قوله تعالى : إن تبدوا الصدقات الآية .
أخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم : ابن عباس إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم : فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل على علانيتها سبعين ضعفا ، وجعل صدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفا ، وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها . [ ص: 312 ] وأخرج في " الشعب " بسند ضعيف، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء به عمل السر أفضل من العلانية، .
وأخرج عن البيهقي قال : كل شيء فرض الله عليك فالعلانية فيه أفضل . معاوية بن قرة
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : ابن عباس إن تبدوا الصدقات الآية . قال : كان هذا يعمل به قبل أن تنزل " براءة " ، فلما نزلت " براءة " بفرائض الصدقات وتفصيلها انتهت الصدقات إليها .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في الآية قال : كل مقبول إذا كانت النية صادقة، قتادة أفضل ، وذكر لنا أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار . وصدقة السر
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : ابن عباس إن تبدوا الصدقات فنعما هي قال : هذا منسوخ، وقوله : وفي أموالهم حق للسائل والمحروم قال : منسوخ نسخ كل صدقة في القرآن الآية التي في [ ص: 313 ] " التوبة " : إنما الصدقات للفقراء الآية .
وأخرج ، ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قال : قلت : يا رسول الله، أبي أمامة قال : " جهد مقل أو سر إلى فقير " . ثم تلا هذه الآية : أي الصدقة أفضل؟ إن تبدوا الصدقات فنعما هي الآية .
وأخرج ، الطيالسي ، وأحمد ، والبزار في " الأوسط " ، والطبراني في " الشعب " ، عن والبيهقي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر . " ألا أدلك عن كنز من كنوز الجنة؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : " لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فإنها كنز من كنوز الجنة " . قلت : فالصلاة يا رسول الله؟ قال : " خير موضوع، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر " . قلت : فالصوم يا رسول الله؟ قال : " فرض مجزئ " . قلت : فالصدقة يا رسول الله؟ قال : " أضعاف مضاعفة، وعند الله مزيد " . قلت : فأيها أفضل؟ قال : " جهد من مقل، وسر إلى فقير "
وأخرج أحمد في " الترغيب " عن والطبراني ، أبي أمامة قال : يا رسول الله، ما الصدقة؟ قال : " أضعاف مضاعفة، وعند الله المزيد " ثم قرأ : " [ ص: 314 ] أبا ذر من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " قيل : يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال : " سر إلى فقير، أو جهد من مقل " ثم قرأ : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي " الآية . أن
وأخرج ، أحمد ، والترمذي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في " الشعب " ، عن والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أنس، . " لما خلق الله الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت : يا رب، هل من خلقك شيء أشد من الجبال ؟ قال : نعم، الحديد . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم، النار . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم، الماء . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الماء ؟ قال : نعم، الريح . قالت : فهل من خلقك شيء أشد من الريح ؟ قال : نعم، ابن آدم، يتصدق بيمينه فيخفيها من شماله "
وأخرج ، البخاري ، ومسلم ، عن والنسائي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي هريرة . " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛ إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق [ ص: 315 ] يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
وأخرج عن الطبراني معاوية بن حيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . " إن صدقة السر تطفئ غضب الرب "
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة . " صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر "
وأخرج في " الأوسط " عن الطبراني قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم سلمة . صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف "
وأخرج في كتاب " قضاء الحوائج " ، ابن أبي الدنيا في " الشعب " ، والبيهقي والأصبهاني في " الترغيب " ، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي سعيد الخدري، . " صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر [ ص: 316 ] وفعل المعروف يقي مصارع السوء "
وأخرج في " الزهد " ، عن أحمد قال : كان رجل في قوم سالم بن أبي الجعد صالح عليه السلام قد آذاهم . فقالوا : يا نبي الله، ادع الله عليه . فقال : اذهبوا ، فقد كفيتموه ، وكان يخرج كل يوم فيحتطب ، فخرج يومئذ ومعه رغيفان، فأكل أحدهما وتصدق بالآخر ، فاحتطب ثم جاء بحطبه سالما ، فجاءوا إلى صالح فقالوا : قد جاء بحطبه سالما لم يصبه شيء . فدعاه صالح ، فقال : أي شيء صنعت اليوم ؟ فقال : خرجت ومعي قرصان تصدقت بأحدهما وأكلت الآخر . فقال صالح : حل حطبك . فحله فإذا فيه أسود مثل الجذع ، عاض على جذل من الحطب فقال : بها دفع عنه . يعني : بالصدقة .
وأخرج عن أحمد قال : خرجت امرأة وكان معها صبي لها ، فجاء الذئب فاختلسه منها ، فخرجت في أثره وكان معها رغيف، فعرض لها سائل فأعطته الرغيف، فجاء الذئب بصبيها فرده عليها . سالم بن أبي الجعد
وأخرج ، أبو داود وصححه، والترمذي ، والنسائي ، وابن خزيمة ، وابن حبان وصححه عن والحاكم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر . " ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين يحبهم الله ؛ فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة فتخلف رجل من أعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا [ ص: 317 ] الله والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم نزلوا فوضعوا رءوسهم فقام رجل يتملقني ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا، فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له ، وثلاثة يبغضهم الله ؛ الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني الظلوم "
وأخرج ، ابن أبي الدنيا في " الشعب " ، عن والبيهقي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عائشة " قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير، والتسبيح أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار " .
وأخرج ، عن ابن ماجه قال : جابر بن عبد الله . " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أيها الناس، توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا "
وأخرج ، عن أبو يعلى جابر لكعب بن عجرة : " يا الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ [ ص: 318 ] الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، يا كعب بن عجرة، الناس غاديان ؛ فبائع نفسه فموبق رقبته ومبتاع نفسه في عتق رقبته " كعب بن عجرة، . أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
وأخرج عن ابن حبان، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت، النار أولى به، يا كعب بن عجرة، الناس غاديان ؛ فغاد في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد موبقها ، يا كعب بن عجرة، الصلاة قربان ، والصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا " كعب بن عجرة، . " يا
وأخرج ، أحمد ، وابن خزيمة ، وابن حبان وصححه، والحاكم في " الشعب " عن والبيهقي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عقبة بن عامر . " كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس "
وأخرج ابن خزيمة، وصححه، عن والحاكم قال : ذكر لي أن الأعمال تباهي ؛ فتقول الصدقة : أنا أفضلكم . عمر
وأخرج ، أحمد ، والبزار وابن خزيمة، ، والطبراني وصححه، والحاكم ، عن والبيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بريدة . " ما يخرج رجل بشيء من [ ص: 319 ] الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطانا "
وأخرج ، الطبراني في " الشعب " ، عن والبيهقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عقبة بن عامر، . " إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته "
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . " باكروا بالصدقة ؛ فإن البلاء لا يتخطى الصدقة "
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . تصدقوا فإن [ ص: 320 ] الصدقة فكاككم من النار
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي بن أبي طالب . " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها "
وأخرج الطبراني ميمونة بنت سعد أنها قالت : يا رسول الله، أفتنا عن الصدقة . قال : إنها فكاك من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله . عن
وأخرج وحسنه ، الترمذي عن وابن حبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . " إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء "
وأخرج عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رافع بن خديج . " الصدقة تسد سبعين بابا من السوء "
وأخرج عن الطبراني عمرو بن عوف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة السوء ويذهب الله بها الكبر والفخر " .
وأخرج ، ابن أبي شيبة عن والبيهقي قال : ما خرجت صدقة حتى يفك عنها لحيا سبعين شيطانا، كلهم ينهى عنها . أبي ذر
وأخرج في " البر " ، ابن المبارك والأصبهاني في " الترغيب " ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس " إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء " .
وأخرج في " الأوسط " ، الطبراني ، عن والحاكم قال : قال [ ص: 321 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . " إن الله ليدخل باللقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين ثلاثة الجنة ؛ رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناول المسكين " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي لم ينس خدمنا "
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، عن ومسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عدي بن حاتم . " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج ، عن أحمد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود . " ليتق أحدكم وجهه من النار ولو بشق تمرة "
وأخرج عن أحمد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة اشتري نفسك من النار ولو بشق تمرة ؛ فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان " عائشة، . " يا
وأخرج ، البزار عن وأبو يعلى، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول : أبي بكر الصديق . " اتقوا النار ولو بشق تمرة ؛ فإنها تقيم العوج وتدفع ميتة [ ص: 322 ] السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان "
وأخرج عن ابن حبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي ذر " تعبد عابد من بني إسرائيل، فعبد الله في صومعته ستين عاما، فأمطرت الأرض فاخضرت، فأشرف الراهب من صومعته فقال : لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها ثم أغمي عليه، فنزل الغدير يستحم، فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين أو الرغيف، ثم مات، فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية، فرجحت الزنية بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت حسناته فغفر له " .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن والبيهقي ، أن راهبا عبد الله في صومعته ستين سنة ، فجاءت امرأة فنزلت إلى جنبه فنزل إليها فواقعها ست ليال ثم سقط في يده فهرب ، فأتى مسجدا فأوى فيه ثلاثا لا يطعم شيئا ، فأتي برغيف فكسره فأعطى رجلا عن يمينه نصفه وأعطى آخر عن يساره نصفه، فبعث الله إليه ملك الموت فقبض روحه، فوضعت الستون في كفة ، ووضعت [ ص: 323 ] الستة في كفة فرجحت الستة، ثم وضع الرغيف فرجح . ابن مسعود
وأخرج عن ابن أبي شيبة ، نحوه . أبي موسى الأشعري
وأخرج عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له : البيهقي خصفة بن خصفة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هل تدرون ما الشديد؟ " قلنا : الرجل يصرع الرجل . قال : " إن الشديد كل الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب . تدرون ما الرقوب؟ " قلنا : الرجل لا يولد له . قال : " إن الرقوب الرجل الذي له الولد لم يقدم منهم شيئا " . ثم قال : " تدرون ما الصعلوك ؟ " قلنا : الرجل لا مال له . قال : " الصعلوك كل الصعلوك الذي له المال لم يقدم منه شيئا " .
وأخرج البزار ، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس . " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج ، البزار ، عن والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 324 ] النعمان بن بشير، . " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج ، البزار عن والطبراني ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
وأخرج ، البزار في " شعب الإيمان " ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أبي هريرة " يا اشتري نفسك من الله لا أغني عنك من الله شيئا ولو بشق تمرة ، يا عائشة، لا يرجعن من عندك سائل ولو بظلف محرق " عائشة .
وأخرج ، عن مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أبي ذر، . " يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "
وأخرج ، البزار عن وأبو يعلى، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عباس " على كل ميسم من الإنسان صدقة كل يوم " . فقال بعض القوم : إن هذا لشديد يا [ ص: 325 ] رسول الله، ومن يطيق هذا ؟! قال : " أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وإن حملك على الضعيف صدقة، وإن كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة " .
وأخرج ، عن الطبراني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ابن عباس " إن ابن آدم ستون وثلاثمائة مفصل، عن كل واحد منها في كل يوم صدقة، فالكلمة يتكلم بها الرجل صدقة وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، والشربة من الماء تسقى صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة " .
وأخرج ، البزار في " الأوسط " ، عن والطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن عمر . " إن تبسمك في وجه أخيك يكتب لك به صدقة، وإن إفراغك من دلو أخيك يكتب لك به صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق يكتب لك به صدقة، وإرشادك للضال يكتب لك به صدقة "
وأخرج عن البزار قال : أبي جحيفة قيس مجتابي النمار متقلدي السيوف، فساءه ما رأى من حالهم، فصلى ثم دخل [ ص: 326 ] بيته، ثم خرج فصلى وجلس في مجلسه، فأمر بالصدقة أو حض عليها فقال : " تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من صاع بره، تصدق رجل من صاع تمره " . فجاء رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ، ثم تتابع الناس حتى رأى كومين من ثياب وطعام ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تهلل كأنه مذهبة . دهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من
وأخرج ، عن البزار كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده، علبة بن زيد فقال : ما عندي إلا عرضي، وإني أشهدك يا رسول الله أني تصدقت بعرضي على من ظلمني ثم جلس . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت المتصدق بعرضك، قد قبل الله منك " . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث يوما على الصدقة، فقام
وأخرج عن البزار علبة بن زيد قال : علبة فقال : يا رسول الله، حثثت على الصدقة وما عندي إلا عرضي، فقد تصدقت به على من ظلمني، فأعرض عني، فلما كان في اليوم الثاني قال : " أين علبة بن زيد؟ - أو أين المتصدق بعرضه؟ - فإن الله تعالى قد قبل منه " . حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على [ ص: 327 ] الصدقة، فقام
وأخرج ، أحمد في " فضل العلم " ، وأبو نعيم ، والبيهقي أنه قال : يا رسول الله، من أين نتصدق وليس لنا أموال؟ قال : " إن من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوك عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعك زوجتك أجر " . قال أبو ذر : كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرأيت لو كان لك ولد فأدرك فرجوت أجره فمات، أكنت تحتسب به ؟ " قلت : نعم . قال : " فأنت خلقته؟ " قلت : بل الله خلقه . قال : " فأنت هديته؟ " قلت : بل الله هداه . قال : " فأنت كنت [ ص: 328 ] ترزقه؟ " قلت : بل الله كان يرزقه . قال : " فكذلك، فضعه في حلاله، وجنبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر " أبي ذر . عن
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، عن والنسائي حارثة بن وهب الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " تصدقوا، فإنه يوشك أن يخرج الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها "
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة أبي سلمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " ما نقصت صدقة من مال قط، فتصدقوا "
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قالت : عائشة . أهديت لنا شاة مشوية فقسمتها كلها إلا كتفها، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له . فقال : " كلها لكم إلا كتفها "
وأخرج ، ابن أبي حاتم ، وابن مردويه والأصبهاني في " الترغيب " ، ، عن وابن عساكر قال : الشعبي نزلت هذه الآية : إن تبدوا الصدقات فنعما هي إلى آخر الآية، في أبي بكر جاء وعمر، بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رءوس الناس، وجاء عمر بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه . [ ص: 329 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت لأهلك؟ " قال : عدة الله وعدة رسوله ، فقال أبو بكر عمر : ما سبقناك إلى باب خير قط إلا سبقتنا إليه لأبي بكر .
وأخرج ، أبو داود ، والترمذي وصححاه، عن والحاكم قال : عمر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أبقيت لأهلك؟ " قلت : مثله . وأتى أبا بكر يحمل ما عنده . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أبقيت لأهلك؟ " قال : أبقيت لهم الله ورسوله . فقلت : لا أسابقك إلى شيء أبدا . أبو بكر أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي فقلت : اليوم أسبق
وأخرج عن ابن جرير قال : إنما أنزلت هذه الآية : يزيد بن أبي حبيب إن تبدوا الصدقات فنعما هي في الصدقة على اليهود والنصارى .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم أنه قرأ : ( وتكفر عنكم من سيئاتكم ) وقال : الصدقة هي التي تكفر . [ ص: 330 ] وأخرج ابن عباس ابن أبي داود في " المصاحف " ، عن قال : في قراءة الأعمش " خير لكم يكفر " بغير واو . ابن مسعود