قوله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب   الآيات . 
أخرج  ابن إسحاق  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله، فقال له النعمان بن عمرو  والحارث بن زيد   : على أي دين أنت يا محمد؟  قال : " على ملة إبراهيم  ودينه " . قالا : فإن إبراهيم  كان يهوديا . فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهلما إلى التوراة فهي بيننا وبينكم " . فأبيا عليه، فأنزل الله : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم  إلى قوله : وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   . 
 [ ص: 495 ] وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  في قوله : ألم تر إلى الذين أوتوا  الآية . قال : هم اليهود، دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم، وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة، ثم تولوا عنه وهم معرضون . 
وأخرج  ابن جرير  عن  ابن جريج  في الآية قال : كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق وفي الحدود، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام فيتولون عن ذلك . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن أبي مالك  في قوله : نصيبا   . قال : حظا من الكتاب   . قال : التوراة . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  مجاهد   : قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات    . قال : يعنون الأيام التي خلق الله فيها آدم   . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  عن  قتادة   : وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   : حين قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  عن  مجاهد   : وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون   . قال : غرهم قولهم : لن تمسنا النار إلا أياما  [ ص: 496 ] معدودات   . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  سعيد بن جبير  في قوله : ووفيت    . يعني : توفى، كل نفس  بر أو فاجر، ما كسبت   : ما عملت من خير أو شر، وهم لا يظلمون  يعني : من أعمالهم . 
				
						
						
