قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآيتين .
[ ص: 420 ] أخرج وحسنه، الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم في (الكامل)، وابن عدي ، والطبراني ، عن وابن مردويه ، ابن عباس يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم . أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، إني إذا أكلت اللحم انتشرت للنساء، وأخذتني شهوتي، وإني حرمت علي اللحم، فنزلت :
وأخرج ، ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن في قوله : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال : نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة، قالوا : نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسيح في الأرض كما يفعل الرهبان، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم فذكر لهم ذلك فقالوا : نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فمن أخذ بسنتي فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني) .
وأخرج ، عبد بن حميد في (مراسيله)، وأبو داود ، عن وابن جرير أبي مالك في قوله : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال : نزلت في وأصحابه، كانوا حرموا على أنفسهم كثيرا من الشهوات والنساء، وهم بعضهم أن يقطع ذكره، فأنزل الله هذه الآية . [ ص: 421 ] وأخرج عثمان بن مظعون البخاري، ، عن ومسلم عائشة أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر، فقال بعضهم : لا آكل اللحم، وقال بعضهم : لا أتزوج النساء، وقال بعضهم : لا أنام على فراش، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا، لكني أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآكل اللحم، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه في "سننه" عن والبيهقي قال : ابن مسعود يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين . كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا : ألا نستخصي؟ فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ عبد الله :
وأخرج ، عن ابن جرير قال : كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هموا [ ص: 422 ] بالخصاء، وترك اللحم والنساء، فنزلت هذه الآية : عكرمة يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين .
وأخرج ، عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن وابن المنذر عكرمة، أن في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم : لا آكل اللحم، وقال الآخر : لا أنام على فراش، وقال الآخر : لا أتزوج النساء، وقال الآخر : أصوم ولا أفطر، فأنزل الله : عثمان بن مظعون يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية .
وأخرج ، عن ابن جرير في قوله : إبراهيم النخعي يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال : كانوا حرموا الطيب، واللحم، فأنزل الله هذا فيهم .
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن جرير عن وابن المنذر قال : أراد أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن يرفضوا الدنيا، ويتركوا النساء ويترهبوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغلظ فيهم المقالة، ثم قال : أبي قلابة (إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وحجوا واعتمروا، [ ص: 423 ] واستقيموا يستقم لكم)، قال : ونزلت فيهم : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن جرير في قوله : قتادة لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم قال : نزلت في أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أرادوا أن يتخلوا من الدنيا ويتركوا النساء ويتزهدوا، منهم علي بن أبي طالب، وعثمان بن مظعون .
وأخرج ، عبد بن حميد ، عن وابن جرير في قوله : قتادة يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية، قال ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفضوا النساء واللحم، وأرادوا أن يتخذوا الصوامع، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ليس في ديني ترك النساء واللحم، ولا اتخاذ الصوامع)، وخبرنا وكان في بعض القراءة في الحرف الأول : أن ثلاثة نفر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اتفقوا، فقال أحدهم : أما أنا فأقوم الليل لا أنام، وقال أحدهم : أما أنا فأصوم النهار فلا أفطر، وقال الآخر : أما أنا فلا آتي النساء، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : (ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟)، قالوا : بلى يا رسول الله، وما أردنا إلا الخير، قال : (لكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، (من رغب عن سنتك فليس [ ص: 424 ] من أمتك وقد ضل سواء السبيل) .
وأخرج ، ابن أبي شيبة ، عن وابن جرير أبي عبد الرحمن قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا) .
وأخرج ، عن ابن جرير قال : السدي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس، ثم قام ولم يزدهم على التخويف، فقال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا عشرة، منهم علي بن أبي طالب، ما خفنا إن لم نحدث عملا، فإن النصارى قد حرموا على أنفسهم، فنحن نحرم، فحرم بعضهم أكل اللحم والودك، وأن يأكل بنهار، وحرم بعضهم النوم، وحرم بعضهم النساء، فكان وعثمان بن مظعون : ممن حرم النساء، وكان لا يدنو من أهله، ولا يدنون منه، فأتت امرأته عثمان بن مظعون وكان يقال لها : عائشة، الحولاء، فقالت لها ومن عندها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم : (ما بالك يا عائشة حولاء متغيرة اللون، لا تمتشطين، ولا تتطيبين؟ فقالت : وكيف أتطيب وأمتشط وما وقع علي زوجي ولا رفع عني ثوبا منذ كذا وكذا؟ فجعلن يضحكن من كلامها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن يضحكن، فقال : (ما يضحككن؟) قالت : يا رسول الله، الحولاء سألتها عن أمرها، فقالت : ما رفع عني زوجي ثوبا منذ كذا وكذا، فأرسل إليه فدعاه، [ ص: 425 ] فقال : (ما بالك يا قال : إني تركته لله لكي أتخلى للعبادة، وقص عليه أمره، وكان عثمان؟) قد أراد أن يجب نفسه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أقسمت عليك إلا رجعت فواقعت أهلك)، فقال : يا رسول الله، إني صائم، قال : (أفطر)، قال : فأفطر وأتى أهله، فرجعت عثمان الحولاء إلى قد اكتحلت، وامتشطت، وتطيبت، فضحكت عائشة فقالت : ما لك يا عائشة، حولاء؟ فقالت : إنه أتاها أمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والنوم، ألا إني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، فنزلت : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا يقول لعثمان : لا تجب نفسك، فإن هذا هو الاعتداء، وأمرهم أن يكفروا أيمانهم، فقال : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم الآية، [المائدة : 89] .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وأبو الشيخ قال : أراد رجال منهم مجاهد عثمان بن مظعون، أن يتبتلوا ويخصوا أنفسهم، ويلبسوا المسوح، فنزلت : وعبد الله بن عمرو، يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم والآية التي بعدها .
وأخرج ، ابن جرير ، وابن المنذر ، عن وأبو الشيخ أن عكرمة، عثمان بن مظعون، وعلي بن أبي طالب، وابن مسعود، والمقداد بن الأسود، وسالما مولى [ ص: 426 ] أبي حذيفة، وقدامة، تبتلوا، فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس، إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل، وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فنزلت : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية، فلما نزلت بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (إن لأنفسكم حقا، وإن لأعينكم حقا، وإن لأهلكم حقا، فصلوا وناموا، وصوموا وأفطروا، فليس منا من ترك سنتنا)، فقالوا : اللهم صدقنا واتبعنا ما أنزلت مع الرسول .
وأخرج ، عن ابن مردويه قال : ابن عباس إن رجالا من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منهم حرموا اللحم والنساء على أنفسهم، وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا لعبادة ربهم، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (ما أردتم؟) قالوا : أردنا أن نقطع الشهوة عنا، ونتفرغ لعبادة ربنا، ونلهو عن الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لم أومر بذلك، ولكني أمرت في ديني أن أتزوج النساء)، فقالوا : نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله : عثمان بن مظعون، يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله : واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون فقالوا : يا رسول الله، فكيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ فأنزل الله : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان .
وأخرج ، عن ابن مردويه الحسن العرني قال : كان في أناس ممن أرادوا أن يحرموا الشهوات، فأنزل الله : علي يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم الآية .
وأخرج ، من طريق أبو الشيخ ، عن ابن جريج المغيرة بن عثمان قال : كان عثمان بن مظعون، وعلي، وابن مسعود، والمقداد، أرادوا الاختصاء، وتحريم اللحم، ولبس المسوح، في أصحاب لهم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وعمار، فسأله عن ذلك، فقال : قد كان بعض ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عثمان بن مظعون (أنكح النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وألبس الثياب، لم آت بالتبتل، ولا بالرهبانية، ولكن جئت بالحنيفية السمحة، ومن رغب عن سنتي فليس مني)، قال فنزلت هذه الآية : ابن جريج : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .
وأخرج ، ابن جرير ، عن وابن أبي حاتم زيد بن أسلم، أن ضافه ضيف من أهله، وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رجع إلى أهله، فوجدهم لم يطعموا ضيفهم انتظارا له، فقال لامرأته : حبست ضيفي من أجلي، هو حرام علي، فقالت امرأته : هو علي حرام، قال الضيف : هو علي حرام، فلما رأى ذلك [ ص: 428 ] وضع يده وقال : كلوا باسم الله، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (قد أصبت)، فأنزل الله : عبد الله بن رواحة يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم .
وأخرج ، عن عبد بن حميد : الحسن لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إلى ما حرم الله عليكم .
وأخرج ، عن عبد بن حميد المغيرة قال : قلت لإبراهيم في هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم هو الرجل يحرم الشيء مما أحل الله؟ قال : نعم .
وأخرج ، عن عبد بن حميد في الآية قال : هو سعيد بن جبير الرجل يحلف ألا يصل رحما، أو يحرم عليه بعض ما أحل الله له، فيأتيه ويكفر عن يمينه .
وأخرج ابن سعد، ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طرق، عن والطبراني ، أن ابن مسعود معقل بن مقرن قال له : إني حرمت فراشي علي سنة، فقال : نم على فراشك، وكفر عن يمينك، ثم تلا : يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى آخر الآية .
وأخرج البخاري، ، والترمذي عن والدارقطني، قال : أبي جحيفة سلمان، ، فزار وأبي الدرداء سلمان فرأى أبا الدرداء، [ ص: 429 ] متبذلة، فقال لها : ما شأنك؟ قالت : أخوك أم الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال : كل، فإني صائم، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال : نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال : نم، فلما كان من آخر الليل قال أبو الدرداء قم الآن، فصليا، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي : (صدق سلمان : سلمان) . آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين
وأخرج البخاري، ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عبد الله بن عمرو بن العاصي عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟) قلت : بلى يا رسول الله، قال : (فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإذن ذلك صيام الدهر كله)، قلت : إني أجد قوة، قال : (فصم صيام نبي الله داود ولا تزد عليه)، قلت : وما [ ص: 430 ] كان صيام نبي الله داود؟ قال : (نصف الدهر) . عن
وأخرج في (المصنف) عن عبد الرزاق أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم سعيد بن المسيب علي بن أبي طالب، لما تبتلوا وجلسوا في البيوت، واعتزلوا، وهموا بالخصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فدعاهم فقال : وعبد الله بن عمرو، (أما أنا فإني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن والطبراني قالت : عائشة واسمها عثمان بن مظعون علي وهي باذة الهيئة، فسألتها : ما شأنك؟ فقالت : زوجي يقوم الليل، ويصوم النهار، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (يا خولة بنت حكيم، إن الرهبانية لم تكتب علينا، أما لك في أسوة، فوالله إن أخشاكم لله، وأحفظكم لحدوده لأنا) . عثمان، دخلت امرأة
وأخرج ، عن عبد الرزاق أبي قلابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من [ ص: 431 ] تبتل فليس منا) .
وأخرج عن ابن سعد، ابن شهاب، أن أراد أن يختصي، ويسيح في الأرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أليس لك في أسوة حسنة، فأنا آتي النساء، وآكل اللحم، وأصوم وأفطر، إن خصاء أمتي الصيام، وليس من أمتي من خصى أو اختصى) . عثمان بن مظعون
وأخرج عن ابن سعد، قال : أبي بردة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها : ما لك؟ فقالت : ما لنا منه شيء، أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكرن ذلك له، فلقيه فقال : (يا عثمان بن مظعون أما لك في أسوة؟) قال : وما ذاك؟ قال : (تصوم النهار، وتقوم الليل)، قال : إني لأفعل، قال : (لا تفعل، إن لعينك عليك حقا، وإن لجسدك حقا، وإن لأهلك حقا، فصل ونم، وصم وأفطر)، قال : فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقلن لها : مه؟ قالت : أصابنا ما أصاب الناس . عثمان بن مظعون، دخلت امرأة
وأخرج عن ابن سعد، أبي قلابة، اتخذ بيتا فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه، فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه، فقال : (يا عثمان بن مظعون إن الله لم يبعثني بالرهبانية - مرتين أو ثلاثا - وإن خير [ ص: 432 ] الدين عند الله الحنيفية السمحة) . عثمان، أن
وأخرج عن الطبراني قال : أبي أمامة امرأة جميلة عطرة تحب اللباس والهيئة لزوجها، فزارتها عثمان بن مظعون وهي تفلة، قالت : ما حالك هذه؟ قالت : إن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عائشة علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قد تخلوا للعبادة، وامتنعوا من النساء وأكل اللحم، وصاموا النهار وقاموا الليل، فكرهت أن أريه من حالي ما يدعوه إلى ما عندي، لما تخلى له، فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته وعثمان بن مظعون، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم نعله فحملها بالسبابة من إصبعه اليسرى، ثم انطلق سريعا حتى دخل عليهم، فسألهم عن حالهم، قالوا : أردنا الخير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إني إنما بعثت بالحنيفية السمحة، ولم أبعث بالرهبانية البدعة، ألا وإن أقواما ابتدعوا الرهبانية، فكتبت عليهم فما رعوها حق رعايتها، ألا فكلوا اللحم، وأتوا النساء، وصوموا وأفطروا، وصلوا وناموا، فإني بذلك أمرت) . عائشة، كانت امرأة
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، عن وابن ماجه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن مسعود (من استطاع [ ص: 433 ] منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) .
وأخرج ، عن عبد الرزاق قال : عثمان بن عفان، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بفتية فقال : (من كان منكم ذا طول فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لا فليصم، فإن الصوم له وجاء) .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن أبي شيبة ، قال : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لأحببت أن يكون لي فيه زوجة . ابن مسعود
وأخرج ، عن عبد الرزاق أنه قال لرجل : أتزوجت؟ قال : لا، قال : إما أن تكون أحمق، وإما أن تكون فاجرا . عمر بن الخطاب،
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وابن أبي شيبة قال : قال لي إبراهيم بن ميسرة لتنكحن أو لأقول لك ما قال طاوس : عمر لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور . [ ص: 434 ] وأخرج ، عن عبد الرزاق قال : مثل الأعزب كمثل شجرة في فلاة تقلبها الرياح هكذا وهكذا . وهب بن منبه
وأخرج ، عن عبد الرزاق سعيد بن هلال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تناكحوا تكثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة) .
وأخرج ابن سعد، ، وابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، عن وابن ماجه قال : سعد بن أبي وقاص التبتل، ولو أذن له في ذلك لاختصينا . عثمان بن مظعون لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على
وأخرج ابن سعد، في (شعب الإيمان)، من طريق والبيهقي عائشة بنت قدامة بن مظعون، عن أبيها، عن أخيه أنه قال : يا رسول الله، عثمان بن مظعون، إني رجل تشق علي هذه العزبة في المغازي، فتأذن لي يا رسول الله في الخصاء فأختصي؟ قال : (لا، ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام، فإنه مجفر) . [ ص: 435 ] وأخرج عن أحمد عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل .
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التبتل .
وأخرج أحمد، ، والبخاري ، عن ومسلم أنس أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم : لا أتزوج النساء، وقال بعضهم : لا آكل اللحم، وقال بعضهم : لا أنام على فراش، وقال بعضهم : أصوم ولا أفطر، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : (ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) .
وأخرج ، عبد الرزاق في "سننه" عن والبيهقي عبيد الله بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أحب فطرتي فليستن بسنتي، ومن سنتي النكاح) .
وأخرج في "سننه"، عن البيهقي ميمون أبي المغلس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس منا) . [ ص: 436 ] وأخرج ، عن عبد الرزاق أيوب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من استن بسنتي فهو مني، ومن سنتي النكاح) .
وأخرج ، عبد الرزاق ، عن وأحمد قال : أبي ذر عكاف بن بشر التميمي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (هل لك من زوجة؟) قال : لا، قال : (ولا جارية؟) قال : ولا جارية، قال : (وأنت موسر بخير؟) قال : وأنا موسر بخير، قال : (أنت إذا من إخوان الشياطين، لو كنت من النصارى كنت من رهبانهم، إن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تتمرسون؟ ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء، إلا المتزوجين، أولئك المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، إنهن صواحب أيوب، وداود، ويوسف، وكرسف )، فقال له بشر بن عطية : ومن كرسف يا رسول الله؟ قال : (رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاثمائة عام، يصوم النهار، ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، وترك ما كان عليه من عبادة ربه، ثم استدركه الله ببعض ما كان منه فتاب عليه، ويحك يا عكاف، [ ص: 437 ] تزوج وإلا فأنت من المذبذبين) . دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقال له :
وأخرج في (شعب الإيمان) عن البيهقي عطية بن بسر المازني قال : عكاف بن وداعة الهلالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عكاف، ألك زوجة؟) قال : لا، قال : (ولا جارية؟) قال : لا، قال : (وأنت صحيح موسر؟) قال : نعم، والحمد لله، قال : (فأنت إذن من الشياطين، إما أن تكون من رهبانية النصارى، فأنت منهم، وإما أن تكون منا فتصنع كما نصنع، فإن من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، أبالشيطان تمرسون؟ ما له في نفسه سلاح أبلغ في الصالحين من النساء، إلا المتزوجون المطهرون المبرءون من الخنا، ويحك يا عكاف، تزوج إنهن صواحب داود، وصواحب أيوب، وصواحب يوسف، وصواحب كرسف )، فقال عطية : ومن كرسف يا رسول الله؟ فقال : (رجل من بني إسرائيل على ساحل من سواحل البحر، يصوم النهار، ويقوم الليل، لا يفتر من صلاة ولا صيام، ثم كفر من بعد ذلك بالله العظيم في سبب امرأة عشقها، فترك ما كان عليه من عبادة ربه عز وجل، فتداركه الله بما سلف منه، فتاب الله عليه، ويحك، تزوج فإنك من المذنبين) . جاء
وأخرج ، عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، عن والبيهقي أبي نجيح قال : قال [ ص: 438 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس مني) .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، عن والبيهقي أبي نجيح قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مسكين مسكين، رجل ليست له امرأة)، قيل : يا رسول الله، وإن كان غنيا ذا مال؟ قال : (وإن كان غنيا من المال)، قال : (ومسكينة مسكينة، امرأة ليس لها زوج)، قيل : يا رسول الله، وإن كانت غنية أو مكثرة من المال؟ قال : (وإن كانت)، قال : البيهقي أبو نجيح اسمه يسار، وهو والد عبد الله بن أبي نجيح، وهو من التابعين، والحديث مرسل .
وأخرج ، سعيد بن منصور ، وأحمد ، عن والبيهقي ، قال : أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالباءة، وينهانا عن التبتل نهيا شديدا، ويقول : (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة) .
وأخرج ، عن البيهقي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي) . [ ص: 439 ] وأخرج من وجه آخر عن البيهقي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أنس (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي) .
وأخرج ، عن البيهقي قال : كان في بني إسرائيل رجل عابد وكان معتزلا في كهف له، فكان بنو إسرائيل قد أعجبوا بعبادته، فبينما هم عند نبيهم إذ ذكروه، فأثنوا عليه، فقال النبي : إنه لكما تقولون، لولا أنه تارك لشيء من السنة وهو التزوج . ابن عباس
وأخرج ابن سعد، ، وابن أبي شيبة أنه قال : زوجوني، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني ألا ألقى الله عزبا . شداد بن أوس عن
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : قال الحسن في مرضه الذي مات فيه : زوجوني، إني أكره أن ألقى الله عزبا . معاذ
وأخرج ، عن ابن أبي شيبة قال : يكفن الرجل في ثلاثة أثواب، لا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين . عمر