قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله الآية .
أخرج عبد بن حميد، عن وابن جرير، في الآية قال : من استطاع منكم ألا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة إلا بالله فإن الخير ينسخ الشر وإن الشر ينسخ الخير فإنما ملاك الأعمال خواتيمها . قتادة
[ ص: 451 ] وأخرج عبد بن حميد في كتاب الصلاة، ومحمد بن نصر المروزي ، عن وابن أبي حاتم قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت أبي العالية أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فخافوا أن يبطل الذنب العمل . ولفظ فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالكم . عبد بن حميد :
وأخرج محمد بن نصر، وابن جرير، عن وابن مردويه، قال : كنا معشر أصحاب ابن عمر محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبول حتى نزلت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم فلما نزلت هذه الآية قلنا : ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا : الكبائر الموجبات والفواحش . فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا : قد هلك حتى نزلت هذه الآية إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك، وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجونا له .
[ ص: 452 ]