قوله تعالى : وإذ أخذ ربك من بني آدم  الآيات   . 
- أخرج  عبد بن حميد  ،  وخشيش بن أصرم  في "الاستقامة" ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ، عن  ابن عباس  في قوله  [ ص: 650 ] وإذ أخذ ربك من بني آدم  الآية . قال : خلق الله آدم  ، وأخذ ميثاقه أنه ربه ، وكتب أجله ورزقه ومصيبته ، ثم أخرج ولده من ظهره كهيئة الذر ، فأخذ مواثيقهم أنه ربهم ، وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصيباتهم . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  ابن عباس  في قوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم  الآية ، قال : لما خلق الله آدم  أخذ ذريته من ظهره كهيئة الذر ثم سماهم بأسمائهم ، فقال : هذا فلان بن فلان يعمل كذا وكذا ، وهذا فلان بن فلان يعمل كذا وكذا . ثم أخذ بيده قبضتين ، فقال : هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ،  واللاكائي  في "السنة" ، عن  ابن عباس  في قوله : وإذ أخذ ربك  الآية ، قال : إن الله خلق آدم  ثم أخرج ذريته من صلبه مثل الذر ، فقال لهم : من ربكم ؟ فقالوا : الله ربنا ، ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كل من أخذ ميثاقه ، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم الساعة . 
 [ ص: 651 ] وأخرج  ابن جرير  ،  وابن المنذر  ، عن  ابن عباس  قال : لما أهبط آدم عليه السلام حين أهبط بدحناء ، فمسح الله ظهره فأخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، ثم قال : ألست بربكم قالوا بلى  ، فيومئذ جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وابن المنذر  ، عن  ابن عباس  في الآية قال : مسح الله على صلب آدم  فأخرج من صلبه ما يكون من ذريته إلى يوم القيامة وأخذ ميثاقهم أنه ربهم وأعطوه ذلك فلا يسأل أحد ؛ كافر ولا غيره من ربك؟ إلا قال : الله . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وعبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ   واللالكائي  في "السنة" ، عن  عبد الله بن عمرو  في قوله : " وإذ أخذ ربك من بني آدم  من ظهورهم ذرياتهم " قال : أخذهم من ظهورهم كما يؤخذ بالمشط من الرأس  [ ص: 652 ] وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ، وابن منده في كتاب "الرد على الجهمية"،   وأبو الشيخ  ، عن  ابن عباس  في الآية قال : أخرج ذريته من صلبه كأنهم الذر في آذي من الماء . 
وأخرج  عبد بن حميد  ، عن  ابن عباس  في الآية قال : إن الله ضرب بيمينه على منكب آدم  ، فخرج منه مثل اللؤلؤ في كفه فقال : هذا للجنة . وضرب بيده الأخرى على منكبه الشمال، فخرج منه سود مثل الحمم ، فقال : هذا ذرء النار ، قال : وهي هذه الآية : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس   [الأعراف : 179] . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ، عن  ابن عباس  في الآية قال : مسح الله ظهر آدم  وهو ببطن نعمان  ؛ واد إلى جنب عرفة،  فأخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، ثم أخذ عليهم الميثاق وتلا : " أن يقولوا يوم القيامة " . هكذا قرأها : " يقولوا " بالياء . 
 [ ص: 653 ] وأخرج  أبو الشيخ  ، عن عبد الكريم بن أبي أمية  قال : أخرجوا من ظهره مثل طريق النمل . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وأبو الشيخ  ، عن  محمد بن كعب  قال : أقروا له بالإيمان والمعرفة الأرواح قبل أن تخلق أجسادها . 
وأخرج  ابن أبي شيبة  ، عن  محمد بن كعب  قال : خلق الله الأرواح قبل أن يخلق الأجساد فأخذ ميثاقهم . 
وأخرج  ابن عبد البر  في "التمهيد" من طريق  السدي  ، عن أبي مالك  ، وعن  أبي صالح  ، عن  ابن عباس  ، وعن مرة الهمداني  ، عن  ابن مسعود  ، وناس من الصحابة في قوله تعالى : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم  قالوا : لما أخرج الله آدم  من الجنة قبل أن يهبطه من السماء مسح صفحة ظهره اليمنى ، فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر فقال لهم : ادخلوا الجنة برحمتي . ومسح صفحة ظهره اليسرى ، فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر ، فقال : ادخلوا النار ولا أبالي . فذلك قوله : وأصحاب اليمين   [ الواقعة : 27] .  [ ص: 654 ] وأصحاب الشمال   [ الواقعة : 41] . ثم أخذ منهم الميثاق فقال : ألست بربكم قالوا بلى   . فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية ، فقال هو والملائكة : شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين  أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل    . قالوا : فليس أحد من ولد آدم  إلا وهو يعرف الله أنه ربه ، وذلك قوله عز وجل : وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها   [آل عمران : 83 ] . وذلك قوله : فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين   [الأنعام : 149 ] . يعني يوم أخذ الميثاق  . 
وأخرج  ابن جرير  ، عن أبي محمد  رجل من أهل المدينة  قال : سألت  عمر بن الخطاب  عن قوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم   . قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم كما سألتني ، فقال : "خلق الله آدم  بيده ونفخ فيه من روحه ، ثم أجلسه فمسح ظهره بيده اليمنى فأخرج ذرءا ، فقال : ذرء ذرأتهم للجنة . ثم مسح ظهره بيده الأخرى - وكلتا يديه يمين - فقال : ذرء ذرأتهم للنار يعملون فيما شئت من عمل ، ثم أختم بأسوأ أعمالهم فأدخلهم النار" . 
 [ ص: 655 ] وأخرج  عبد بن حميد  ،  وعبد الله بن أحمد بن حنبل  في "زوائد المسند" ،  وابن جرير  ،  وابن أبي حاتم  ،  وأبو الشيخ  ،  وابن منده  في كتاب "الرد على الجهمية"  ،  واللالكائي  ،  وابن مردويه  ،  والبيهقي  في "الأسماء والصفات" ،  والضياء  في "المختارة" ،  وابن عساكر  في "تاريخه" ، عن  أبي بن كعب  في قوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم   . إلى قوله : بما فعل المبطلون  قال : جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا في صورهم ، ثم استنطقهم فتكلموا ، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق، وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا : بلى . قال : فإني أشهد عليكم السماوات السبع وأشهد عليكم أباكمآدم  ؛ أن تقولوا يوم القيامة : إنا لم نعلم بهذا . اعلموا أنه لا إله غيري ، ولا رب غيري، ولا تشركوا بي شيئا، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي ، وأنزل عليكم كتبي . قالوا : شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك . فأقروا، ورفع عليهم آدم ينظر إليهم ، فرأى الغني والفقير وحسن الصورة، ودون ذلك ، فقال : يا رب لولا سويت بين عبادك؟ قال : إني أحببت أن أشكر . ورأى الأنبياء فيهم مثل السرج ، عليهم النور،  [ ص: 656 ] وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة أن يبلغوا؛ وهو قوله : وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم  الآية [الأحزاب : 7] ، وهو قوله : فطرت الله التي فطر الناس عليها   [الروم : 30] : وفي ذلك قال : وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين   [الأعراف : 102] . وفي ذلك قال فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل   [يونس : 74] قال : فكان في علم الله يومئذ من يكذب به ومن يصدق به ، فكان روح عيسى  من تلك الأرواح التي أخذ عهدها وميثاقها في زمن آدم  ، فأرسله الله إلى مريم  في صورة بشر، فتمثل لها بشرا سويا   [مريم : 17] ، قال  أبي   : فدخل من فيها . 
وأخرج  مالك  في "الموطأ"  وأحمد  ،  وعبد بن حميد  ،  والبخاري  في "تاريخه" ،  وأبو داود  ،  والترمذي  ، وحسنه ،  والنسائي  ،  وخشيش بن أصرم  في "الاستقامة"  وابن جرير  ،  وابن المنذر  ،  وابن أبي حاتم  ،  وابن حبان  ،  والآجري  في "الشريعة" ،  وأبو الشيخ  ،  والحاكم  ،  وابن مردويه،   واللالكائي  ،  والبيهقي  في  [ ص: 657 ]  "الأسماء والصفات" ،  والضياء  في "المختارة" عن مسلم بن يسار الجهني  أن  عمر بن الخطاب  سئل عن هذه الآية : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم  الآية ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال : "إن الله خلق آدم  ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للجنة ، وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية ، فقال : خلقت هؤلاء للنار ، وبعمل أهل النار يعملون "، فقال الرجل : يا رسول الله ، ففيم العمل؟ فقال : "إن الله إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله الله النار"  . 
وأخرج  أحمد  ،  والنسائي  ،  وابن جرير  ،  وابن مردويه  ،  والحاكم  وصححه ،  والبيهقي  في "الأسماء والصفات" ، عن  ابن عباس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم  بنعمان  يوم عرفة ، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها ، فنثرها بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا قال : ألست بربكم قالوا بلى شهدنا   [ ص: 658 ] إلى قوله المبطلون   . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وابن منده  في كتاب "الرد على الجهمية"  ، عن  عبد الله بن عمرو  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم  قال : أخذ من ظهره كما يؤخذ بالمشط من الرأس ، فقال لهم : ألست بربكم قالوا بلى  قالت الملائكة : (شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين )" . 
وأخرج  ابن أبي حاتم  ،  وابن منده  ،  وأبو الشيخ  في "العظمة" ،  وابن عساكر  ، عن  أبي هريرة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  "إن الله لما خلق آدم  مسح ظهره ، فخرت منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، ونزع ضلعا من أضلاعه ، فخلق منه حواء  ، ثم أخذ عليهم العهد : ألست بربكم قالوا بلى   . ثم اختلس كل نسمة من بني آدم  بنوره في وجهه وجعل فيه البلوى الذي  [ ص: 659 ] كتب أنه يبتليه بها في الدنيا من الأسقام ، ثم عرضهم على آدم  فقال : يا آدم  هؤلاء ذريتك ، وإذا فيهم الأجذم ، والأبرص ، والأعمى ، وأنواع الأسقام فقال آدم   : يا رب لم فعلت هذا بذريتي قال : كي تشكر نعمتي ، وقال آدم   : يا رب من هؤلاء الذين أراهم أظهر الناس نورا ؟ قال : هؤلاء الأنبياء من ذريتك ، قال : من هذا الذي أراه أظهرهم نورا ؟ قال : هذا داود  ، يكون في آخر الأمم ، قال : يا رب كم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ، قال : يا رب كم جعلت عمري ؟ قال : كذا وكذا ، قال : يا رب فزده من عمري أربعين سنة حتى يكون عمره مائة سنة ، قال : أتفعل يا آدم  قال : نعم يا رب ، قال : فيكتب ويختم ، إنا كتبنا وختمنا ولم نغير ، قال : فافعل أي رب " ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فلما جاء ملك الموت إلى آدم  ليقبض روحه قال : ماذا تريد يا ملك الموت؟ قال : أريد قبض روحك ، قال : ألم يبق من أجلي أربعون سنة ؟ قال : أولم تعطها ابنك داود  ؟ قال : لا " . قال : فكان  أبو هريرة  يقول : نسي آدم  ونسيت ذريته وجحد آدم  فجحدت ذريته  [ ص: 660 ] وأخرج  ابن جرير  ، عن جويبر  قال : مات ابن للضحاك بن مزاحم   -ابن ستة أيام- فقال : إذا وضعت ابني في لحده، فأبرز وجهه وحل عقده ، فإن ابني مجلس ومسؤول ، فقلت : عم يسأل ؟ قال : عن الميثاق الذي أقر به في صلب آدم  ، حدثني  ابن عباس  أن الله مسح صلب آدم  ، فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وتكفل لهم بالأرزاق ، ثم أعادهم في صلبه ، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول ، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول ، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول ؛ على الفطرة . 
وأخرج  عبد بن حميد  ، عن  سلمان  قال : إن الله لما خلق آدم  مسح ظهره ، فأخرج منه ما هو ذارئ إلى يوم القيامة ، فكتب الآجال ، والأرزاق ، والأعمال ، والشقوة ، والسعادة ، فمن علم السعادة فعل الخير ، ومجالس الخير ، ومن علم الشقاوة فعل الشر ومجالس الشر . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  والحكيم الترمذي  في "نوادر الأصول"،  والطبراني  ،  وأبو الشيخ  في "العظمة" ،  وابن مردويه  ، عن  أبي أمامة  ، أن  [ ص: 661 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خلق الله الخلق وقضى القضية ، وأخذ ميثاق النبيين ، وعرشه على الماء ، فأخذ أهل اليمين بيمينه ، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى - وكلتا يدي الرحمن يمين - فقال : يا أصحاب اليمين . فاستجابوا له فقالوا : لبيك ربنا وسعديك . قال : ألست بربكم  قالوا : بلى  قال : يا أصحاب الشمال ، فاستجابوا له فقالوا : لبيك ربنا وسعديك ، قال : ألست بربكم قالوا بلى  فخلط بعضهم ببعض، فقال قائل منهم : رب لم خلطت بيننا؟ قال : ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون   [المؤمنون : 63 ] . (أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) . ثم ردهم في صلب آدم  ، فأهل الجنة أهلها ، وأهل النار أهلها " ، فقال قائل : يا رسول الله ، فما الأعمال ؟ قال : "يعمل كل قوم لمنازلهم " ، فقال  عمر بن الخطاب   : إذن نجتهد . 
وأخرج  عبد بن حميد  ،  وأبو الشيخ  ،  وابن مردويه  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما خلق الله آدم  مسح ظهره ، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم  [ ص: 662 ] وبيصا من نور ، ثم عرضهم على آدم  ، فقال : أي رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب ، من هذا ؟ فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك ، يقال له : داود   . قال : أي رب ، وكم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ، قال : أي رب، زده من عمري أربعين سنة ، فلما انقضى عمر آدم  جاء ملك الموت ، فقال : أولم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أولم تعطها ابنك داود  ؟ قال : فجحد آدم  فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته" . 
وأخرج  ابن أبي الدنيا  في "الشكر" ،  وأبو الشيخ  ،  والبيهقي  في "الشعب" ، عن  الحسن  قال : لما خلق الله آدم  عليه السلام وأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى ، فدبوا على وجه الأرض ؛ منهم الأعمى ، والأصم والأبرص ، والمقعد ، والمبتلى بأنواع البلاء ، فقال آدم   : يا رب ألا سويت بين ولدي ، قال : يا آدم  ، إني أردت أن أشكر ، ثم  [ ص: 663 ] ردهم في صلبه . 
وأخرج  عبد الرزاق  ،  وابن أبي شيبة  ،  والبيهقي  في "الشعب" ، عن  قتادة  ،  والحسن  ، قالا : لما عرضت على آدم  ذريته ، فرأى فضل بعضهم على بعض قال : أي رب ، أفهلا سويت بينهم ؟ قال : إني أحب أن أشكر ، يرى ذو الفضل فضله فيحمدني ويشكرني . 
وأخرج  أحمد  في "الزهد" ، عن بكر  ، مثله . 
وأخرج  ابن جرير  ،  والبزار  ،  والطبراني  ،  والآجري  في "الشريعة" ،  وابن مردويه  ،  والبيهقي  في "الأسماء والصفات" ، عن هشام بن حكيم  ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتبتدأ الأعمال أم قد قضي القضاء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله أخذ ذرية آدم  من ظهورهم ، ثم أشهدهم على أنفسهم ، ثم أفاض بهم في كفيه ، فقال : هؤلاء في الجنة ، وهؤلاء في النار .  [ ص: 664 ] فأهل الجنة ميسرون لعمل أهل الجنة، وأهل النار ميسرون لعمل أهل النار" . 
وأخرج  الطبراني  ، ،  وابن مردويه  ، عن  معاوية  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "إن الله أخرج ذرية آدم  من صلبه حتى ملئوا الأرض ، وكانوا هكذا " فضم إحدى يديه على الأخرى . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  في "نوادر الأصول" ،  وابن مردويه  ، عن  أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدما لأهل الجنة ؛ وذلك [178 ظ] أنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ، وهم في الميثاق الأول" . 
وأخرج  أحمد  ،  والبخاري  ،  ومسلم  ، عن  أنس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة : أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء ، أكنت مفتديا به؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردت منك أهون من ذلك ، قد أخذت عليك في ظهر أبيك آدم  ألا تشرك بي، فأبيت إلا أن تشرك بي" . 
 [ ص: 665 ] وأخرج  ابن أبي شيبة  ،  وابن جرير  ، عن علي بن حسين  ، أنه كان يعزل ، ويتأول هذه الآية : (وإذ أخذ ربك من بني آدم  من ظهورهم ذرياتهم  ) . 
وأخرج  سعيد بن منصور  ،  وابن مردويه  ، عن  أبي سعيد الخدري  قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العزل فقال : "لا عليكم ألا تفعلوا ؛ إن يكن مما أخذ الله منها الميثاق فكانت على صخرة نفخ فيها الروح" . 
وأخرج  أحمد  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  أنس  قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن العزل فقال : " لو أن الماء الذي يكون منه الولد صب على صخرة لأخرج الله منها ما قدر ؛ ليخلق الله نفسا هو خالقها" . 
وأخرج  عبد الرزاق  ، عن  ابن مسعود  ، أنه سئل عن العزل فقال : "لو أخذ الله ميثاق نسمة من صلب رجل ، ثم أفرغه على صفا لأخرجه من ذلك الصفا ؛ فإن شئت فاعزل ، وإن شئت فلا تعزل . 
وأخرج  عبد الرزاق  ، عن  إبراهيم النخعي  قال : كانوا يقولون : إن النطفة التي  [ ص: 666 ] قضى الله فيها الولد لو وقعت على صخرة لخرج منها الولد . 
وأخرج  عبد الرزاق  في "المصنف"،  وأبو الشيخ  ، عن فاطمة بنت حسين  قالت : لما أخذ الله الميثاق من بني آدم  ، جعله في الركن ، فمن الوفاء بعهد الله استلام الحجر . 
وأخرج  أبو الشيخ  ، عن جعفر بن محمد  قال : كنت مع أبي؛ محمد بن علي  فقال له رجل : يا أبا جعفر  ، ما بدء خلق هذا الركن ؟ فقال : إن الله لما خلق الخلق قال لبني آدم   : ألست بربكم  ؟ قالوا : بلى  فأقروا ، وأجرى نهرا أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ثم أمر القلم فاستمد من ذلك النهر ، فكتب إقرارهم ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر ، فهذا الاستلام الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم الذي كانوا أقروا به . 
وأخرج  ابن جرير  ،  وأبو الشيخ  ، عن  ابن عباس  قال : ضرب الله متن آدم  ، فخرجت كل نفس مخلوقة للجنة بيضاء نقية ، فقال : هؤلاء أهل  [ ص: 667 ] الجنة . وخرجت كل نفس مخلوقة للنار سوداء ، فقال : هؤلاء أهل النار . أمثال الخردل في صور الذر ، فقال : يا عباد الله ، أجيبوا الله ، يا عباد الله ، أطيعوا الله ، قالوا : لبيك أطعناك ، اللهم أطعناك ، اللهم أطعناك . وهي التي أعطى الله إبراهيم  في المناسك : لبيك اللهم لبيك ، فأخذ عليهم العهد بالإيمان به ، والإقرار والمعرفة بالله وأمره . 
وأخرج الجندي  في "فضائل مكة"،   وأبو الحسن القطان  في "الطوالات" ،  والحاكم  ،  والبيهقي  في "شعب الإيمان" وضعفه ، عن  أبي سعيد الخدري  قال : حججنا مع  عمر بن الخطاب  ، فلما دخل الطواف استقبل الحجر  ، فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ، ثم قبله ، فقال له  علي بن أبي طالب   : يا أمير المؤمنين ، إنه يضر وينفع ، قال : بم ؟ قال : بكتاب الله عز وجل ، قال : وأين ذلك من كتاب الله ؟ قال : قال الله : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم   [ ص: 668 ] إلى قوله : بلى   . خلق الله آدم  ، ومسح على ظهره ، فقررهم بأنه الرب ، وأنهم العبيد ، وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان ، فقال له : افتح فاك ، ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ، فقال : اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود ، وله لسان ذلق ، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد " ، فهو يا أمير المؤمنين ، يضر وينفع ، فقال  عمر   : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن   . 
وأخرج  أبو الشيخ  ، عن  ابن عباس  في قوله : وإذ أخذ ربك  الآية ، قال : أخذهم في كفه كأنهم الخردل ؛ الأولين والآخرين فقلبهم في يده مرتين أو ثلاثا ، يرفع يده ويطأطئها ما شاء الله من ذلك ، ثم ردهم في أصلاب آبائهم ، حتى أخرجهم قرنا بعد قرن ، ثم قال بعد ذلك : وما وجدنا لأكثرهم من عهد  الآية  [ ص: 669 ]  [الأعراف : 102 ] ، ثم نزل بعد ذلك : واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به   [المائدة : 7] . 
وأخرج  البيهقي  في "الأسماء والصفات" ، عن  عبد الله بن عمرو  قال : لما خلق الله آدم  نفضه نفض المزود ، فخر منه مثل النغف ، فقبض منه قبضتين ، فقال لما في اليمين : في الجنة ، وقال لما في الأخرى : "في النار" . 
وأخرج  ابن سعد  ،  وأحمد  ، عن عبد الرحمن بن قتادة السلمي  ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  "إن الله تبارك وتعالى خلق آدم  ، ثم أخذ الخلق من ظهره ، فقال : هؤلاء في الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء في النار ولا أبالي " ، فقال رجل : يا رسول الله ، فعلى ماذا نعمل ؟ قال : على مواقع القدر" . 
وأخرج  أحمد  ،  والبزار  ،  والطبراني  ، عن  أبي الدرداء  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  "خلق الله آدم  حين خلقه ، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء  [ ص: 670 ] كأنهم الذر ، وضرب كتفه اليسرى ، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحممة ، فقال للذي في يمينه : إلى الجنة ولا أبالي ، وقال للذي في كتفه اليسرى : إلى النار ولا أبالي" . 
وأخرج  البزار  ،  وخشيش  في "الاستقامة" ،  والطبراني  ،  والآجري  ،  وابن مردويه  ، عن  أبي موسى الأشعري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "إن الله جل ذكره يوم خلق آدم  قبض من صلبه قبضتين ، فوقع كل طيب في يمينه وكل خبيث بيده الأخرى ، فقال : هؤلاء أصحاب الجنة ولا أبالي ، وهؤلاء أصحاب النار ولا أبالي ، ثم أعادهم في صلب آدم  ، فهم ينسلون على ذلك إلى الآن" . 
وأخرج  البزار  ،  والطبراني  ،  وابن مردويه  ، عن  أبي سعيد الخدري  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين : "هذه في الجنة ولا أبالي" . 
وأخرج  البزار  ،  والطبراني  ، عن  ابن عمر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في  [ ص: 671 ] القبضتين : "هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه "، قال : فتفرق الناس وهم لا يختلفون في القدر" . 
وأخرج  الحكيم الترمذي  في "نوادر الأصول"  والآجري  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  "لما خلق الله آدم  ضرب بيده على شق آدم  الأيمن ، فأخرج ذروا كالذر ، فقال : يا آدم ، هؤلاء ذريتك من أهل الجنة ، ثم ضرب بيده على شق آدم  الأيسر ، فأخرج ذروا كالحمم ، ثم قال : هؤلاء ذريتك من أهل النار" . 
وأخرج  أحمد  ، عن  أبي نضرة  ، أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له : أبو عبد الله   . دخل عليه أصحابه يعودونه وهو يبكي ، فقالوا له : ما يبكيك؟ قال : سمعت رسول الله يقول : "إن الله قبض بيمينه قبضة ، وأخرى باليد الأخرى ، فقال : هذه لهذه ، وهذه لهذه ، ولا أبالي" ، فلا أدري في أي القبضتين أنا  . 
وأخرج  ابن مردويه  ، عن  أنس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال  "إن الله قبض قبضة فقال : للجنة برحمتي ، وقبض قبضة فقال : إلى النار ولا أبالي" . 
 [ ص: 672 ] وأخرج  عبد بن حميد  ،  وابن أبي حاتم  ، عن  الضحاك  قال : إن الله أخرج من ظهر آدم  يوم خلقه ما يكون إلى يوم القيامة ، فأخرجهم مثل الذر ، ثم قال : ألست بربكم  ؟ قالوا : بلى   . قالت الملائكة : شهدنا ، ثم قبض قبضة بيمينه فقال : هؤلاء في الجنة ، ثم قبض قبضة أخرى فقال : هؤلاء في النار ولا أبالي . 
وأخرج  ابن المنذر  ،  وأبو الشيخ  ، عن  ابن جريج  في قوله : ( أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) ، قال : عن الميثاق الذي أخذ عليهم : ( أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل) . فلا يستطيع أحد من خلق الله من الذرية ( أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا) ، ونقضوا الميثاق ، وكنا نحن ذرية من بعدهم ، أفتهلكنا بذنوب آبائنا وبما فعل المبطلون ؟ . 
-
				
						
						
