ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
أن أخرج : بمعنى: أي: أخرج ; لأن الإرسال فيه معنى القول، كأنه قيل: أرسلناه، وقلنا له: أخرج، ويجوز أن تكون "أن" الناصبة للفعل، وإنما صلح أن توصل بفعل الأمر، لأن الغرض وصلها بما تكون معه في تأويل المصدر وهو الفعل والأمر، وغيره سواء في الفعلية، والدليل على جواز أن تكون الناصبة للفعل: قولهم أوعز إليه بأن افعل، فأدخلوا عليها حرف الجر، وكذلك التقدير بأن أخرج قومك، وذكرهم بأيام الله : وأنذرهم بوقائعه التي وقعت على الأمم قبلهم: قوم نوح، وعاد، وثمود، ومنه أيام العرب; لحروبها وملاحمها، كيوم ذي قار، ويوم الفجار، ويوم قضة وغيرها، وهو الظاهر، وعن - رضي الله عنهما-: نعماؤه وبلاؤه، فأما نعماؤه: فإنه ظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى، وفلق لهم البحر، وأما بلاؤه: فإهلاك القرون، ابن عباس لكل صبار شكور : يصبر على بلاء الله ويشكر نعماءه، فإذا سمع بما أنزل الله من البلاء على الأمم، أو أفاض عليهم من النعم، تنبه على ما يجب عليه من الصبر والشكر واعتبر، وقيل: أراد لكل مؤمن، لأن الشكر والصبر من سجاياهم، تنبيها عليهم.