيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس، من دام على قراءة "يس" كل ليلة ثم مات، مات شهيدا .
[ ص: 314 ] وأخرج عن الدارمي قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عطاء بن أبي رباح من قرأ "يس" في صدر النهار قضيت حوائجه .
وأخرج عن الدارمي قال : من قرأ "يس" حين يصبح أعطي يسر يومه حتى يمسي، ومن قرأها في صدر ليلة أعطي يسر ليلته حتى يصبح . ابن عباس
وأخرج في "ذكر الموت" ابن أبي الدنيا ، وابن مردويه عن والديلمي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي الدرداء ما من ميت يقرأ عنده "يس" إلا هون الله عليه .
وأخرج في "فضائل القرآن" أبو الشيخ ، من حديث والديلمي مثله . أبي ذر،
وأخرج ، ابن سعد في "مسنده" عن وأحمد قال : كانت المشيخة يقولون : إذا قرئت "يس" عند الميت خفف عنه بها . صفوان بن عمرو
وأخرج في "شعب الإيمان" عن البيهقي قال : من قرأ "يس" غفر له، ومن قرأها وهو جائع شبع، ومن قرأها وهو ضال هدي، ومن قرأها وله ضالة وجدها، ومن قرأها عند طعام خاف قلته كفاه، ومن قرأها عند ميت هون عليه، ومن قرأها عند امرأة عسر عليها ولدها يسر عليها، ومن قرأها فكأنما [ ص: 315 ] قرأ القرآن إحدى عشرة مرة، ولكل شيء قلب وقلب القرآن "يس" . قال أبي قلابة : هكذا نقل إلينا عن البيهقي وهو من كبار التابعين، ولا يقول ذلك إن صح عنه، إلا بلاغا . أبي قلابة
وأخرج ، الحاكم عن والبيهقي أبي جعفر محمد بن علي قال : من وجد في قلبه قسوة فليكتب : يس والقرآن الحكيم [يس : 1، 2 ] في جام بزعفران ثم يشربه .
وأخرج من طريق سعيد بن منصور عن رجل من أهل سماك بن حرب، المدينة، عمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، فقرأ ب ق والقرآن المجيد [ق : 1 ] و يس والقرآن الحكيم .
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عقبة بن عامر من قرأ "يس" فكأنما قرأ القرآن عشر مرات .
وأخرج عن ابن مردويه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس لكل شيء قلب وقلب القرآن "يس"، ومن قرأ "يس" فكأنما قرأ القرآن عشر مرات .
وأخرج من حديث ابن مردويه أبي هريرة مثله . وأنس،
وأخرج عن ابن سعد أنه كان يقرأ كل يوم جمعة على المنبر ب "يس" . [ ص: 316 ] وأخرج عمار بن ياسر، عن ابن الضريس قال : من قرأ "يس" إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح، أخبرنا من جرب ذلك قال : هي قلب القرآن . يحيى بن أبي كثير
وأخرج عن ابن الضريس جعفر قال : قرأ على رجل مجنون سورة "يس" فبرأ . سعيد بن جبير
وأخرج في "العظمة" عن أبو الشيخ محمد بن سهل المقرئ عن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمرو الدباغ، عن أبيه قال : سلكت طريقا فيه غول، فإذا امرأة عليها ثياب معصفرة على سرير وقناديل وهي تدعوني، فلما رأيت ذلك أخذت في قراءة "يس" فطفئت قناديلها، وهي تقول : يا عبد الله ما صنعت بي، يا عبد الله ما صنعت بي؟ فسلمت منها . قال المقرئ : فلا يصيبكم شيء من خوف أو مطالبة من سلطان أو عدو إلا قرأتم "يس" فإنه يدفع عنكم بها . .
وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "تاريخه" ، والطبراني وابن عساكر خريم بن فاتك قال : خرجت في طلب إبل لي، وكنا إذا نزلنا بواد قلنا : نعوذ بعزيز هذا الوادي . فتوسدت ناقة وقلت : أعوذ بعزيز هذا الوادي . فإذا هاتف يهتف بي وهو يقول : [ ص: 317 ]
ويحك عذ بالله ذي الجلال منزل الحرام والحلال ووحد الله ولا تبال
ما كيد ذي الجن من الأهوال إذ تذكر الله على الأميال
وفي سهول الأرض والجبال وصار كيد الجن في سفال
إلا التقى وصالح الأعمال
فقلت له :
يأيها القائل ما تقول أرشد عندك أم تضليل
هذا رسول الله ذي الخيرات جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات يأمر بالصلاة والزكاة
ويزجر الأقوام عن هنات قد كن في الأنام منكرات
فقلت له : من أنت؟ قال : أنا مالك بن مالك الجني بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جن نجد، قلت : أما لو كان لي من يؤدي إبلي هذه إلى أهلي، لأتيته حتى أسلم . قال : فأنا أؤديها . فركبت بعيرا منها، ثم قدمت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فلما رآني قال : ما فعل الرجل الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك؟ أما إنه قد أداها سالمة . عن
[ ص: 318 ] وأخرج في "الأوسط"، عن الطبراني قال : جابر بن سمرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح ب "يس" .
وأخرج ابن عدي والخليلي وأبو الفتوح عبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي في "الأربعين"، وأبو الشيخ ، والرافعي، والديلمي في "تاريخه" عن وابن النجار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي بكر الصديق من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة فقرأ عندهما "يس" غفر الله له بعدد كل حرف منها .
وأخرج في "الإبانة" وحسنه عن أبو نصر السجزي قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة إن في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله، يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفع صاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر، وهي سورة "يس" .
وأخرج الترمذي والطبراني وصححه، عن والحاكم قال : ابن عباس يا رسول الله، القرآن ينفلت من صدري . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع من علمته؟ قال : نعم بأبي أنت وأمي . قال : صل ليلة الجمعة أربع ركعات، تقرأ في الركعة الأولى ب"فاتحة الكتاب" و"يس"، وفي الثانية ب"فاتحة الكتاب" [ ص: 319 ] و"حم الدخان"، وفي الثالثة ب"فاتحة الكتاب" و"ألم تنزيل السجدة"، وفي الرابعة ب"فاتحة الكتاب" و"تبارك" المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري، وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يعينني على الخير غيرك، ولا يوفق له إلا أنت . فافعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله، وما أخطأ مؤمنا قط . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبع جمع، فأخبره بحفظه القرآن والحديث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم أبا حسن . علي بن أبي طالب : قال
قوله تعالى : يس والقرآن الحكيم الآيات .
أخرج من طرق عن ابن مردويه قال : ابن عباس يس محمد صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ قال : يا محمد .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وابن المنذر في "الدلائل" عن والبيهقي محمد بن [ ص: 320 ] الحنفية في قوله : يس قال : محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : يس، قال : يا ابن مسعود محمد .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر من طرق عن وابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس يس . قال : يا إنسان .
وأخرج عن عبد بن حميد الحسن وعكرمة مثله . والضحاك،
وأخرج ، ابن جرير عن وابن مردويه في قوله : ابن عباس يس قال : يا إنسان بالحبشية .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : يس، قال : يا رجل بلغة الحبشة . سعيد بن جبير
وأخرج عن ابن أبي حاتم أشهب قال : سألت أينبغي لأحد أن يتسمى ب "يس" فقال : ما أراه ينبغي؛ يقول الله : مالك بن أنس : يس والقرآن الحكيم يقول : هذا اسمي، تسميت به .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : الحسن يس والقرآن الحكيم . قال : يقسم الله بما يشاء ثم نزع بهذه الآية : سلام على إل ياسين [الصافات : 130] . كأنه يرى أنه سلم على رسوله .
[ ص: 321 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : يحيى بن أبي كثير يس والقرآن الحكيم . قال : يقسم بألف عالم إنك لمن المرسلين .
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : كعب الأحبار يس قال : هذا قسم أقسم به ربك قال : يا محمد؛ إنك لمن المرسلين قبل أن أخلق الخلق بألفي عام .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن المنذر في قوله : قتادة يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين قال : قسم كما تسمعون، إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم أي : على الإسلام، تنزيل العزيز الرحيم قال : هو القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي : ما أنذر الناس قبلهم .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن جريج لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال : قريش لم يأت العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتهم ولا آباءهم رسول قبله .
وأخرج عن ابن جرير : عكرمة لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال : قد أنذر آباؤهم . [ ص: 322 ] وأخرج عن ابن جرير : قتادة لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال : قال بعضهم : لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ما أنذر الناس من قبلهم . وقال بعضهم : لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي : هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : الضحاك لقد حق القول على أكثرهم قال : سبق في علمه .
وأخرج ابن مردويه في "الدلائل" عن وأبو نعيم قال : ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فيجهر بالقراءة، حتى تأذى به ناس من قريش، حتى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا هم عمي لا يبصرون، فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : ننشدك الله والرحم يا محمد قال : ولم يكن بطن من بطون قريش إلا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم، فنزلت يس والقرآن الحكيم . إلى قوله : أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال : فلم يؤمن من ذلك النفر أحد .
وأخرج عن ابن جرير قال : عكرمة قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا لأفعلن، ولأفعلن، فنزلت : إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا . إلى قوله : لا يبصرون فكانوا يقولون : هذا محمد فيقول : أين هو أين هو؟ لا يبصره .
[ ص: 323 ] وأخرج في "الدلائل" من طريق البيهقي الصغير، عن السدي عن الكلبي عن أبي صالح ابن عباس في قوله : وجعلنا من بين أيديهم سدا قال : كفار قريش غطاء، فأغشيناهم يقول : ألبسنا أبصارهم، فهم لا يبصرون النبي صلى الله عليه وسلم، فيؤذونه وذلك أن ناسا من بني مخزوم تواطئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة، فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي سمعوا قراءته فأرسلوا إليه الوليد ليقتله فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلي فيه، فجعل يسمع قراءته ولا يراه، فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك، فأتوه، فلما انتهوا إلى المكان الذي هو يصلي فيه سمعوا قراءته فيذهبون إلى الصوت فإذا الصوت من خلفهم فيذهبون إليه فيسمعونه أيضا من خلفهم، فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا، فذلك قوله : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا الآية .
وأخرج ، ابن إسحاق ، وابن المنذر وابن أبي حاتم في "الدلائل"، عن وأبو نعيم قال : محمد بن كعب القرظي اجتمع قريش، وفيهم أبو جهل، على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه : إن محمدا يزعم أنكم إن بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان لكم منه ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم نار [ ص: 324 ] تحرقون فيها! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال : نعم، أنا أقول ذلك وأنت أحدهم . وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات : يس والقرآن الحكيم إلى قوله : فأغشيناهم فهم لا يبصرون ، حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، فلم يبق رجل إلا وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال : ماذا ينتظر هؤلاء؟ قالوا : محمدا . قال : خيبكم الله قد خرج والله عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته فما ترون ما بكم؟ فوضع كل رجل منهم يده على رأسه وإذا عليه تراب، فقالوا : لقد كان صدقنا الذي حدثنا .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الأغلال ما بين الصدر إلى الذقن، ابن عباس فهم مقمحون كما تقمح الدابة باللجام .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، عن وابن المنذر ، أنه قرأ : (إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا) . ابن عباس
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس مقمحون . قال : مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن .
[ ص: 335 ] وأخرج عن الطستي أن ابن عباس نافع بن الأزرق سأله عن قوله : مقمحون قال المقمح : الشامخ بأنفه، المنكس برأسه، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :
ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح
وأخرج في "مساوئ الأخلاق" عن الخرائطي في قوله : الضحاك إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال : البخل، أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله، فهم لا يبصرون الهدى .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا قال : في بعض القراءات : " إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون " . قال : مغلولون عن كل خير .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير عن وابن أبي حاتم : مجاهد فهم مقمحون قال : رافعوا رؤوسهم وأيديهم موضوعة على أفواههم .
وأخرج عن عبد بن حميد أنه قرأ : (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن [ ص: 326 ] خلفهم سدا) برفع السين فيهما، عاصم فأغشيناهم بالغين .
وأخرج عن ابن مردويه في قوله : ابن عباس وجعلنا من بين أيديهم سدا الآية، قال : كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرونه .
وأخرج عن ابن مردويه ابن عباس في قوله : وجعلنا من بين أيديهم سدا الآية، قال : اجتمعت قريش بباب النبي صلى الله عليه وسلم ينتظرون خروجه ليؤذوه، فشق ذلك عليه، فأتاه جبريل بسورة "يس" وأمره بالخروج عليهم، فأخذ كفا من تراب، وخرج وهو يقرأها ويذر التراب على رؤوسهم، فما رأوه حتى جاز، فجعل أحدهم يلمس رأسه فيجد التراب، وجاء بعضهم فقال : ما يجلسكم؟ قالوا : ننتظر محمدا . فقال : لقد رأيته داخلا المسجد . قال : قوموا فقد سحركم .
وأخرج عن عبد بن حميد قال : مجاهد اجتمعت قريش فبعثوا عتبة بن ربيعة فقالوا : ائت هذا الرجل فقل له : إن قومك يقولون : إنك جئت بأمر عظيم، ولم يكن عليه آباؤنا، ولا يتبعك عليه أحد منا وإنك إنما صنعت هذا أنك ذو حاجة، فإن كنت تريد المال فإن قومك سيجمعون لك ويعطونك، فدع ما ترى [ ص: 327 ] وعليك بما كان عليه آباؤك فانطلق إليه عتبة فقال له الذي أمروه، فلما فرغ من قوله وسكت . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم فقرأ عليه من أولها حتى بلغ : فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود [فصلت : 1-13 ] فرجع عتبة فأخبرهم الخبر، وقال : لقد كلمني بكلام ما هو بشعر، ولا بسحر، وإنه لكلام عجيب، ما هو بكلام الناس . فوقعوا فيه، وقالوا : نذهب إليه بأجمعنا . فلما أرادوا ذلك طلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمد لهم حتى قام على رؤوسهم وقال : بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم . حتى بلغ : إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا . فضرب الله بأيديهم على أعناقهم، فجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا، فأخذ ترابا فجعله على رؤوسهم ثم انصرف عنهم ولا يدرون ما صنع بهم، فلما انصرف عنهم رأوا الذي صنع بهم، فعجبوا وقالوا : ما رأينا أحدا قط أسحر منه انظروا ما صنع بنا .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : السدي ائتمر ناس من قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم ليسطوا عليه فجاءوا يريدون ذلك، فجعل الله من بين أيديهم سدا . قال : ظلمة، ومن خلفهم سدا . قال : ظلمة، فأغشيناهم فهم لا يبصرون قال : فلم يبصروا النبي صلى الله عليه وسلم .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن وابن المنذر قال : عكرمة كان [ ص: 328 ] ناس من المشركين من قريش يقول بعضهم : لو قد رأيت محمدا لفعلت به كذا وكذا . ويقول بعضهم : لو قد رأيت محمدا لفعلت به كذا وكذا . فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم في حلقة في المسجد، فوقف عليهم فقرأ : يس والقرآن الحكيم . حتى بلغ : لا يبصرون . ثم أخذ ترابا فجعل يذره على رؤوسهم، فما يرفع رجل منهم إليه طرفه، ولا يتكلم كلمة ثم جاوز النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم : والله ما سمعنا، والله ما أبصرنا، والله ما عقلنا .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : مجاهد وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال : عن الحق، فهم يترددون، فأغشيناهم فهم لا يبصرون . قال : سكرت أبصارهم فلا يبصرون الحق من بين أيديهم ومن خلفهم .
وأخرج ، عبد بن حميد وابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال : ضلالات، فأغشيناهم فهم لا يبصرون هدى ولا ينتفعون به .
[ ص: 329 ] وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في الآية قال : جعل هذا السد بينهم وبين الإسلام والإيمان، فلم يخلصوا إليه . وقرأ : ابن زيد وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون من منعه الله لا يستطيع .
وأخرج عن عبد بن حميد أنه كان يقرأ : (من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا) بنصب السين . إبراهيم النخعي،
وأخرج عن عبد بن حميد أنه قرأ : (فأغشيناهم) . عكرمة
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في قوله : قتادة إنما تنذر من اتبع الذكر . قال : اتباع الذكر اتباع القرآن، وخشي الرحمن بالغيب . قال : خشي عذاب الله وناره، فبشره بمغفرة وأجر كريم . قال : الجنة .