قوله تعالى : ما يريد الله ليجعل عليكم الآية .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر في قوله : مجاهد من حرج قال : من ضيق . [ ص: 213 ] وأخرج ، مالك ، ومسلم ، عن وابن جرير ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة (إذا توضأ العبد المسلم فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيا من الذنوب .
وأخرج في (الزهد)، ابن المبارك ، وابن المنذر في (شعب الإيمان)، من طريق والبيهقي ، عن محمد بن كعب القرظي عبد الله بن دارة، عن حمران مولى عثمان، عن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عثمان بن عفان : قال (ما توضأ عبد فأسبغ وضوءه، ثم قام إلى الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى)، وكنت إذا سمعت الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن، فالتمست هذا فوجدته : محمد بن كعب القرظي : إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك [الفتح : 1-2]، فعلمت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر له ذنوبه، ثم قرأت الآية التي في سورة (المائدة) : إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم حتى بلغ : ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم فعرفت أن الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة (إذا توضأ الرجل المسلم خرجت ذنوبه من سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، فإن جلس جلس مغفورا له) .
وأخرج في (الأوسط)، بسند صحيح، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي أمامة الباهلي (إذا تمضمض أحدكم حط ما أصاب بفيه، وإذا غسل وجهه حط ما أصاب بوجهه، وإذا غسل يديه حط ما أصاب بيديه، وإذا مسح برأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر، وإذا غسل قدميه حط ما أصاب برجليه) .
وأخرج أحمد، ، بسند حسن، عن والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة، فغسل كفيه، نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول قطرة، فإذا مضمض، واستنشق، واستنثر، نزلت خطيئته [ ص: 215 ] من لسانه، وشفتيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه، نزلت كل خطيئة من سمعه، وبصره مع أول قطرة، وإذا غسل يديه إلى المرفقين، ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه، فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته، وإن قعد قعد سالما) . قام إلى وضوئه يريد الصلاة (أيما رجل
وأخرج أحمد، ، عن والطبراني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أبي أمامة : (من توضأ فأسبغ الوضوء، غسل يديه، ووجهه، ومسح على رأسه، وأذنيه، ثم قام إلى الصلاة المفروضة غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت رجله، وقبضت عليه يداه، وسمعت إليه أذناه، ونظرت إليه عيناه، وحدث به نفسه من سوء) .
وأخرج عن الطبراني، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي أمامة، (ما من مسلم يتوضأ، فيغسل يديه ويمضمض فاه ويتوضأ كما أمر، إلا حط الله عنه ما أصاب يومئذ ما نطق به فمه، وما مس بيده، وما مشى إليه، حتى إن الخطايا لتحادر من أطرافه، ثم هو إذا مشى إلى [ ص: 216 ] المسجد، فرجل تكتب حسنة، وأخرى تمحو سيئة) .
وأخرج عن الطبراني، ثعلبة بن عباد، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يتوضأ فيحسن الوضوء، فيغسل وجهه حتى يسيل الماء على ذقنه، ثم يغسل ذراعيه حتى يسيل الماء على مرفقيه، ثم يغسل رجليه حتى يسيل الماء من كعبيه، ثم يقوم فيصلي، إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه) .
وأخرج في (الأوسط)، بسند حسن، عن الطبراني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة ما من مسلم يتوضأ للصلاة فيمضمض، إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة تكلم بها لسانه، ويستنشق إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة وجد ريحها بأنفه، ولا يغسل وجهه إلا تناثر من عينيه مع قطر الماء كل سيئة نظر إليها بهما، ولا يغسل شيئا من يديه إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة بطش بهما، ولا يغسل شيئا من رجليه إلا خرج مع قطر الماء كل سيئة مشى بهما إليها، فإذا خرج إلى المسجد كتب له بكل خطوة خطاها حسنة، ومحي بها عنه [ ص: 217 ] سيئة، حتى يأتي مقامه .
وأخرج ابن سعد، ، عن وابن أبي شيبة قال : عمرو بن عبسة قلت : يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء فقال : (ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويمج، ثم يستنشق وينثر، إلا جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء، ثم يغسل وجهه كما أمره الله إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا جرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه كما أمره الله إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا جرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين، إلا انصرف من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه) .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وأبو الشيخ في قوله : سعيد بن جبير وليتم نعمته عليكم قال : تمام النعمة دخول الجنة، لم تتم نعمته على عبد لم يدخل الجنة .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد في [ ص: 218 ] (الأدب)، والبخاري ، والترمذي ، والطبراني في (الأسماء والصفات)، والبيهقي عن والخطيب، قال : معاذ بن جبل آدم، هل تدري ما تمام النعمة؟) قال : يا رسول الله، دعوة دعوت بها رجاء الخير، قال : (فإن تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار)، ومر على رجل وهو يقول : يا ذا الجلال والإكرام، فقال : (قد استجيب لك فسل) . مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول : اللهم إني أسألك الصبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سألت الله البلاء، فاسأله المعافاة)، ومر على رجل وهو يقول : اللهم إني أسألك تمام النعمة، قال : (يا ابن
وأخرج ، عن ابن عدي أبي مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تتم على عبد نعمة إلا بالجنة) .