أخرج ، ابن إسحاق ، وابن جرير في "الدلائل" عن والبيهقي عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمراء الأسد وقد أجمع بالرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا : رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم، فبلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في أصحابه يطلبهم، فثنى ذلك أبو سفيان وأصحابه، ومر ركب من أبا سفيان عبد القيس، فقال لهم : بلغوا أبو سفيان محمدا أنا قد أجمعنا الرجعة إلى أصحابه لنستأصلهم، فلما مر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد أخبروه بالذي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه : «حسبنا الله ونعم الوكيل» فأنزل الله : في ذلك : أبو سفيان الذين استجابوا لله والرسول الآيات .
[ ص: 137 ] وأخرج في "مغازيه"، موسى بن عقبة في "الدلائل" عن والبيهقي قال : ابن شهاب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر المسلمين لموعد أبي سفيان بدرا، فاحتمل الشيطان أولياءه من الناس فمشوا في الناس يخوفونهم وقالوا : قد أخبرنا أن قد جمعوا لكم من الناس مثل الليل يرجون أن يواقعوكم فينتهبوكم، فالحذر الحذر، فعصم الله المسلمين من تخويف الشيطان فاستجابوا لله وللرسول وخرجوا ببضائع لهم، وقالوا : إن لقينا فهو الذي خرجنا له، وإن لم نلقه ابتعنا بضائعنا . فكان أبا سفيان بدر متجرا يوافى كل عام، فانطلقوا حتى أتوا موسم بدر، فقضوا منه حاجتهم، وأخلف الموعد فلم يخرج هو ولا أصحابه، ومر عليهم أبو سفيان ابن حمام فقال : من هؤلاء؟ قالوا : رسول الله وأصحابه ينتظرون ومن معه من أبا سفيان قريش . فقدم على قريش فأخبرهم، فأرعب ورجع إلى أبو سفيان مكة، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بنعمة من الله وفضل، فكانت تلك الغزوة تدعى غزوة جيش السويق، وكانت في شعبان سنة ثلاث .
وأخرج ، من طريق ابن جرير العوفي ، عن قال : ابن عباس إن الله قذف في قلب الرعب يوم أبي سفيان أحد بعد الذي كان منه، فرجع إلى مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن قد أصاب منكم طرفا، وقد رجع، وقذف الله في قلبه الرعب» وكانت وقعة أحد في شوال، وكان التجار يقدمون أبا سفيان المدينة في ذي [ ص: 138 ] القعدة، فينزلون ببدر الصغرى في كل سنة مرة، وإنهم قدموا بعد وقعة أحد، وكان أصاب المؤمنين القرح، واشتكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم واشتد عليهم الذي أصابهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس لينطلقوا معه وقال : «إنما ترتحلون الآن فيأتون الحج ولا يقدرون على مثلها حتى عام مقبل» فجاء الشيطان فخوف أولياءه فقال : إن الناس قد جمعوا لكم، فأبى عليه الناس أن يتبعوه، فقال : «إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد» فانتدب معه أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، والزبير، وسعد، وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، في سبعين رجلا فساروا في طلب وأبو عبيدة بن الجراح، فطلبوه حتى بلغوا الصفراء، فأنزل الله : أبي سفيان الذين استجابوا لله والرسول الآية .
وأخرج النسائي، ، وابن أبي حاتم ، بسند صحيح، من طريق والطبراني عن عكرمة قال : ابن عباس لما رجع المشركون عن أحد قالوا : لا محمدا قتلتم ولا الكواعب أردفتم، بئسما صنعتم ارجعوا . فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فندب المسلمين فانتدبوا، حتى بلغ حمراء الأسد، أو بئر أبي عنبة- [ ص: 139 ] شك فقال المشركون : نرجع قابل، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت تعد غزوة، فأنزل الله : سفيان- الذين استجابوا لله والرسول الآية، وقد كان قال للنبي صلى الله عليه وسلم : موعدك موسم أبو سفيان بدر حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة القتال والتجارة، فأتوه فلم يجدوا به أحدا وتسوقوا، فأنزل الله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن أبي حاتم قال : عكرمة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر الصغرى، وبهم الكلوم، خرجوا لموعد فمر بهم أعرابي ثم مر أبي سفيان، وأصحابه وهو يقول : بأبي سفيان
ونفرت من رفقتي محمد وعجوة منثورة كالعنجد
فتلقاه فقال : ويلك ما تقول؟ فقال : أبو سفيان محمد وأصحابه تركتهم ببدر الصغرى . فقال : يقولون ويصدقون، ونقول ولا نصدق، وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الأعراب، وانقلبوا . قال أبو سفيان ففيهم أنزلت هذه الآية : عكرمة : الذين استجابوا لله والرسول إلى قوله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل الآية .
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : الحسن إن وأصحابه أصابوا من [ ص: 140 ] المسلمين ما أصابوا ورجعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أبا سفيان قد رجع وقد قذف الله في قلبه الرعب، فمن ينتدب في طلبه؟» فقام النبي صلى الله عليه وسلم، أبا سفيان وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبعوهم، فبلغ وعلي، أن النبي صلى الله عليه وسلم يطلبه فلقي عيرا من التجار فقال : ردوا أبا سفيان محمدا ولكم من الجعل كذا وكذا، وأخبروهم أني قد جمعت لهم جموعا وأني راجع إليهم، فجاء التجار فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حسبنا الله ونعم الوكيل» فأنزل الله : الذين استجابوا لله والرسول الآية .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن المنذر قال : ابن جريج أخبرت أن لما راح هو وأصحابه يوم أبا سفيان أحد منقلبين قال المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم : إنهم عامدون إلى المدينة يا رسول الله، فقال : «إن ركبوا الخيل وتركوا الأثقال فهم عامدوها، وإن جلسوا على الأثقال وتركوا الخيل فقد أرعبهم الله فليسوا بعامديها» فركبوا الأثقال، ثم ندب ناسا يتبعونهم ليروا أن بهم قوة فأتبعوهم ليلتين أو ثلاثا فنزلت : الذين استجابوا لله والرسول الآية .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم في "الدلائل" عن والبيهقي عائشة في قوله : الذين استجابوا لله والرسول الآية، قالت لعروة : يا ابن أختي، كان أبواك منهم : الزبير لما أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 141 ] ما أصاب يوم وأبو بكر، أحد انصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا فقال : «من يرجع في أثرهم؟» فانتدب منهم سبعون رجلا، فيهم أبو بكر فخرجوا في آثار القوم فسمعوا بهم فانصرفوا والزبير، بنعمة من الله وفضل قال : لم يلقوا عدوا .
وأخرج ابن سعد، ، وابن أبي حاتم عن وابن عساكر قال : نزلت هذه الآية فينا؛ ثمانية عشر رجلا : ابن مسعود الذين استجابوا لله والرسول الآية .
وأخرج عن ابن جرير قال : عكرمة أحد السبت للنصف من شوال، فلما كان الغد من يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو، وأذن مؤذنه أن : لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، فكلمه فقال : يا رسول الله، إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع، وقال : يا بني، إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن، ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي، فتخلف على أخواتك . فتخلفت عليهن، فأذن له [ ص: 142 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه، وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ترهيبا للعدو؛ ليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لم يوهنهم من عدوهم . جابر بن عبد الله، كان يوم
وأخرج ، ابن إسحاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان، أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل، كان شهد أحدا قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لي، فرجعنا جريحين، فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو، قلت لأخي أو قال لي : تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله ما لنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل . فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه، فكنت إذا غلب حملته عقبة، ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثا، الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة، فنزل : الذين استجابوا لله والرسول الآية .
وأخرج عن ابن جرير قال : كان إبراهيم عبد الله من الذين استجابوا لله والرسول .
وأخرج عن ابن المنذر في قوله : سعيد بن جبير من بعد ما أصابهم القرح .
[ ص: 143 ] قال : الجراحات .
وأخرج عن سعيد بن منصور أنه كان يقرأ : (من بعد ما أصابهم القرح) . ابن مسعود
وأخرج عن ابن أبي حاتم قال : افصلوا بينهما؛ قوله : ابن عباس للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم - الذين قال لهم الناس .
وأخرج عن ابن جرير قال : السدي لما ندم وأصحابه على الرجوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا : ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا، فلقوا أعرابيا فجعلوا له جعلا، فقالوا له : إن لقيت أبو سفيان محمدا وأصحابه فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم، فأخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فلقوا الأعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر، فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ثم رجعوا من حمراء الأسد، فأنزل الله فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم الآية .
وأخرج عن ابن سعد ابن أبزى : الذين قال لهم الناس قال : ، قال لقوم : إن لقيتم أصحاب أبو سفيان محمد، فأخبروهم أنا قد جمعنا لهم [ ص: 144 ] جموعا، فأخبروهم فقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل .
وأخرج من طريق ابن جرير العوفي ، عن قال : ابن عباس استقبل في منصرفه من أبو سفيان أحد عيرا واردة المدينة ببضاعة لهم، وبينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم جبال فقال : إن لكم علي رضاكم إن أنتم رددتم عني محمدا ومن معه إن أنتم وجدتموه في طلبي أخبرتموه أني قد جمعت له جموعا كثيرة، فاستقبلت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : يا محمد، إنا نخبرك أن قد جمع لك جموعا كثيرة، وأنه مقبل إلى أبا سفيان المدينة، وإن شئت أن ترجع فافعل، فلم يزده ذلك ومن معه إلا يقينا، وقالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير قال : قتادة انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعصابة من أصحابه بعدما انصرف وأصحابه من أحد خلفهم، حتى إذا كانوا بذي الحليفة فجعل الأعراب والناس يأتون عليهم فيقولون لهم : هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس فقالوا : أبو سفيان حسبنا الله ونعم الوكيل [ ص: 145 ] فأنزل الله : الذين قال لهم الناس الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن أبي حاتم أبي مالك في قوله : الذين قال لهم الناس الآية، قال : إن كان أرسل يوم أبا سفيان أحد أو يوم الأحزاب إلى قريش، وغطفان، وهوازن، يستجيشهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، فقيل : لو ذهب نفر من المسلمين فأتوكم بالخبر، فذهب نفر حتى إذا كانوا بالمكان الذي ذكر لهم أنهم فيه لم يروا أحدا فرجعوا .
وأخرج ابن مردويه عن والخطيب أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى يوم أحد فقيل له : يا رسول الله، إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل فأنزل الله : الذين قال لهم الناس الآية .
وأخرج ، عن ابن مردويه أبي رافع، أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه في نفر معه في طلب عليا فلقيهم أعرابي من أبي سفيان خزاعة فقال : إن القوم قد جمعوا لكم . قالوا : وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت فيهم هذه الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم مجاهد في قوله : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم قال : هذا قال أبو سفيان لمحمد صلى الله عليه وسلم يوم أحد : موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا .
[ ص: 146 ] فقال محمد صلى الله عليه وسلم : «عسى» . فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لموعده حتى نزل بدرا فوافوا السوق فابتاعوا، فذلك قوله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وهي غزوة بدر الصغرى .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم قال : عكرمة كانت بدر متجرا في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم واعد أن يلقاه بها، فلقيهم رجل فقال لهم : إن بهما جمعا عظيما من المشركين، فأما الجبان فرجع، وأما الشجاع فأخذ أهبة التجارة وأهبة القتال، وقالوا : أبا سفيان وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم خرجوا حتى جاءوها فتسوقوا بها، ولم يلقوا أحدا، فنزلت : الذين قال لهم الناس إلى قوله : بنعمة من الله وفضل .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في قوله : مجاهد فزادهم إيمانا قال : الإيمان يزيد وينقص .
وأخرج البخاري، ، والنسائي ، وابن أبي حاتم في "الدلائل"، عن والبيهقي قال : ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي [ ص: 147 ] في النار، وقالها محمد حين قالوا : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .
وأخرج البخاري، ، وابن المنذر ، والحاكم في "الأسماء والصفات" عن والبيهقي قال : كان آخر قول ابن عباس إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار : حسبنا الله ونعم الوكيل وقال نبيكم مثلها : الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن وابن المنذر قال : هي الكلمة التي قالها ابن عمرو إبراهيم حين ألقي في النار : حسبنا الله ونعم الوكيل وهي الكلمة التي قالها نبيكم وأصحابه إذ قيل لهم : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم .
وأخرج عن ابن مردويه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة «إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل» .
وأخرج في "الذكر" عن ابن أبي الدنيا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته ثم تنفس الصعداء وقال : «حسبي الله [ ص: 148 ] ونعم الوكيل» .
وأخرج عن أبو نعيم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : شداد بن أوس «حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف» .
وأخرج عن الحكيم الترمذي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بريدة «من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة وجد الله عندهن، مكفيا مجزيا : خمس للدنيا، وخمس للآخرة : حسبي الله لديني، حسبي الله لما أهمني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند المسألة في القبر، حسبي الله عند الميزان، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب» .
وأخرج في "الدلائل" عن البيهقي ابن عباس في قوله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل قال : النعمة أنهم سلموا، والفضل أن عيرا مرت وكان في أيام الموسم فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم فربح مالا فقسمه بين أصحابه .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في الآية قال : الفضل ما أصابوا من التجارة والأجر . مجاهد
[ ص: 149 ] وأخرج عن ابن جرير قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه – يعني : حين خرج إلى غزوة السدي بدر الصغرى ببدر دراهم ابتاعوا بها من موسم بدر، فأصابوا تجارة، فذلك قول الله : فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء قال : أما النعمة فهي العافية، وأما الفضل فالتجارة، والسوء القتل .
وأخرج ، ابن جرير ، من طريق وابن أبي حاتم العوفي عن في قوله : ابن عباس لم يمسسهم سوء قال : لم يؤذهم أحد . واتبعوا رضوان الله قال : أطاعوا الله ورسوله .
وأخرج ، الفريابي ، وعبد بن حميد ، و وابن أبي حاتم ابن الأنباري في "المصاحف" وابن أبي داود في "المصاحف"، من طريق عن عطاء أنه كان يقرأ : (إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه) . ابن عباس
وأخرج ، من طريق ابن جرير العوفي ، عن : ابن عباس إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه يقول : الشيطان يخوف المؤمنين بأوليائه .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر : مجاهد إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه قال : يخوف المؤمنين بالكفار .
[ ص: 150 ] وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن أبي حاتم أبي مالك : يخوف أولياءه قال : يعظم أولياءه في أعينكم .
وأخرج عن ابن المنذر في الآية قال : تفسيرها : يخوفكم بأوليائه . عكرمة
وأخرج عن ابن المنذر في الآية قال : يخوف الناس أولياءه . إبراهيم
وأخرج عن ابن أبي حاتم في الآية قال : إنما كان ذلك تخويف الشيطان، ولا يخاف الشيطان إلا ولي الشيطان . الحسن