[ ص: 383 ] قوله تعالى وإن كان ذو عسرة   الآية . 
أخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، من طريق  مجاهد  ، عن  ابن عباس  في قوله : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة  قال : نزلت في الربا  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، من طريق العوفي،  عن  ابن عباس   : وإن كان ذو عسرة فنظرة  قال : إنما أمر في الربا أن ينظر المعسر، وليست النظرة في الأمانة ولكن تؤدى الأمانة إلى أهلها . 
وأخرج  ابن المنذر  ، من طريق  عطاء،  عن  ابن عباس   : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة   : هذا في شأن الربا ، وأن تصدقوا  بها للمعسر فتتركوها له  . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وسعيد بن منصور  ،  وعبد بن حميد  ،  والنحاس  في " ناسخه " ،  وابن جرير  ، عن  ابن سيرين،  أن رجلين اختصما إلى  شريح  في حق . فقضى عليه  شريح  وأمر بحبسه . فقال رجل عنده : إنه معسر، والله تعالى يقول : وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة  قال : إنما ذلك في الربا، إن الربا كان في هذا الحي من الأنصار ، فأنزل الله :  [ ص: 384 ] وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة  ، وقال : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، من طريق علي  ، عن  ابن عباس   : وإن كان ذو عسرة  يعني : المطلوب . 
وأخرج  ابن جرير  عن  السدي   : وإن كان ذو عسرة فنظرة  برأس المال إلى ميسرة  يقول : إلى غنى ، وأن تصدقوا برءوس أموالكم على الفقير فهو خير لكم ، فتصدق به  العباس   . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ، عن  الضحاك  في الآية قال : من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة ، وكذلك كل دين على المسلم فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ، ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه ، وأن تصدقوا برءوس أموالكم - يعني على المعسر - خير لكم من نظرة إلى ميسرة ، فاختار الله الصدقة على النظارة . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  عن  سعيد بن جبير   : وأن تصدقوا خير لكم  يعني : من تصدق بدين له على معدم  فهو أعظم لأجره ، ومن لم يتصدق عليه لم يأثم، ومن حبس معسرا في السجن  فهو آثم ؛ لقوله : فنظرة إلى ميسرة   .  [ ص: 385 ] ومن كان عنده ما يستطيع أن يؤدي عن دينه فلم يفعل كتب ظالما . 
وأخرج  أحمد  ،  وعبد بن حميد  في " مسنده " ،  ومسلم  ،  وابن ماجه  ، عن  أبي اليسر،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "  . 
وأخرج  أحمد  ،  والبخاري  ،  ومسلم  ، عن  حذيفة  أن رجلا أتى به الله عز وجل فقال : ماذا عملت في الدنيا ؟ فقال له الرجل : ما عملت مثقال ذرة من خير . فقال له ثلاثا . وقال في الثالثة : إني كنت أعطيتني فضلا من المال في الدنيا فكنت أبايع الناس ، فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر . فقال تبارك وتعالى : نحن أولى بذلك منك ، تجاوزوا عن عبدي . فغفر له . 
وأخرج  أحمد  عن  عمران بن حصين  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له على رجل حق فأخره كان له بكل يوم صدقة "  . 
وأخرج  أحمد  ،  وابن أبي الدنيا  في كتاب " اصطناع المعروف " ، عن  ابن عمر  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أراد أن تستجاب دعوته، وأن تكشف  [ ص: 386 ] كربته فليفرج عن معسر "  . 
وأخرج  الطبراني  عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أنظر معسرا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته "  . 
وأخرج  أحمد  ،  وابن ماجه  ،  والحاكم  وصححه،  والبيهقي  في " شعب الإيمان " ، عن  بريدة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أنظر معسرا كان له بكل يوم مثله صدقة " . قال : ثم سمعته يقول : " من أنظر معسرا  فله بكل يوم مثليه صدقة " . فقلت : يا رسول الله، إني سمعتك تقول : " فله بكل يوم مثله صدقة " ، وقلت الآن : " فله بكل يوم مثليه صدقة " . فقال : " إنه ما لم يحل الدين فله بكل يوم مثله صدقة، وإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة "  . 
وأخرج  أبو الشيخ  في " الثواب " ،  وأبو نعيم  في " الحلية " ،  والبيهقي  في " الشعب " ،  والطستي  في " الترغيب " ،  وابن لال  في " مكارم الأخلاق " ، عن  أبي بكر الصديق  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أحب أن يسمع الله دعوته ، ويفرج كربته في الدنيا والآخرة فلينظر معسرا ، أو ليدع له ، ومن سره أن يظله الله من فور جهنم يوم القيامة ويجعله في ظله فلا يكونن على  [ ص: 387 ] المؤمنين غليظا، وليكن بهم رحيما "  . 
وأخرج  مسلم  عن  أبي قتادة   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه "  . 
وأخرج  أحمد  ،  والدارمي  ،  والبيهقي  في " الشعب " ، عن  أبي قتادة   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة "  . 
وأخرج  الترمذي  وصححه،  والبيهقي  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله "  . 
وأخرج  عبد الله بن أحمد  في " زوائد المسند " ، عن  عثمان بن عفان   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " أظل الله عبدا في ظله يوم لا ظل إلا ظله من أنظر معسرا أو ترك لغارم "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الأوسط " ، عن  شداد بن أوس   : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  [ ص: 388 ] يقول :  " من أنظر معسرا أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الأوسط " ، عن  أبي قتادة  ،  وجابر بن عبد الله  ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة وأن يظله تحت عرشه فلينظر معسرا "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الأوسط " ، عن  عائشة  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " من أنظر معسرا أظله الله في ظله يوم القيامة "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الأوسط " ، عن  كعب بن عجرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أنظر معسرا أو يسر عليه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الكبير " ، عن  أبي الدرداء،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم القيامة "  . 
وأخرج  الطبراني  عن  أسعد بن زرارة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه "  [ ص: 389 ] وأخرج  الطبراني  عن  أبي اليسر،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر معسرا حتى يجد شيئا، أو تصدق عليه بما يطلبه يقول : ما لي عليك صدقة ابتغاء وجه الله . ويخرق صحيفته "  . 
وأخرج  أحمد  ،  وابن أبي الدنيا  في كتاب " اصطناع المعروف " ، عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم "  . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  ومسلم  ،  وأبو داود  ،  والترمذي  ،  والنسائي  ،  وابن ماجه  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "  . 
وأخرج  البخاري  ،  ومسلم  ،  والنسائي  ، عن  أبي هريرة  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  " إن رجلا لم يعمل خيرا قط ، وكان يداين الناس ، وكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا . فلقي الله فتجاوز عنه "  .  [ ص: 390 ] وأخرج  مسلم  ،  والترمذي  ، عن  أبي مسعود البدري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا ، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر . قال الله : نحن أحق بذلك منه . تجاوزوا عنه "  . 
				
						
						
