الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

الدر المنثور

السيوطي - جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

صفحة

جزء

قوله تعالى : أفأمنوا مكر الله الآية .

أخرج ابن أبي حاتم ، عن هشام بن عروة قال : كتب رجل إلى صاحب له : إذا أصبت من الله شيئا يسرك فلا تأمن أن يكون فيه من الله مكر فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم ، أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : ما هذا الخوف الذي قد بلغكم ، وقد أنزلتكم المنزلة التي لم أنزلها غيركم ؟ قالوا : [ ص: 487 ] ربنا لا نأمن مكرك ، لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون .

وأخرج عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ، عن علي بن أبي حليمة قال : كان ذر بن عبد الله الخولاني إذا صلى العشاء يتخلف في المسجد ، فإذا أراد أن ينصرف رفع صوته بهذه الآية : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن إسماعيل بن رافع قال : من الأمن لمكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة .

قَوْلُهُ تَعَالَى : أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ الْآيَةَ .

أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ : إِذَا أَصَبْتَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَسُرُّكَ فَلَا تَأْمَنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ مِنَ اللَّهِ مَكْرٌ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : مَا هَذَا الْخَوْفُ الَّذِي قَدْ بَلَغَكُمْ ، وَقَدْ أَنْزَلْتُكُمُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي لَمْ أُنْزِلْهَا غَيْرَكُمْ ؟ قَالُوا : [ ص: 487 ] رَبَّنَا لَا نَأْمَنُ مَكْرَكَ ، لَا يَأْمَنُ مَكْرَكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .

وَأَخْرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ فِي "زَوَائِدِ الزُّهْدِ" ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَلِيمَةَ قَالَ : كَانَ ذَرُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ يَتَخَلَّفُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ رَفَعَ صَوْتَهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ : فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .

وَأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : مِنَ الْأَمْنِ لِمَكْرِ اللَّهِ إِقَامَةُ الْعَبْدِ عَلَى الذَّنْبِ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث