قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون الآية .
أخرج ابن المبارك، ، وابن جرير ، وابن المنذر وصححه، والحاكم في "شعب الإيمان" من طريق والبيهقي داود بن صالح قال : قال تدري في أي شيء نزلت هذه الآية : أبو سلمة بن عبد الرحمن : اصبروا وصابروا ورابطوا قلت : لا، قال، سمعت يقول : لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابط فيه، ولكن انتظار الصلاة بعد الصلاة . أبا هريرة
وأخرج من وجه آخر عن ابن مردويه قال : أقبل علي أبي سلمة بن عبد الرحمن يوما فقال : أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية : أبو هريرة يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا قلت : لا، قال : أما إنه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابطون فيه، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد، يصلون الصلاة في مواقيتها ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أنزلت : اصبروا أي : على الصلوات الخمس، وصابروا أنفسكم وهواكم ورابطوا في مساجدكم، واتقوا الله فيما علمكم لعلكم تفلحون .
[ ص: 196 ] وأخرج عن ابن مردويه قال : أبي أيوب يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا فذلكم هو الرباط في المساجد» . وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «هل لكم إلى ما يمحو الله تعالى به الذنوب، ويعظم به الأجر؟» قلنا : نعم يا رسول الله . قال : «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة» قال : «وهو قول الله :
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن حبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب؟» قلنا : بلى يا رسول الله . قال : «إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» .
وأخرج من حديث ابن جرير مثله . علي،
وأخرج ، مالك والشافعي، ، وعبد الرزاق ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن أبي حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط» .
[ ص: 197 ] وأخرج عن ابن أبي حاتم أبي غسان قال : إن هذه الآية إنما أنزلت في لزوم المساجد : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم في الآية قال : أمرهم أن يصبروا على دينهم، ولا يدعوه لشدة ولا رخاء، ولا سراء ولا ضراء، وأمرهم أن يصابروا الكفار، وأن يرابطوا المشركين . الحسن
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر عن وابن أبي حاتم في الآية قال : محمد بن كعب القرظي اصبروا على دينكم، وصابروا الوعد الذي وعدتكم، ورابطوا عدوي وعدوكم؛ حتى يترك دينه لدينكم، واتقوا الله فيما بيني وبينكم، لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني .
وأخرج ، عبد بن حميد عن وابن جرير في الآية قال : قتادة اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في "الشعب"، عن والبيهقي في الآية قال : زيد بن أسلم اصبروا على الجهاد، وصابروا عدوكم، ورابطوا على دينكم .
[ ص: 198 ] وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن وابن أبي حاتم في الآية قال : الحسن اصبروا عند المصيبة، وصابروا على الصلوات، ورابطوا جاهدوا في سبيل الله .
وأخرج عن ابن أبي حاتم في الآية قال : سعيد بن جبير اصبروا على الفرائض، وصابروا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الموطن، ورابطوا فيما أمركم ونهاكم .
وأخرج من طريق ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال : ابن عباس اصبروا على طاعة الله، وصابروا أعداء الله، ورابطوا في سبيل الله .
وأخرج عن أبو نعيم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي الدرداء « يا أيها الذين آمنوا اصبروا على الصلوات الخمس، وصابروا على قتال عدوكم بالسيف، ورابطوا في سبيل الله لعلكم تفلحون » .
وأخرج ، مالك ، وابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا، ، وابن جرير وصححه، والحاكم في "شعب الإيمان" عن والبيهقي قال : كتب زيد بن أسلم إلى أبو عبيدة يذكر له جموعا من عمر بن الخطاب الروم وما يتخوف منهم، فكتب إليه أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من شدة يجعل الله بعدها فرجا، [ ص: 199 ] وإنه لن يغلب عسر يسرين، وإن الله يقول في كتابه : عمر : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
وأخرج البخاري، ، ومسلم ، والترمذي في "الشعب" عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سهل بن سعد، «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها» .
وأخرج أحمد ، وأبو داود وصححه، والترمذي ، وابن حبان وصححه، والحاكم في "الشعب" عن والبيهقي فضالة بن عبيد : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر» .
وأخرج أحمد، ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، والطبراني ، عن والبيهقي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : سلمان : «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه فأمن الفتان» زاد الطبراني : «وبعث يوم القيامة شهيدا» .
وأخرج بسند جيد عن الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : [ ص: 200 ] أبي الدرداء «رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدي عليه برزقه، وريح من الجنة، ويجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل» .
وأخرج بسند جيد عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العرباض بن سارية . «كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله، ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة»
وأخرج بسند جيد عن أحمد ترفع الحديث قالت : أم الدرداء «من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة» .
وأخرج بسند صحيح عن ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع» .
وأخرج في "الأوسط" عن الطبراني مرفوعا مثله، وزاد : [ ص: 201 ] أبي هريرة «والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه وريح برزقه، ويزوج سبعين حوراء، وقيل له : قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب» .
وأخرج بسند لا بأس به عن الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : واثلة بن الأسقع «من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك، ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط حتى يبعث يوم القيامة» .
وأخرج في "الأوسط" بسند جيد عن الطبراني قال : أنس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر المرابط فقال : «من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى» .
وأخرج في "الأوسط" بسند لا بأس به، عن الطبراني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جابر : «من رابط يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين» .
وأخرج بسند واه عن ابن ماجه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي بن كعب «لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا، من غير شهر [ ص: 202 ] رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة مائة سنة، صيامها وقيامها، ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة ألفي سنة صيامها وقيامها، فإن رده الله إلى أهله سالما لم تكتب له سيئة، وتكتب له الحسنات، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة» .
وأخرج ابن حبان، ، عن والبيهقي ، عن مجاهد ، أبي هريرة أنه كان في المرابطة ففزعوا وخرجوا إلى الساحل ثم قيل : لا بأس، فانصرف الناس واقف، فمر به إنسان فقال : ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود» . وأبو هريرة
وأخرج وحسنه، الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان وصححه، عن والحاكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عثمان بن عفان : ابن ماجه : كانت كألف ليلة صيامها وقيامها» . «من رابط ليلة في سبيل الله «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل» ولفظ
وأخرج عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة «إن صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة، ونفقة الدينار والدرهم منه أفضل من [ ص: 203 ] تسعمائة دينار ينفقه في غيره» .
وأخرج في "الثواب" عن أبو الشيخ مرفوعا : أنس «الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة» .
وأخرج عن ابن حبان عتبة بن الندر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا انتاط غزوكم وكثرت العزائم، واستحلت الغنائم فخير جهادكم الرباط» .
وأخرج البخاري، ، عن والبيهقي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة «تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، وعبد القطيفة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع» .
وأخرج مسلم، ، والنسائي ، عن والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 204 ] قال : أبي هريرة «من خير معاش الناس لهم : رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار على متنه يبتغي القتل والموت من مظانه، ورجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير» .
وأخرج عن البيهقي أم مبشر تبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : «خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه» .
وأخرج عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة «لأن أحرس ثلاث ليال مرابطا من وراء بيضة المسلمين أحب إلي من أن تصيبني ليلة القدر في أحد المسجدين : المدينة أو بيت المقدس» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات مرابطا في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر» «إن المرابط في سبيل الله أعظم أجرا من رجل جمع كعبيه زيادة شهر، صيامه وقيامه» .
وأخرج عن البيهقي ابن عائذ قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل، فلما وضع قال عمر بن الخطاب : لا تصل عليه يا رسول الله؛ فإنه رجل [ ص: 205 ] فاجر، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فقال : «هل رآه أحد منكم على الإسلام؟» فقال رجل : نعم يا رسول الله، حرس ليلة في سبيل الله، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثى عليه التراب، وقال : «أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من أهل الجنة» وقال : «يا عمر، إنك لا تسأل عن أعمال الناس، ولكن تسأل عن الفطرة» .
وأخرج وصححه عن الحاكم ، أن ابن عمر كان يقول : إن الله بدأ هذا الأمر حين بدأ بنبوة ورحمة، ثم يعود إلى خلافة ورحمة، ثم يعود إلى سلطان ورحمة، ثم يعود إلى ملك ورحمة، ثم يعود جبرية يتكادمون تكادم الحمير، أيها الناس، عليكم بالغزو والجهاد ما كان حلوا خضرا قبل أن يكون مرا عسرا، ويكون ثماما قبل أن يكون حطاما، فإذا انتاطت المغازي وأكلت الغنائم، واستحل الحرام، فعليكم بالرباط؛ فإنه خير جهادكم . عمر
وأخرج عن أحمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي أمامة : «أربعة تجري [ ص: 206 ] عليهم أجورهم بعد الموت : رجل مات مرابطا في سبيل الله، ورجل علم علما فأجره يجري عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرت عليهم، ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له» .
وأخرج في "عمل يوم وليلة"، ابن السني ، وأبو نعيم، وابن مردويه ، عن وابن عساكر : أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران كل ليلة» .
وأخرج عن الدارمي قال : من قرأ عثمان بن عفان في ليلة كتب له قيام ليلة . آخر "آل عمران"