قوله تعالى : يوم تبيض وجوه   الآية . 
أخرج  أحمد  ،  والترمذي  ،  وابن ماجه  ،  والطبراني  ،  وابن المنذر  ، عن أبي غالب  قال : رأى  أبو أمامة  رءوس الأزارقة منصوبة على درج مسجد دمشق،  فقال  أبو أمامة   : " كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قتلوه " . ثم قرأ : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه  الآية . قلت لأبي أمامة   : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا - حتى عد سبعا - ما حدثتكموه . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ،  واللالكائي  في " السنة " ، وأبو نصر  في " الإبانة " ،  والخطيب  في " تاريخه " ، عن  ابن عباس  في هذه الآية قال : تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدع والضلالة . 
 [ ص: 722 ] وأخرج  الخطيب  في " رواة  مالك   " ،  والديلمي  ، عن  ابن عمر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه   . قال : تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدع . 
وأخرج  أبو نصر السجزي  في " الإبانة " عن  أبي سعيد الخدري،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ : " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه   " . قال : " تبيض وجوه أهل الجماعات والسنة، وتسود وجوه أهل البدع والأهواء "  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  أبي بن كعب  في الآية قال : 
صاروا فرقتين يوم القيامة، يقال لمن اسود وجهه : أكفرتم بعد إيمانكم   . فهو الإيمان الذي كان في صلب آدم، حيث كانوا أمة واحدة، وأما الذين ابيضت وجوههم فهم الذين استقاموا على إيمانهم وأخلصوا له الدين، فبيض الله وجوههم، وأدخلهم في رضوانه وجنته . 
وأخرج  الفريابي  ،  وابن المنذر  ، عن  عكرمة  في الآية قال : هم من أهل الكتاب، كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين بمحمد،  فلما بعثه الله كفروا ، فذلك قوله : أكفرتم بعد إيمانكم   . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  أبي أمامة  في قوله :  [ ص: 723 ] فأما الذين اسودت وجوههم   . قال : هم الخوارج   . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ، في الآية، عن  قتادة  قال : لقد كفر أقوام بعد إيمانهم كما تسمعون، فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل طاعة الله والوفاء بعهد الله  . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  الحسن  في قوله : فأما الذين اسودت وجوههم   . قال : هم المنافقون ؛ كانوا أعطوا كلمة الإيمان بألسنتهم، وأنكروها بقلوبهم وأعمالهم . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  الضحاك  في قوله : وتسود وجوه   . قال : هم اليهود . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ، عن  الشعبي  في قوله : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه   . قال : هذا لأهل القبلة . 
وأخرج  ابن المنذر  عن  السدي   : يوم تبيض وجوه وتسود وجوه   . قال : بالأعمال والأحداث . 
 [ ص: 724 ] وأخرج  ابن أبي حاتم  ، بسند فيه من لا يعرف عن  عائشة  قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تأتي عليك ساعة لا تملك فيها لأحد شفاعة؟ قال : " نعم، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، حتى أنظر ما يفعل بي " . أو قال : " بوجهي "  . 
وأخرج  الطبراني  في " الأوسط " بسند ضعيف عن  ابن عباس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه "  . 
وأخرج  أبو نعيم  عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة "  . 
وأخرج  الطبراني  ، عن  أبي الدرداء،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  " ليس من عبد يقول : لا إله إلا الله، مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر "  . 
وأخرج  عبد بن حميد  عن  يحيى بن وثاب،  أنه قرأ كل شيء في القرآن : " وإلى الله ترجع الأمور " بنصب التاء وكسر الجيم . 
				
						
						
