قوله تعالى : لا يتخذ المؤمنون   الآية . 
28  [ ص: 505 ] أخرج  ابن إسحاق  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  قال : كان الحجاج بن عمرو  حليف كعب بن الأشرف  ، وابن أبي الحقيق،  وقيس بن زيد  قد بطنوا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر   وعبد الله بن جبير   وسعد بن خيثمة  لأولئك النفر : اجتنبوا هؤلاء النفر من اليهود واحذروا مباطنتهم، لا يفتنوكم عن دينكم . فأبى أولئك النفر، فأنزل الله فيهم : لا يتخذ المؤمنون الكافرين   . إلى قوله : والله على كل شيء قدير   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، من طريق علي  ، عن  ابن عباس  قال : نهى الله المؤمنين أن يلاطفوا الكفار ويتخذوهم وليجة من دون المؤمنين، إلا أن يكون الكفار عليهم ظاهرين، فيظهرون لهم اللطف ويخالفونهم في الدين ، وذلك قوله : إلا أن تتقوا منهم تقاة   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  السدي   : ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء   : فقد برئ الله منه  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، من طريق العوفي،  عن  ابن عباس  في قوله : إلا أن تتقوا منهم تقاة   : فالتقية باللسان، من حمل على أمر  [ ص: 506 ] يتكلم به وهو معصية لله، فيتكلم به مخافة الناس وقلبه مطمئن بالإيمان، فإن ذلك لا يضره، إنما التقية باللسان . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  والحاكم  وصححه،  والبيهقي  في " سننه " ، من طريق  عطاء،  عن  ابن عباس   : إلا أن تتقوا منهم تقاة   . قال : التقاة التكلم باللسان والقلب مطمئن بالإيمان، ولا يبسط يده فيقتل، ولا إلى إثم، فإنه لا عذر له . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  مجاهد   : إلا أن تتقوا منهم تقاة   . قال : إلا مصانعة في الدنيا ومخالقة . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  أبي العالية  في الآية قال : التقية باللسان وليس بالعمل . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  قتادة  إلا أن تتقوا منهم تقاة   . قال : إلا أن يكون بينك وبينه قرابة، فتصله لذلك . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  الحسن  قال : التقية جائزة إلى يوم القيامة . 
 [ ص: 507 ] وأخرج  عبد بن حميد  عن  أبي رجاء،  أنه كان يقرأ : " إلا أن تتقوا منهم تقية " . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  قتادة  ، أنه كان يقرؤها : " إلا أن تتقوا منه تقية " بالياء . 
وأخرج  عبد بن حميد  ، من طريق  أبي بكر بن عياش،  عن  عاصم   : إلا أن تتقوا منهم تقاة  بالألف ورفع التاء . 
				
						
						
