قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الآيات .
أخرج ، ابن أبي شيبة ، ومسلم ، والنسائي وابن ماجه، ، عن وابن مردويه قال : جرير مضر، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بهم من الجهد والعري والجوع تغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قام فدخل بيته، ثم راح إلى المسجد، فصلى الظهر، ثم صعد منبره، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال : «أما بعد - ذلكم - فإن الله أنزل في كتابه : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون تصدقوا قبل ألا تصدقوا، تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة، تصدق امرؤ من ديناره، تصدق امرؤ من درهمه، تصدق امرؤ من بره، من شعيره، من تمره، لا يحقرن شيئا من الصدقة، ولو بشق التمرة» فقام رجل من الأنصار بصرة في كفه، فناولها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على منبره، فعرف السرور في وجهه فقال : «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها لا ينقص من أوزارهم شيئا» فقام الناس [ ص: 395 ] فتفرقوا، فمن ذي دينار، ومن ذي درهم، ومن ذي طعام، ومن ذي، ومن ذي، فاجتمع، فقسمه بينهم . كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه قوم مجتابي النمار، متقلدي السيوف، ليس عليهم أزر ولا شيء غيرها، عامتهم من
وأخرج ، عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن وابن المنذر في قوله : قتادة ما قدمت لغد قال : يوم القيامة .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن المنذر نعيم بن محمد الرحبي قال : كان في خطبة واعلموا أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فإن استطعتم أن ينقضي الأجل وأنتم على حذر فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا الله، وإن أقواما جعلوا أعمالهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم، فقال : أبي بكر الصديق : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون أين من كنتم تعرفون من إخوانكم؟ قد انتهت عنهم أعمالهم، ووردوا على ما قدموا، أين الجبارون الأولون، الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط، قد صاروا تحت الصخر والآكام، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، استضيئوا منه ليوم الظلمة، واستنصحوا [ ص: 396 ] كتابه وتبيانه؛ فإن الله قد أثنى على قوم فقال : كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين [الأنبياء : 90] لا خير في قول لا يبتغى به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب غضبه حلمه، ولا خير في رجل يخاف في الله لومة لائم .