قوله تعالى : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
أخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه في «الأسماء والصفات» عن والبيهقي قال : أبي هريرة الأنصار - وفي رواية : فقال - : أنا يا رسول الله، فذهب به إلى أهله، فقال لامرأته : أكرمي ضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تدخرين شيئا، قالت : والله ما عندي إلا قوت الصبية، قال : فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة لضيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ففعلت، ثم غدا الضيف على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : «لقد عجب الله الليلة من فلان وفلانة» وأنزل الله فيهما : أبو طلحة الأنصاري ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . أتى رجل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله، أصابني الجهد، فأرسل إلى نسائه، فلم يجد عندهن شيئا، فقال : «ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله» فقال رجل من
[ ص: 370 ] وأخرج في «مسنده»، مسدد في كتاب «قري الضيف»، وابن أبي الدنيا ، عن وابن المنذر أبي المتوكل الناجي الأنصار يقال له : فقال لأهله : إني أجيء الليلة بضيف لي، فإذا وضعتم طعامكم، فليقم بعضكم إلى السراج كأنه يصلحه، فليطفئه، ثم اضربوا بأيديكم إلى الطعام كأنكم تأكلون، فلا تأكلوا حتى يشبع ضيفنا، فلما أمسى ذهب به فوضعوا طعامهم، فقامت امرأته إلى السراج كأنها تصلحه فأطفأته، ثم جعلوا يضربون أيديهم في الطعام كأنهم يأكلون ولا يأكلون، حتى شبع ضيفهم، وإنما كان طعامهم ذلك خبزة، هي قوتهم، فلما أصبح ثابت بن قيس، ثابت غدا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : «يا ثابت، لقد عجب الله البارحة منكم ومن صنيعكم» فنزلت فيه هذه الآية : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة . أن رجلا من المسلمين عبر صائما ثلاثة أيام، يمسي فلا يجد ما يفطر عليه، فيصبح صائما، حتى فطن له رجل من
وأخرج وصححه، الحاكم ، وابن مردويه في «شعب الإيمان»، عن والبيهقي قال : أهدي لرجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأس شاة فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث به إليهم، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات، حتى رجعت إلى الأول فنزلت [ ص: 371 ] ابن عمر ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم في قوله : مقاتل ولو كان بهم خصاصة قال : فاقة .